Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 10 سبتمبر 2022 11:35 صباحًا - بتوقيت القدس

احتلال باهظ الثمن

بقلم:وليد الهودلي


تشهد الضفة هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في أنشطة المقاومة خاصة عمليات اطلاق النار، فالمنسوب الثوري في الصدور وعلى أرض الواقع يرتفع وينخفض، فإذا انخفض انخفضت كلفة الاحتلال وإذا ارتفع ارتفعت كلفته. بناء على هذه القاعدة فإنّ المطلوب هو رفع فاتورة الاحتلال البشرية والمادّية والتي من شأنها أن تجعل من حساباته صعبة والتفكير جديّا بالخلاص من هذا الاحتلال المكلف.
هذه هي الوصفة الوحيدة للخلاص من الاحتلال وقد جرّبت في لبنان،حيث قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية "هروب" في جنح الظلام في أيار عام 2000 سمّاها عملية الغسق وقد كانت مذلّة ومهينة. وقد كتب التاريخ نهاية مشرقة لمقاومة المحتل وكتب على صفحات سوداء قاتمة نهايته المرّة في لبنان، وتكرّر هذا السيناريو الجميل أيضا في قطاع غزّة، اذ أصبحت أيامه سوداء وانتشرت عمليات اطلاق النار والتي كانت بداياتها مع عمليات "عماد عقل"، ثم تمدّدت واتسعت ولم تعد قوة الاحتلال وجبروته قادرة على وقف حالة الخسارة المتدحجرة ، واصبح إبقاء الاحتلال دون خسارة أو بخسارة محتملة أمرا مستحيلا فكان الخيار الافضل أمام شارون هو الانسحاب، رغم أنه من أكثر زعاماتهم دموية واجراما وتطرفا.
ولأن سنة الحياة لا تجاري الظالم ولأن الظالم لا يعرف كيف يهتبل الفرصة أو أنّ أطماعه تعميه عن رؤية الواقع كما يجب، فإن الامر يعود الى وضعه الطبيعي حيث صراع النقيض للنقيض ولأن الأرض المقدّسة لا يعمّر عليها ظالم وبالتالي تتسارع عقارب الزمن لتضع الاحتلال في مكانه الطبيعي هدفا لكل حرّ رافض لاستمرار ظلمه وطغيانه ورافض لشعبه أن تسلب منه حريته وكرامته وسيادته على أرضه.
هناك عوامل كثيرة تؤكد هذا المسار منها انسداد الأفق أمام السلطة الفلسطينية، حيث يريد الاحتلال لها أن تقوم بدورها الوظيفي دون أن تحقّق تطلعات الشعب فيها من تحقيق سلطة وطنية بالفعل ذات سيادة وكرامة وقدرة ذاتية على الاستقلال عن المحتلّ والتحرّر وتقرير المصير، فالاحتلال يريدها ضعيفة هزيلة تعتمد عليه في كلّ شيء، يعني روحها بيده إذا أوقف المقاصّة الضربية مثلا اختلّ توازنها ولم تعد قادرة على دفع رواتب موظفيها، عدا عن كلّ مفاصل حياتها الرئيسة بيده، المعابر والاستيراد والتصدير والمياه والسوق المفتوحة لبضائعه ... الخ .
لذلك وجدنا في نموذج جنين وشمال الضفة وقدرة المقاومين على صياغة معادلة جديدة ما اعاد الصراع بين النقيضين الاساسين، لذا فإنّ استمرار الضفة على هذا النسق مع تغذية كلّ الروافد الثقافية والإعلامية التي ترفع من المنسوب الثوري في الوعي الجمعي لأهل الضفة، من شأنه أن يعيد المعادلة الى وضعها الطبيعي الذي يجعل الاحتلال مكلفا وبالتالي استمراره على هذه الأرض مستحيلا.

دلالات

شارك برأيك

احتلال باهظ الثمن

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 556)