أقلام وأراء
السّبت 10 سبتمبر 2022 11:29 صباحًا - بتوقيت القدس
أميركا وسياسة إشغال الخصوم!
بقلم: عطية الجبارين
أميركا بصفتها الدولة الأولى عالمياً ورائدة الرأسمالية تكمن قضيتها الأساسية اليوم في رفض وجود منافسين دوليين لها لا سياساً ولا عسكرياً ولا إقتصادياً ، ولذلك تعمل على إشغال الدول المنافسة لها ولو إقليميا أو في جانب واحد من جوانب الحياة في مشاكل وأزمات حتى تنهكها وتضعفها وتجعلها تسير تحت جناحيها وفي ركب سياستها تابعة لا صاحبة قرار ومصالح وتطلعات خاصة . المنافس الرئيس لأميركا اليوم هما روسيا والصين وإن كانت منافسة محدودة وليست على كافة الأصعدة كما كان الاتحاد السوفياتي سابقاً ، ولذلك تقوم رؤية واشنطن الأساسية على إخضاع روسيا والصين لها بأي شكل وأي كيفية ، فلذلك هي من ورطت روسيا في المستنقع الأوكراني وجعلت من الحرب التي ظنتها روسيا نزهة لحرب استنزاف طويلة.
لا شك أن التطور الإقتصادي والعسكري والطموحات السياسية الدولية للصين تؤرق أميركا وتزعجها فلذلك تعمل على منع صعود الصين بكل السبل والوسائل، وكما كانت أوكرانيا تجسد صداعاً لروسيا هناك تايوان بالنسبة للصين ، أي في خاصرة كل منهما شوكة ، فلذلك اتخذت أميركا من قضية تايوان ساحة لاستفزاز الصين وأهانتها . الصين تنظر لمسألة تايوان على اعتبار أنها إقليم متمرد وهذه تمثل نقطة ضعف كبيرة لها وتخشى من غزوها لأن ذلك قد يشعل الحرب مع أميركا ويحصل لها ما حصل مع روسيا في مسألة أوكرانيا فلذلك الصين أمام خيارين كلاهما مر.
لقد كان دفع أميركا رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لزيارة تايوان مؤخرا هو أسلوب من أساليب استفزاز الصين وإظهار تحدي لها في قضية تايوان. والصين تدرك أن المسألة مسألة أميركية لإحتوائها وتطويعها واخضاعها وليست المسألة خاصة بتايوان .
إذا، الصين في ورطة وخاصة أن أميركا قامت بتحريض دول آسيوية عليها زيادة في الضغط والتحدي والقضية على باب دارها فمن هنا أي كان قرارها الحرب على تايوان أو الصمت والتراجع هو ليس في صالحها والمستفيد من ذلك أميركا التي لا تألوا جهدا ولا أسلوبا ولا وسيلة إلا اتخذتهما في سبيل اخضاع الصين لا سيما أن أميركا تحس بخطر الصين الاقتصادي الكبير عليها فلذلك تسرع في عملية اشغالها بمشاكل وأزمات كما فعلت مع روسيا في أزمة أوكرانيا.
مشكلة العالم اليوم أن السيادة والسلطان فيه لدول استعمارية جشعة لا غاية لها إلا مصالحها ولو تحول العالم لشلال دماء ينزف من كل جانب فهذه دول لو اقتضت مصالحها إهلاك الحرث والنسل وتدمير الأمم والشعوب فعلت . فلذلك كان العالم برمته يتوق لتغيير حقيقي يقوم على العدل ونشر الخير وهذه مسؤولية الأمة الإسلامية كونها تحمل مبدأ الخير والعدل ومطالبة بنثر هذا الخير على العالم الذي يكتوي بنيران الرأسمالية الظالمة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي الشهر الماضي
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 556)
شارك برأيك
أميركا وسياسة إشغال الخصوم!