Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 09 فبراير 2024 10:08 صباحًا - بتوقيت القدس

قبل «الطوفان»... وبعده

قال مُحدِّثي: كل شيء تغير، أعني كل شيء بالفعل، وليس من قبيل بلاغة الإنشاء، أو مبالغة التهويل غير المبني على وقائع. أجبتُ: بالطبع، إنما هذا إحساس يساور الناس أجمعين؛ بل بعيداً من المبالغة، كما تقول. الأرجح أن أحداً لن يختلف مع تقييم كهذا؛ لأن الهجوم المُعْطى اسم «طوفان الأقصى»، غيَّر معظم الذي ساد قبله. قاطعني: نعم؛ لكنني لم أعنِ المشهد العام وحده، إنما أقصد الذات أيضاً، بصريح القول، يضيف جازماً: أنا لم أعد أنا، من الآن فصاعداً لن أقدِّم أحداً على نفسي، أمَا قالوا من قبل في الأمثال: «يا روح ما بعدك روح»؟ بلى، أجبتُ من جهتي، فقاطع قائلاً: وهكذا أصبح الحال عندي اليوم... نفسي أولاً، والنفس التي أعنيها هي تحديداً «كوميونِتي» المحدودة جداً، أطفالي وأمهم، رفيقة دربي حتى نهاية المشوار، تليهم الدائرة الأوسع التي تشمل عائلتي، أصل المنبع، هؤلاء يكفونني، بكل جِدٍّ، كفى يا صاحبي.


حصل هذا الحديث خلال الأسبوع الثاني لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع ملاحظة أن الحوار لم يجرِ كما ورد أعلاه نصاً، لذا تجنبتُ تضمينه بين أقواس توثق أنه «كوتيشِن». أما المتحدث معي فهو شاب من قطاع غزة، وهو أب في مطلع أربعينات العمر، يعمل في مركز مرموق مع مؤسسة اتصالات عالمية، تضم زملاء له وزميلات ينتمون إلى جنسيات عدة. وفق تقديري -وقد أصيب أو أخطئ- ربما يجوز اعتبار نزق «الأنا» الذي اكتست به عبارات الشاب، حالة تستوجب اهتمام مراكز البحث والدراسات والتوثيق التي سوف تُعنى برصد تأثيرات ذلك الحدث الزلزال، على مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، أولاً، في الوطن، وفي الشتات، ثم على الواقع العربي، ثانياً، وعلى صعيد عالمي، ثالثاً، وبالتالي ارتداداته المتواصلة حتى اليوم، بعد 4 أشهر على وقوعه، والمرشحة لأن تتواصل، وأن تتسع دوائرها أكثر.


واضح تماماً أن حالة اليأس، ومن ثم التحلل من أي التزام بتفاعل مع العمل العام، كما بدت في نبرة حديث الشاب الغزاوي، وتحديداً من حيث عدم إبداء أي اهتمام، بأي شأن، خارج النطاق العائلي، تبقى حالة فردية جداً؛ لكنها حتى ضمن هذا المقياس تصلح للدراسة باعتبارها «CASE STUDY»، والأرجح أن توجد مثيلات لها داخل فلسطين، وفي الشتات، مع أنها لا تعكس المزاج الشعبي الأوسع؛ بل هي تتناقض تماماً مع الجاري على أرض قطاع غزة خصوصاً، وفي الأرض الفلسطينية عموماً، سواء على صعيد صمود الناس وصبرهم على ويلات مآسٍ تقاسمهم الأنفاس التي في صدورهم، منذ أكثر من مائة وعشرين يوماً، من نزوح وجوع وخوف، أو على الصعيد المُقاوم أيضاً لوحشية قوات الحرب الإسرائيلية.


الشاب المعني نفسه، لم يتردد في الرد على تحدٍّ من جانبي، حين قلت إنني أشك في أنه يقصد فك كل ارتباط مع الوطن، فسارع مؤكداً أن: كلا، إطلاقاً، فارتباطي بفلسطين انتماء يجري في العروق، إنما لن يخضع بالضرورة لأي شروط تمليها على الناس هذه الحركة، أو ذلك الحزب.


ذلك استنتاج عاقل، كما أعتقد، وهو يؤكد، من جديد، كم من الضروري البحث في تغيرات الواقع الفلسطيني، بين ما كان قبل السابع من أكتوبر 2023، وما استجد من بعده. بالطبع؛ بل عِلمياً، قطاع غزة يجب أن يُعطى أولوية عند دراسة تأثيرات الحدث في المجالات كافة؛ لكن انعكاسات ما جرى، ولا يزال يجري، تنسحب على مجمل الفلسطينيين، في الوطن وفي الشتات، مواطنين وقيادات وفصائل. تُرى، هل يُدَوِّن التاريخ أن ما قبل «طوفان الأقصى» وما بعده، زمنان يفصل بينهما برزخ؛ لكنهما قد يلتقيان ذات لحظة، لم تزل في عِلم الغيب حتى الآن؟ ربما.

دلالات

شارك برأيك

قبل «الطوفان»... وبعده

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)