أقلام وأراء

الإثنين 19 فبراير 2024 10:06 صباحًا - بتوقيت القدس

أعراس غزة

العرس بين خيمتين وشهر العسل في رفح والبيت خيمة، والشهود نازحين والحضور جيران الخيمة واللجوء، هكذا تواصل غزة إعلان جدارتها بالحياة رغم حرب الإبادة، وهكذا تواجه دموية المشهد بإتمام الأعراس على نحو خاص يشبه أيامها وأوقاتها وظروفها القاهرة.


العرس بين خيمتين نشيدٌ للحياة وصوت الأمل الذي ينبعث في وجه الحصار والخراب.


غزة الجريحة والذبيحة، وقد دمرت بالكامل، مرافقها وبيوتها ومستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ومساجدها، وهي تعيش تحت القصف، تقيم أعراسها لشباب وشابات من دون جاهة وحفلة حناء وسهرة للعروسين، ومن دون فستان أبيض ولا طرحة وتسريحة شعر أنيقة، ومن دون قاعة أفراح وحفل زفاف، وبلا بيت للعروسين وغرفة نوم وصالة طعام ومعيشة، وعلى نحو خاص يسعى البعض لمواصلة حياتهم بعد أن يئسوا انتظار توقف الحرب، فكان العرس في الشارع، وكان بيتهم خيمة على حافة الحدود في رفح، والخيمة بلا طعام ولا شراب في زمن الحرب والحصار.


صحيح أنها ليست تقاليد الأفراح ولا عاداتنا، لكنها في زمن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال، قد تبدلت العادات وباتت على هذا النحو الذي نراه بين الحين والآخر، وهذه المشاهد باعثة للأمل برغم كل ما يحدث، الحب في زمن الحرب والعرس في زمن الحرب والولادة في زمن الحرب وهذه ديمومة حياة غزة التواقة للحياة ولغدها الحرّ من دون حرب ومن دون احتلال وحصار، وهي بذلك ترسم مصيرها نحو الحياة لا نحو الموت الذي يريده لها أعدائها.


غزة التي تواصل صمودها وثباتها رغم كل ما تعيشه من ظروف قاسية ومستحيلة، ورغم الموت الذي يصيبها إلا أنها تصرّ على الحياة، وتصرّ على الحب والوفاء، وهي تتعالى فوق الركام، وتخرج من بين الرماد لتعلن أعراسها وهي بذلك تقول للعالم أنها ترفض أن تموت، وأنها ذاهبة إلى الحياة، رغم آلة القتل والإرهاب، ورغم تطرف وفاشية الاحتلال، ورغم كل ما يحدث.


أرادوه زمن الموت والإبادة لغزة، فقتلوا وهدموا وقصفوا وحاصروا ومنعوا الغذاء والدواء، واجتاحوا شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، ولم يعلموا أن غزة لا تموت، بل تحيا رغمًا عنهم وعن إرادتهم، ورغمًا عن حربهم وحصارهم، وهذه غزة التي عقدت العزم على الصمود والحياة، وأن تحافظ على رسم الحياة في زمن الحرب، فكان الحب شاهدًا والبيت خيمة والعرس في الطريق.

دلالات

شارك برأيك

أعراس غزة

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس