أقلام وأراء
الخميس 15 سبتمبر 2022 11:19 صباحًا - بتوقيت القدس
حدث قبل 55 عاماً.. احتلال 67 وإرهاب إسرائيل
بقلم: أنطوان شلحت
شهدت إسرائيل فور احتلالها أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة في يونيو/ حزيران 1967، مقاربات من قوى سياسية إسرائيلية اتسمت بقدر من استشراف ما سيترتب عن ذلك من تبعات تتعلق بالدولة الصهيونية والصراع مع الفلسطينيين. وسنتوقف عند إحداها الآن، وهي عريضة نُشرت في صحيفة هآرتس يوم 22 سبتمبر/ أيلول 1967، وورد فيها: "إن حقنا في الدفاع عن أنفسنا في مقابل الإبادة لا يمنحنا الحق في قمع الآخرين. الاحتلال يجرّ وراءه حُكماً أجنبياً. الحُكم الأجنبيّ يجرّ وراءه مقاومة. المقاومة تجرّ وراءها قمعاً. والقمع يجرّ وراءه إرهاباً، وإرهاباً مضاداً (المقصود إرهاب دولة الاحتلال). ضحايا الإرهاب هم عادةً أناس أبرياء. السيطرة على الأراضي المحتلة ستحوّلنا إلى شعب من القتلة والقتلى. لننسحب من الأراضي المحتلة فوراً".
ما حثّني على هذه الوقفة وفاة أحد موقّعي هذه العريضة، الناشط السياسي إيلي أمينوف، في أواخر الشهر الفائت، وكنت قد تابعت نضاله وكتاباته على مدار فترة طويلة. ركز أمينوف في كتاباته على مسألتين مهمتين: الأولى، أن تدمير المدن الفلسطينية وطرد سكانها كانا في صلب غايات نكبة 1948، سواء في ما يتعلق بعدد المطرودين من المناطق الحضرية المكتظة، أو ما يتعلق بالنسيج الاجتماعي الثقافي - الحضري النابض بالحيوية والنشاط والتطوّر، الذي سبّبت تلك النكبة تدميره. وبناءً على ذلك، أخطر ما تعرّض للتدمير جرّاء النكبة، برأيه، هو ما كانت المدينة الفلسطينية تنطوي عليه في الجوهر، بصفتها عاملاً حيوياً يساهم في حفز الوعي والتقدّم من الناحيتين الوطنية والاجتماعية، الذي لم يعد له وجود بعد 1948. وأتاح تدمير المدينة الفلسطينية إمكان إدارة حكم عسكري مريح وغير باهظ الثمن، يُحكِم السيطرة على مجتمع متفكّك، ومجرّد من القيادة، وعاد إلى الوراء أجيالاً. كذلك كان تدمير المدينة الفلسطينية يهدف، في ما يهدف، إلى إضفاء قدر من الصدقية بأثر رجعـي على الحجج والأكاذيب والمواقف العنصرية التي تسلحت بها الحركة الصهيونية إزاء السكان الأصلانيين في البلد الذي خطّطت لاستعماره. وفحوى هذه الحجج أن هؤلاء السكان الأصلانيين متخلفون، جهلة .. وما إلى ذلك. لكن الأهم من هذا أنهم بحاجةٍ ماسّة إلى من يأخذ بيدهـم، كي يلحقوا بركب التطوّر والحضارة.
المسألة الثانية، نشر إرث أستاذه، الكيميائي يسرائيل شاحك (1933-2001)، الذي كان من أوائل الذين شخّصوا الصهيونية حركة قومية - مسيانية عنصرية ووحشية إزاء من لا ينتمي إلى "الشعب المختار". وبموجب تحليله، يكمن جذر المشكلة في مهد ظهور الحركة الصهيونية في دول أوروبا الشرقية التي كانت القومية تشخّص فيها، على مرّ سنوات طوال، مع الأصل الإثني والديني. واتّسق هذا التوجه مع التوجه الديني التوراتي القديم الذي يرى في أبناء الديانة اليهودية "شعباً" ويتبع معايير صارمة (هوية الأم) لضمان صلة الدم بالمجموعة "القومية". ولاحظ شاحك كيف أخذت الصهيونية مصطلحات ومفاهيم من الدين اليهودي، وألبستها لبوساً علمانياً وفق النموذج الأوروبي الشرقي، لتجعل منها جزءاً من صيرورتها، فمصطلحات من قبيل "خلاص الشعب" و"إنقاذ البلد" مسيانية، استخدمها زعماء علمانيون في الظاهر. كذلك كان مبدأ الفصل بين اليهود و"الآخرين" بمثابة حجرٍ أساسٍ في مشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين منذ البداية. ووفقاً لرؤية شاحك، خدمت الصهيونية على أكمل وجه التوجّه اللاسامي، الذي يرى في اليهود "عنصراً غريباً" في كل مكان، لا يستطيع العيش بانسجام ووئام مع بيئته غير اليهودية. وأظهرت كتابات شاحك وأفكاره أنه اعتقد فترة طويلة بوجود إمكانية لتطوّر "قومية يهودية علمانية"، ولكنه في أواخر حياته لم يعد يتحدّث عن هذه الإمكانية بصورة جادّة.
أخيراً، كان مُوقّعو العريضة المذكورة كافة من حركة ماتسبِن (البوصلة) الراديكالية، التي سبق للمفكر عزمي بشارة أن وصف أعضاءها بأنهم كانت لهم مواقف مبدئية ضد الصهيونية ومن قضايا الشعب الفلسطيني.
عن "العربي الجديد"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
أن تجد "الأونروا" نفسها لاجئةً في خيمة!
الشرطة: مقتل مواطن بإطلاق نار جنوب الخليل
الأكثر قراءة
كالكاليست: مصانع شمال إسرائيل تخفي أضرارها عن عملائها خوفا من فقدانهم
عثرة اقتصاد الصين تدفع شركات عالمية لتغيير إستراتيجياتها
"مجلس الأمن" يطالب بتمكين الأونروا من تنفيذ مهامها ويحذر من المساس بها
"المعابر والحدود": السماح بإدخال زيت الزيتون إلى الأردن بواقع 16 لترا لكل عائلة
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%50
%50
(مجموع المصوتين 2)
شارك برأيك
حدث قبل 55 عاماً.. احتلال 67 وإرهاب إسرائيل