أقلام وأراء
الأحد 31 ديسمبر 2023 10:42 صباحًا - بتوقيت القدس
الوثيقة المصريّة لوقف الحرب أساس لكن الظّروف لم تنضج بعد
حاولت وتحاول القيادة المصرية أن تبلور تصوراً لمرحلة ما بعد حرب غزة التي اصطلح على تسميتها "وثيقة اليوم التالي". وإثر اتصالات مع معظم الأطراف العربية والأجنبية والفلسطينية المعنية بالحرب في غزة، خرجت بالوثيقة التي عرضت للنقاش مع كل الأطراف، لا سيما الفصائل الفلسطينية وإسرائيل من أجل أن تكون أساساً لإنهاء الحرب والشروع في مسار سياسي يوقف معاناة سكان قطاع غزة.
وتحت عنوان سياسي عريض ينص على تشكيل حكومة تكنوقراط غير فصائلية لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية، وتخلي "حماس" عن حكم غزة في مقابل وقف كامل لإطلاق النار، استندت الوثيقة المصرية المقسمة إلى ثلاث مراحل، أولاها مدتها 10 أيام تتم فيها موافقة الأطراف على هدنة إنسانية مدتها عشرة أيام تهدف إلى الإفراج عن كل الرهائن المدنيين لدى الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى، في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد معتبرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون.
يتزامن ذلك مع وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء قطاع غزة، وتخرج القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وتفتح حركة العبور لسكان القطاع في جميع الاتجاهات. وتوقف إسرائيل تحليق طائراتها بما فيها طائرات الاستطلاع غير المسلحة.
أما المرحلة الثانية ومدتها أسبوع فمخصصة لإطلاق جميع المجندات المحتجزات لدى الفصائل الفلسطينية لقاء إفراج إسرائيل عن دفعة كبيرة أخرى من الأسرى في سجونها. ويتم تسليم كل الجثامين المحتجزة من الجانبين منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر).
أما ثالث المراحل وهي الأهم، فتتضمن مفاوضات لمدة شهر حول آلية الإفراج عن جميع الجنود الإسرائيليين في مقابل الاتفاق على إفراج إسرائيل عن أعداد متفق عليها من الأسرى في السجون الإسرائيلية. ثم تتم إعادة انتشار القوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة وتتوقف جميع الطلعات الجوية الإسرائيلية، وتوقف حماس والفصائل جميع الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.
وحول هذه الوثيقة المصرية التي جرى التفكير بها مع قطر والولايات المتحدة، يقول المسؤولون المصريون إنها قابلة للنقاش وبطبيعة الحال للتعديل.
ثمة علامات استفهام كبيرة حول مدى استعداد الأطراف المعنيين بالحرب مباشرة، ونعني حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فضلاً عن السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي للفلسطينيين. فهناك الجانب المتعلق بقبول حماس بالتخلي عن حكم غزة، في الوقت الذي تعتبر فيه أنها قادرة على مواصلة الحرب لأشهر طويلة .
وفي المقابل، كيف يمكن إقناع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية بحل نفسيهما واقعياً من خلال القبول بحكم تكنوقراطي؟ على الرغم من وجود مقترحات فلسطينية مطروحة لإصلاح السلطة الوطنية عبر ضخ "دماء جديدة" فيها، وإعادة تسميتها على الطريقة الأميركية بـ“السلطة الوطنية المُحسنة"، وذلك في سياق تحضيرها لتولي حكم قطاع غزة بعد الحرب. ثم هناك الإسرائيليون الذين لا يرون أن الحرب ستنتهي قريباً. وإذا ما انتهت بسرعة فستكون بمثابة الإقرار بالهزيمة التامة أمام حماس التي يمكنها إن قبلت بالمقترحات المصرية أن تعيد بناء نفسها في غزة خلال أقل من عامين. فالترتيبات الأمنية أساسية بالنسبة إلى الإسرائيليين.
من هنا قد لا يقبل الأطراف المعنيون بالحرب المقترح كما هو.
لكنه حكماً سيشكل وثيقة من بين الوثائق التي ستكون الأساس لحل الأزمة في ما بعد.
أما في الوقت الحاضر فإن الظروف لم تنضج بعد لكي تقبل الأطراف المعنية بحل، حتى لو كان قابلاً للنقاش. في الأثناء ستستمر الحرب لبضعة أسابيع قبل تغليب المسار السياسي التفاوضي على مسار الحرب.
* نقلا عن " النهار"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
الوثيقة المصريّة لوقف الحرب أساس لكن الظّروف لم تنضج بعد