لقيت تصريحات وزير الامن القومي الاسرائيلي المتطرف والعنصري والتي قال فيها بأن من حقه ومن حق زوجته واولاده التنقل في الضفة الغربية والتي يدعي انها يهودية اهم من حق العرب في الحركة ، وان حقه في الحياة يأتي قبل اي حق للفلسطينيين، مشيرا الى ان هذا هو الواقع القائم، ردود فعل واسعة منتقدة سواء من قبل امريكا او الاتحاد الاوروبي على اعتبار انها تصريحات تنم عن عنصرية حاقدة وهي بمثابة دعوة لمواصلة ارتكاب الجرائم بحق ابناء شعبنا سواء من قبل قوات الاحتلال او قطعان المستوطنين المدعومين من قبل هذه القوات ومن الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو والتي هي من اكثر الحكومات حقدا على كل ما هو فلسطيني.

ان ردود الافعال هذه ، هي امر ايجابي ويؤكد على طبيعة الكيان الاسرائيلي القائم على ارتكاب المجازر والموبقات بحق شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته في اطار محاولاته ارغام شعبنا على الرحيل اما طوعا او من خلال عمليات التطهير العرقي والتي قامت وتقوم بها، والتي تعد العدة لتوسيعها باغتنام اية فرصة لتحقيق هذا الغرض خاصة وان قادة الاحتلال صرحوا اكثر من مرة وفي كل مناسبة بأن الاردن هي دولة الفلسطينيين وان مكانهم هو في غزة او الاردن وانه لا حق لهم في الضفة رغم ان العالم بأسره بما في ذلك اميركا الداعم الاساسي للاحتلال تعتبرها ارضا محتلة.

الا ان ما هو اهم من ردود الفعل المنددة والمنتقدة هو القيام بخطوات عملية ضد العنصرية الاحتلالية خاصة وان رئيس حكومة الاحتلال حاول تبرير والدفاع عن تصريحات وزير الامن المتطرف والعنصري ، الامر الذي يتطلب اتخاذ خطوات عملية للجم هذه العنصرية الاسرائيلية المنفلتة من عقالها.

كما ان اميركا والاتحاد الاوروبي يعلمان ويشاهدان مدى هذه العنصرية والجرائم المرتكبة بحق شعبنا، وهذا ما يدفعنا للقول بأن الاكتفاء بالانتقاد اميركيا واوروبيا لهذه الاقوال ، امر غير كاف والمطلوب العمل اكثر من ذلك لانهما من اقاما دولة الاحتلال ومستمران بدعمها على حساب شعبنا.

واذا كانت اميركا واوروبا جادتان بانتقادهما للعنصرية ، فعليهما القيام بما هو اكثرمن ذلك ، كونه بات فقط ذر للرماد في العيون ، في حين دعمهما متواصل وعلى كل الاصعدة عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا ، وتحولان دون تقديم اسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمتها على الجرائم بحق شعبنا من قتل وبطش وارهاب وتوسع استيطاني لزيادة عدد المستوطنين .. الخ من الجرائم والانتهاكات التي يندى لها جبين الانسانية.

لقد آن الاوان لوحدة الصف الوطني لمواجهة هذه العنصرية البغيضة، التي ستؤدي الى زيادة العداء بين الفلسطينيين والاسرائيليين وستفجر المنطقة ان آجلا ام عاجلا، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته قبل فوات الاوان ، فعنصرية الاحتلال واضحة وجلية ومعاقبته هو الحل لوضع حد لها ونيل شعبنا لحريته واستقلاله.