Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 19 يوليو 2023 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس

التحديات المترتبة على التقارب الايراني من فصائل المقاومة الاسلامية في غزة


 ارتبط حزب الله بالثورة الإسلامية في إيران عقائدياً بشكل وثيق، حتى بات يُقال انّه يعمل بالوكالة للنظام الإيراني أينما كان في الشرق الأوسط والخليج، وساهم وجود حزب الله في لبنان بتسهيل عملية تصدير التواجد الايراني في لبنان وفقا للسياسة  الخارجية الايرانية بسبب  عزلتها منذ ثورة ١٩٧٩ عن الدول وخصوصاً تلك المجاورة، فانتهجت إيران خطّة تقوم على نسج علاقات مع كيانات غير دولية  لمساعدتها على ترقية مصالحها الاستراتيجية وتدرّ عليها مكاسب من خلال دعم ومساندة المنظمات الشيعية وبعض الجماعات السنّية المناصرة لإيران، إضافة الى انتهاج السياسة غير المعلنة المتعلقة بتصدير الثورة، ممّا يُسهم في نشر نفوذها في الشرق الاوسط وترجيح كفتها على منافسيها.


ويستند النظام الايراني بناء على الدستور  في تمهيده وتحت عنوان «أسلوب الحكم في الإسلام» الظروف لاستمراريّة الثورة الإسلامية، التي كانت حركة تهدف الى نصرة جميع المستضعفين على المستكبرين، داخل البلاد وخارجها، خصوصاً بالنسبة لتوسيع العلاقات الدولية مع سائر الحركات الإسلاميّة والشعبيّة حيث يسعى الى بناء الأمة الواحدة، ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع انحاء العالم.


ومبدأ «تصدير الثورة» إلى كل بقاع الأرض هو رخصةٍ سياسية ألبسها المشرّع الإيراني ثوبًا دينياً وإنسانياً ودستورياً، تسمح لإيران بزعزعة استقرار بعض الدول «المستكبرة» المناوئة لها، وخلق أنظمة حكم موالية لها وفق رؤية مذهبية شيعية تضمن لها السيادة على مقدرات هذه الدول بغض النظر عن القيود الحدودية المصطنعة. وقد وضعت إيران آلية لمأسسة فكرة تصدير الثورة من خلال نص الدستور الإيراني على أن تكون إحدى مهام «الحرس الثوري» – المؤسسة الثورية التي توازى الجيش النظامي داخل إيران – القتال بغرض توسيع حكم الشريعة الإسلامية في العالم.


هذا التوسع الايراني بالاستناد الى الدستور اثر كثيرا في لبنان وتسبب بزعزعة اقتصاده وبحرب على الغلاء وارتفاع الاسعار وعاش لبنان في السنوات الاخيرة وضعا مزعزعا لا زالت اثاره حتى يومنا هذا ..


واستنادا الى مبدأ تصدير  الثورة الايرانية الى مختلف البقاع والكيانات القريبة من ايران بحكم تمهيد الدستور الايراني الذي ينص على مناصرة الشعوب المستضعفة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة فان اعتبار القطاع لاحقا وكالة جديدة لايران سيتسبب مستقبلا بمزيد من المشاكل في القطاع هو في غنى عنها ..

ان العلاقة الاستراتيجية المتينة التي تربط فصائل وحركات المقاومة الاسلامية في قطاع غزة بايران قد تؤثر على مستقبل الهدوء في قطاع غزة ولا سيما المنحة القطرية التي يتم تقديمها شهريا اضافة الى ان اي نشاطات للمقاومة برعاية وبدعم ايراني اذا ما حصلت توترات جديدة مع الاحتلال فان ثمنها سيكون باهظا ويرتد سلبا على مجمل اقتصاد قطاع غزة المتردي بطبيعة الحال ..


وتمثل علاقة إيران بحزب الله اللبناني قاعدة أساسية انطلقت منها حركة حماس لوضع البنية التحتية في علاقاتها مع طهران. فحزب الله الذي أعلن الأمين العام له حسن نصر الله على الملأ ولاءه للمرشد الإيراني ونظام الملالي في طهران، يعد حلقة الوصل بين طهران وحركة حماس لتوصيل المساعدات المادية والعسكرية.


وتتلقى حركة حماس دعماً مادياً وسياسياً وعسكرياً من النظام الإيراني 


ويعزي البعض أسباب التقارب بين حماس "السنية" وإيران "الشيعية" إلى أسباب مادية تتعلق بالدعم المالي والعسكري الذي تحصل عليه حماس من طهران، ومع تزايد أصوات انتقدت الحركة على موقفها من طهران وعلاقاتها بنظام الملالي، في ظل تدخل إيران لمحاولة خلخلة عدد من النظم السياسية العربية كما يحدث في اليمن ولبنان والسعودية، إلا أن خالد مشعل برر تلك العلاقة بعد أن أعلن أنه يطرق جميع الأبواب من أجل الحصول على تكاتف عربي ودولي في مواجهة إسرائيل.


اذن ترى إيران في دعمها لحماس وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتبرير سياساتها التوسعية المعروفة باسم "تصدير الثورة"، وهي تحتاج إلى حليف سني يزيد من قدرتها على العمل في محيطها العربي والإسلامي، ويكسر صبغة التعصب الطائفي في سياساتها الإقليمية، ويضمن لها موضع قدم صلب في القضية الفلسطينية لما تحمله من أهمية سياسية تكمن في القدرة على مناكفة واشنطن وتل أبيب. ولا يمكن تجاهل أيضاً البُعد الأمني في نظرة طهران لقضية فلسطين، حيث إن خلق خط دفاع مُتقدِّم مع الاحتلال يعفي إيران من خوض حروب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.


 ويستخدم النظام الإيرانيّ القضية الفلسطينية لتعزيز شرعيته الداخلية، ويُشكِّل دعم المقاومة مادة للتنافس والمزايدة السياسية بين المحافظين والإصلاحيين في سياق التنافس على السلطة والموارد المحلية. 


وعلى الجهة المقابلة تسعى حماس من خلال توثيق هذه العلاقة إلى تشكيل جبهة عمل سياسي وعسكري لإضعاف هيمنة إسرائيل ونفوذها الإقليمي، ولتعزيز الشرعية السياسية للحركة ومشروعها المقاوم، وتوفير الدعم المالي والعسكري كالتدريب والسلاح وتقنيات التصنيع العسكري.


هذا التقارب الايراني مع حركة حماس والمعلن على الملأ قد يؤثر مستقبلا على الاوضاع في قطاع غزة اذا ما قررت ايران بالفعل تحويل القطاع الى وكالة لها بعد لبنان وعلى فصائل المقاومة ان تدرك ذلك جيدا فرغم الدعم الايراني المادي الكبير لحماس لتعزيز المقاومة الا ان السماح بتغلغل العقلية الايرانية وسيطرتها على الاوضاع داخل القطاع قد يتسبب بمشاكل يبدو ان مواطني قطاع غزة في غنى عنها …

دلالات

شارك برأيك

التحديات المترتبة على التقارب الايراني من فصائل المقاومة الاسلامية في غزة

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)