Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 30 يناير 2024 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

"الأونروا" ليست هدفًا بل وسيلة

لم تكن يومًا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" هدفًا للفلسطيني، بل وسيلة لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المنظمة من قبل الأمم المتحدة في العام ١٩٤٩، والتي تقضي بدعم اللاجئين، وحمايتهم حتى عودتهم إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم التي هجروا منها بفعل النكبة، وهذا هو الهدف الرئيس من نشأتها، وهو تحقيق العودة لكل اللاجئين وأبنائهم وأحفادهم، وليس الأمر فقط متعلق بالمعونات والتي يعرف الجميع كم تراجعت في السنوات الأخيرة، وأن الكثير من الخدمات التي كانت تقدمها قد تقلصت وتراجعت، وأن الكثير من اللاجئين لا يستفيدون من هذه المنظمة الدولية، إلا أن وجودها له أثر سياسي ومعنوي وقانوني دولي مرتبط بالحق التاريخي.


تسعة دول بصورة مفاجئة، قررت تجميد دعمها وتمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعد تقارير قدمها الاحتلال حول مشاركة أفراد من العاملين في الوكالة من موظفيها في قطاع غزة بأحداث السابع من أكتوبر، ومن دون التحقق والتحقيق حول صدق ما جاءت به التقارير من معلومات، وعلى الفور اتخذت تلك الدول قرارها السريع المشؤوم، في ظل الواقع الصعب وظروف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وهو في حاجة ملحة وأكثر من أي وقت مضى للمساعدات الإنسانية، من غذاء ودواء وإيواء، وهذا موقف غير أخلاقي حيث تتنصل تلك الدول من دورها في أحلك الظروف وأصعبها، وهذا يعبر عن حالة دونية، لا إنسانية ولا أخلاقية وفي نفس الوقت يأتي ليكشف حقيقة جديدة من حقائق مواقف تلك الدول المعادية لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.


"الأونروا" والتي أنشئت بقرار أممي مرتبط وجودها بوجود اللاجئين الفلسطينيين، وينتهي عملها حين يعود كل لاجئ إلى مدينته أو قريته وبيته الذي هجر منه بفعل النكبة والاحتلال، وكل خرق يؤثر على أداء عملها هو اعتداء على الشرعية الدولية، وهذا وفق كل القوانين والتشريعات والمبادئ التي انشئت من أجلها، وبالتالي فإن كل محاولة تؤدي إلى إضعافها هي اعتداء مباشر وصريح على القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.


فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه منذ شن حرب الإبادة على غزة، جعله يحاول الانتقام من دور هذه المؤسسة الدولية التي دونت وسجلت في تقاريرها كل جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال، واستندت محكمة العدل الدولية إلى عدد من هذه التقارير، لذا كان الاتهام جاهزًا وسريعًا، وتجاوبت بعض الدول التي تلتف حول الكيان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وكلنا شاهد على دور تلك الدول في الحرب والعدوان منذ اليوم الأول.


بينما تتسع المعاناة في غزة وتزداد الحياة قسوة، وسط فقدان تام لكل مقومات الحياة، في ظل حرب الإبادة وحالة الحصار المستمر، والنقص الحاد في كل المقومات والمستلزمات من غذاء ودواء وماء وبيوت ومساكن وأمن وأمان، والناس في الخيام رغم ظروف الطقس والأحوال الجوية والجوع والتعب والحسرة في القلوب التي فقدت عائلاتها وفلذات أكبادها، تتكالب بعض الدول وتوقف دعمها لوكالة الغوث، وهذا موقف مناف للأخلاق وقرار سفيه وبذيء، وهذا التساوق الأعمى مع الاحتلال سقوط لتلك الدول على كل المستويات الأخلاقية والإنسانية والقانونية والحقوقية.


إن الدور الأساس المناط بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن أن ينتهي، مهما ابتدع الاحتلال من روايات وأكاذيب ولن ينتهي عملها إلا بتحقيق العودة لكل فلسطيني وفلسطينية إلى بيته وأرضه وحقله، وهذا حق يزعج كيان الباطل ويسعى بكل الوسائل للتخلص منه، ولهذا على الدول التي اتخذت قرار وقف التمويل أن تراجع قرارها، وأن لا تبقى في موقف المنحاز للاحتلال وسياساته.

دلالات

شارك برأيك

"الأونروا" ليست هدفًا بل وسيلة

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)