Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 21 فبراير 2024 9:56 صباحًا - بتوقيت القدس

العالم لن يبقى كما هو إذا رأيناه بعيون التربويين

يؤكد التربويون على ضرورة مراجعة العملية التعليمية من وقت لآخر و على ضرورة إعادة هيكلة التعليم للانتقال من السردية التربوية القائمة على ثلاثية (الحفظ و التلقين و التذكر) و هي ثلاثية غير قادرة بصورتها الراهنة للاستجابة للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية و يؤكدون كذلك على ضرورة بناء فكر خلاق مبدع و إطلاق العنان لقدرات المتعلم و فتح نوافذ جديدة أمام المتعلمين لتعزيز الوعي و تنمية مهارات التفكير لتحقيق مجتمع منتج و إنتاج عقلية أكثر ديناميكية تنمي التساؤل و التحليل و التقويم بالإضافة إلى الانتقال من ثقافة الصمت الصفي إلى ثقافة المشاركة و الحوار و الإقناع من خلال أساليب محفزة متنوعة مرنة و هذا ما نادى به البرازيلي باولو فريرو لأن تسع أعشار التعلم هي نتيجة للمشاركة الفاعلة من المتعلم و هذا يحتاج إلى تغيير العقبات المتمترسة خلف ثلاثية التعليم الحفظ و التلقين و التذكر و كما قال جون ديوي الأمريكي أبو التربية الحديثةإذا علمنا طلاب اليوم بأساليب الأمس فإننا سنسرق منهم مستقبلهم.و كما قال الإمام محمد عبده إن مستقبل الأمة يقوم باستعدادها لمواجهة كل زمان بما يناسبه و يضيف أن من غالب الزمان غلبه و كما أكد مالكوم اكس الأمريكي أن التعليم هو جواز سفرنا للمستقبل لأن الغد ملك لاولئك الذين يعدون له اليوم وكل ذلك من خلالرؤية عصرية لإخراج أجيال تملك مهارات العصر لأن المعرفة و المهارة هي عملة المستقبل و من خلال محتوى تعليمي يخاطب العصر و يحترم عقل المتعلم و كل ذلك لتحقيق أعمدة المعرفة الأربعة التي حددتها اليونسكو للتعليم في القرن الحادي و العشرين و كما وصفها جاك ديلورأتعلم لأكون-أتعلم لأعرف-أتعلم لأعمل-أتعلم كيف أعيش مع الآخرين.إن الانتقال من عصر إلى عصر ومن عهد إلى عهد يحتاج إلى رؤية تربوية بعيدة المدى و فهم شامل للعوامل المحيطة. و درجة نضج الشعوب تعتمد على نوعية التعليم والبيئة الثقافية السائدة و النمط الاجتماعي.نحن بحاجة إلى تعليم لتحرير العقول ، و لتحرير عقول الغير يجب أن يكون المرء متحررا و أن يعرف نفسه بنفسه كمسافر في عالم آخر و أن يكون المرء متعلما. و هنا واجب المعلم دفع المتعلم إلى التفكير ويشجعه على التفكير في كل ما يسمعه و لا يمكن الإنسان أن يكون مصيبا دائما.إن الحياة الإنسانية انعدمت منها القيم الانسانية لذلك نحن بحاجة إلى التربية الرشيدة التي تصون عقل المتعلم في كل مجمتع على حدة، وهذا يذكرني ببيت من الشعر:


يا قوم عذراً فلم يبقى لنا الا التعلم يهدينا الى الرشد


وقد أشار فرانسيس بيكون إلى ما أسماه الأصنام الأربعة 1-صنم القبيلة أو المجتمعية الاكراهية القاهرة 2-صنم الكهف أو المثالية الانعزالية والانطوائية 3-صنم السوق أي الأفكار الرائجة المتداولة بين الناس 4-صنم المسرح أو الإيمان الأعمى المقيد وأقول هل اصبح التعليم أداة للتصنيم و يقول فقط العقل الفردي الذي ينعتق من هذه الأصنام يستطيع أن يساهم مساهمة فاعلة في المجتمع حتى يحرر الناس من الفساد و الظلم و النفاقو سوء الظن ولا سبيل إلى خلاص الناس إلا بانعتاق العقل الفردي من مغناطيس الجهل و التخلف و هذا الانعتاق مسؤولية تربوية في المقام الأول و حتى يكون لنا هوية لا بد من فلسفة تربوية واضحة المعالم تقوم على إعادة تعريف كل مكونات العملية التعليمية لأن التعريفات القديمة بصورتها الراهنة لا تستجيب لتحديات العصر عندها يكون من السهل جدا أن نقسمها إلى برامج وخطط تنفيذية وفق واقعنا و حضارتنا و ما هو موجود في مجتمعاتنا من آمال و قيم تختلف من مجتمع لآخر.إن الأنظمة التعليمية العربية رغم التحولات المعرفية لا تشجع بل لم تصمم لتشجيع روح المواطنة و المشاركة و التعاون وقبول الاخر و الإبداع التي تأتي نتيجة التعددية في الفكر و نمط الحياة و هذه الأنظمة التعليمية تركز على التعليم بصفة عامة و تشدد على إكساب المتعلم مادة معرفية محددة متفق عليها من جانب واحد و تصر على أحادية التفكير بعيدا عن التوصيف و التقويم و التحليل و النقد و هنالك من يقول أنه تم تفريغ التعليم من بعده الاقتصادي و محاصرته في بعده التنموي و بعده الوطني أي انفصلت التربية عن التنمية مما جعل من التعليم مدخلات لفظية ومخرجات لفظية، وهذا يذكرني بقول احد الشعراء :


