Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 09 يناير 2024 9:54 صباحًا - بتوقيت القدس

تكتيك ساخر ومشهد هزلي

في بحر اللغة العربية يعرف التكتيك بانه ( الاساليب ووسائل التنظيم الخططية لتحقيق الفوز) وهو لفظ عادة ما يتم استخدامه بشكل كبير في ميدان الرياضة وكرة القدم التي تحسم مبارياتها بالعادة بتكتيكات ناجحة من المدربين ..


في ميدان وساحة الحرب هناك موازين قوى تعتمد على العديد من العوامل لا شك ان ابرزها قوة الارادة والصبر على الضغوطات وتحمل الصعوبات وتديير ظروف المعركة وتغييرها بالاتجاه الذي يراه صاحب التغيير مناسبا ..


بالامس اطل وزير الجيش الاسرائيلي يؤاف غالانت والمتحدث باسم الجيش دانيال هاجري في تصريحات لوسائل اعلامية اميركية وزعما ان الجيش انتقل عمليا الى المرحلة الثالثة من القتال ضد غزة والتي تعتمد على توجيه ضربات جوية لاهداف محددة بعيدا عن القتال البري العنيف ..


ذهب غالانت الى ابعد من هذا التصريح عندما اعتبر ان هذا الانتقال يعتبر تكتيكا داخليا خاصا بالجيش وهو يرد على مستوطني الجنوب الذين يساورهم الخوف والقلق حتى هذه اللحظة من العودة المرتقبة الى بيوتهم التي فروا منها في السابع من اكتوبر ..


ان كلمة تكتيك التي تستخدمها اسرائيل في هذه المرحلة تعتبر توصيفا ساخرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لهذه المرحلة من القتال وهي مجرد رسالة لمحاولة طمأنة الاسرائيليين بان اهداف الحرب قد تحققت من خلال المرحلتين الاولى والثانية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، اي من الاهداف التي رصدتها اسرائيل قد تحقق على ارض الواقع ؟
هل تم القضاء على المقاومة وايقاف اطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف وتحرير الرهائن والمحتجزين ؟
لم يتحقق شيئ مما تقدم وهذا التكتيك الذي تطل علينا من خلاله اسرائيل وان كان سيخفف من وطأة المعارك البرية العنيفة فان له عوامل واهداف ودوافع من اهمها عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على مواصلة القتال البري بنفس سيناريو المراحل السابقة حيث فقد العديد من جنوده واصيب الآلاف بجروح خطيرة وعدد كبير منهم يخضع للعلاج في مراكز التاهيل نظرا لحجم الاعاقات التي تسببت بها هذه الاصابات ، كما ان الجيش خسر مئات الاليات والمدرعات والدبابات التي دمرتها المقاومة .


واذا كان هذا هو السبب الظاهري في ارض المعركة وتجلياتها فان هناك اهدافا اخرى لها علاقة بما يجري في النافذة الدبلوماسية المشتعلة ، فاسرائيل اختارت توقيتا ذكيا للادلاء بهذه التصريحات ونقصد زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي سيطلب من اسرائيل الانتقال رسميا الى المرحلة الثالثة من الحرب ، والقضية الاهم ان بلينكن والادارة الاميركية تقوم بتنسيق الموقف مع الجانب الاسرائيلي على اعلى مستوى قبل ان تعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي جلستها الاولى يوم الخميس القادم للنظر بالدعوى المقدمة من جنوب افريقيا حول ارتكاب اسرائيل حرب ابادة جماعية شاملة وذلك في محاولة للتملص من هذا الوضع وما قد يصدر عن المحكمة من امكانية الدعوة لوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة ..


وقعت اسرائيل في فخ اجباري وبات الدور المطلوب منها الان هو التخلص من تبعيات واثار العدوان الكارثية على القطاع ولا شك ان الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على انتشالها من المأزق وخصوصا انها الدولة والقوة الاعظم في العالم والتي تستند على شريعة الغاب لتحلل ما يحلو لها وتحرم ما لا يروق لسياستها في العالم بشكل عام او الشرق الاوسط بشكل خاص ، ومن هنا فالزيارات المكوكية الاميركية ستتواصل انطلاقا من بلينكن ومن يليه من المسؤولين الكبار وذلك لتجميل واقع تكتيكي يعتبر ساخرا وهزليا ولا ينطوي على احد ..


المطلوب هدف واحد ووحيد وهو وقف القتال على قطاع غزة كليا ونهائيا وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كافة مدن ومخيمات واحياء القطاع ، وعليه فان هذه التكتيكات الساذجة التي تقوم بها اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة والتي تمنحها فرصة اخرى للبقاء في القطاع ما هي الا محاولة اخرى لاطالة عمر الحرب وبقاء الاحتلال لأطول فترة ممكنة وهو ما يعني ان الحرب لا زالت متواصلة ومتفاقمة ولا شك ان تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو مساء امس بان المناورة تحتاج الى هامش دولي وان الحرب ستستمر لعدة اشهر اضافية دون توقف سواء في شمال القطاع او جنوبه دليل على رغبة اسرائيل بمواصلة العدوان بهامش دولي تدعمه الولايات المتحدة لارتكاب المزيد من المجازر بحق المواطنين الابرياء في قطاع غزة

دلالات

شارك برأيك

تكتيك ساخر ومشهد هزلي

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)