Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 14 فبراير 2024 10:35 صباحًا - بتوقيت القدس

لبنان: العودة إلى «ستاتيكو» ما قبل 7 أكتوبر!

يعيش اللبنانيون تناقضاً هائلاً بين حالتين من الحرب المحدودة على الجبهة الجنوبيّة مقابل وضع شبه طبيعي في باقي الأراضي اللبنانيّة، وها هي القرى الحدوديّة اللبنانيّة تدفع الفاتورة الباهظة عن اللبنانيين جميعاً قتلاً ودماراً وتهجيراً، وكأن المشاهد القديمة التي كانت رائجة في حقبة ما قبل الحرب الأهليّة اللبنانيّة (1975 - 1990) من حيث الانتهاكات الإسرائيليّة المتواصلة للجنوب اللبناني قد استُعيدت بشكل كبير، ووصلت إلى درجات متقدمة من الخطورة.


الفارق أنه بات بإمكان أحزاب لبنانيّة (وفي طليعتها «حزب الله» بطبيعة الحال) أن ترد على القصف الإسرائيلي، وأن تلحق الأذى بالمستوطنات الكثيرة المنتشرة في شمال الأراضي المحتلة إلى درجة تهجير أهلها بعد أن كانت في الماضي تنعم بالهدوء والاستقرار، وهي أراضٍ محتلة منذ حقبة نكبة 1948. وثمة ضغوطات كبيرة يمارسها هؤلاء السكان على رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو مطالبين بالعودة إلى «بيوتهم».


لا يمكن القبول باستمرار الاحتلال الإسرائيلي في استباحة الأراضي العربيّة أسوة باستباحته أراضي فلسطين منذ زمن النكبة وإقامة دولته فيها، وإسكان المستوطنين فيها بعد الإتيان بهم من كل أصقاع الأرض على حساب السكان الأصليين، خصوصاً أن مخططات إسرائيل الكبرى لم تسقط بعد من حسابات الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة، وهي تبحث عن فرص سياسيّة أو عسكريّة للنفاذ من خلالها لتحقيق هذا الهدف، وما طرح تهجير الفلسطينيين من غزة في بداية الحرب إلا أحد «تجليّات» هذا المشروع الخطير الذي يبقى قائماً ما دامت الحكومة الإسرائيليّة لم تتخلَّ عن مشاريعها التوسعيّة القديمة - الجديدة.


لبنان مدعو لمواصلة التمسك بالقرار 1701 الصادر عام 2006 عقب حرب تموّز التي استمرت 33 يوماً، وكانت مدمرة بكل معنى الكلمة، إلا أن تل أبيب فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة فيها أي القضاء على «حزب الله»، ولو أنها دمّرت الكثير في لبنان من جسور وبنى تحتيّة ومحطات كهرباء وسواها، تماماً كما فعلت في قطاع غزة. لقد أصبح القطاع برمته مدمراً تقريباً، وهدف القضاء على حركة «حماس» لم يتحقق ولن يتحقق رغم الدمار الهائل والإبادة الجماعيّة التي اتُهمت بها إسرائيل من قِبل أعلى مرجعيّة قضائيّة دوليّة؛ أي محكمة العدل الدوليّة.


في ظل الظروف الحالية، وبعد مرور أكثر من 3 أشهر على الحرب الإسرائيليّة على غزة، لعل الأفضل لبنانيّاً هو العودة إلى تطبيق القرار الدولي 1701 دونما تعديل، واستعادة «الستاتيكو» الذي كان قائماً في جنوب لبنان قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أدّى غرضه في تحقيق الاستقرار والهدوء النسبي على مدى أعوام طويلة باستثناء الخروقات الإسرائيليّة التي قلّما توقفت منذ عقود للمجال الجوي والبري والبحري اللبناني.


إذا كان ثمّة «إجماع» لبناني على أن فتح حرب واسعة مع الاحتلال الإسرائيلي لا يتناسب مع المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة، ليس رفضاً للتضامن مع غزة والشعب الفلسطيني، بل لعدم قدرة لبنان على احتمال نتائجه الوخيمة؛ فالإجماع يفترض أن يسري أيضاً على رفض الاعتداءات والقصف الإسرائيلي الذي يطول لبنان، ووقفه لا يحصل من دون ضغط أميركي كبير على إسرائيل نجح حتى اللحظة في منع توسعة الحرب في الاتجاهات المختلفة وفي مقدمها من الجهة اللبنانيّة.


في هذه الأوقات الصعبة والدقيقة، يبدو المشهد اللبناني الداخلي البائس مفتوحاً على كل الاحتمالات، وربما في طليعتها إدامة حالة المراوحة والشلل التي تصيب البلاد منذ أكثر من سنة ونيف بعد دخوله في الشغور الرئاسي عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر 2022.


كان حرياً بالأطراف اللبنانيّة أن تضع خلافاتها جانباً، وأن تتفق على انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة يتمتّع بالمصداقيّة والاحترام، ويحظى بالدعم المحلي والخارجي المطلوب للنهوض بالبلاد، وإخراجها من أزماتها المتفاقمة والمتنامية على جميع الصعد. ليس هناك من ظروف قاهرة تحول دون انتخاب الرئيس، والكل يتحمّل قدراً من المسؤوليّة حيال ذلك، سواء الأطراف المتمسكة بمرشح دون سواه، أم الأطراف التي لم تطرح بديلاً جدياً مكتفية بـ«التقاطع» الذي حصل حول مرشح معيّن في مرحلة سابقة، وأغلب الظن أنه سقط وتجاوزه الزمن. وبين هؤلاء وأولئك، سيبقى الشغور الرئاسي مستداماً، وكذلك أزمات البلاد ومآزقها المتنوعة.


*بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"

دلالات

شارك برأيك

لبنان: العودة إلى «ستاتيكو» ما قبل 7 أكتوبر!

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)