لو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم
وبيت آخر:
مالي أرى التعليم أصبح عاجزاً على أن يصح في النفوس مكسراً


لقد حان الوقت إلى تحويل المدرسة والجامعة إلى مؤسسات متجددة ذاتيا بالاعتماد على القدرات القيادية للتغيير و تفعيل دورها في تحقيق التنمية المجتمعية و بناء جيل قيادي مواكب فاعل في المجتمع من خلال نشر ثقافة التطوير المستدامة في مؤسسات التعليم و إنتاج المعرفة البحثية كأساس للتأثير على مبادرات الإصلاح التربوي المنشودة في الوطن العربي.و هنالك مشكلة و هي التفكير الأحادي السائد منذ زمن من خلال ثلاثية التلقين و الحفظ و التذكر و هو تفكير ينظر إلى أي عملية إصلاحية للتعليم من الشوائب محاولة خارجية لتغيير الثقافة العربية وأصبح الإصرار على بقاء النظم التعليمية بحجة حمايتنا من الحضارات الأخرى ولا يجوز أن يبقى الإصلاح التعليمي مرهون بأفكار ضد الابتكار و الإبداع و الاقتناع و الحوار والمشاركة بصرف النظر عن الدوافع ولا يجوز استخدام نظرية المؤامرة الخارجية لحماية النظم التعليمية ولا يجوز الخوف من الإصلاح وهو ضرورة بقائية وجودية وليس طرفا فكريا و من الإصلاحات التي يجب التعامل معها-إعطاء الأولوية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة-تحسين نوعية التعليم في جميع المراحل-إعطاء اهتمام خاص للتعليم الجامعي-وجود تقييم دوري مستقل في جميع مراحل التعليم-توسيع قدرة المخرجات على البحث العلمي و التطوير-نشر ثقافة الجودة العالية للتعليم في جميع المراحل. و مرة أخرى لا بد من الانتقال من تعليم كثير و تعلم أقل إلى تعلم أكثر وتعليم أقل. و في هذا العصر فإن حياة الإنسان و عقله أصبحت أكبر بكثير من محتوى كتاب تعليمي و لهذا يجب الخروج عن المنهاج والكتاب إلى ما وراء المنهاج والكتاب المقرر علما بأن إنهاء الكتاب المقرر لا يعني بالضرورة فهم الطلاب فالتعلم يبدأ أين المتعلم و ليس أين المعلم فقد يكون المعلم في الوحدة الثامنة بينما كتير في الطلاب في الوحدة الثالثة أو الرابعة و لا بد من تعليم حقيقي و المحادثة التالية لمعلمين لغة إنجليزية توضح ذلك


المعلم الأول: لقد علمت كريم اللغة الإنجليزية
المعلم الثاني: لم أسمع كريم يتكلم اللغة الإنجليزية أبدا.


المعلم الأول: أنا قلت لك أنني علمته اللغة الإنجليزية و لم أقل لك أنه تعلم اللغة الإنجليزية.


لذلك لا بد من إثارة السؤال التالي: ماذا نعلم في ضوء الانفجار المعرفي و الإفراط المعلوماتي؟
كيف نعلم في ضوء الانفجار السكاني؟


نحن بحاجة إلى حرب جديدة من نوع جديد أسلحتها القراءة و المعرفة و المهارة و المواكبة و قادتها التربويين و ضحاياها الجهل و التخلف و البطالة.


و أخيرا أقول يا معشر التربويين أنتم الأمل.إن الأعمال العظيمة في التعليم و التعلم و التربية هي نتيجة لعمل جماعي و ليست نتاج فرد واحد مهما بلغت معرفته.

دلالات

شارك برأيك

العالم لن يبقى كما هو إذا رأيناه بعيون التربويين

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)