Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 08 سبتمبر 2022 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس

وهم حقوق الإنسان الأمريكي والإسرائيلي!‏

بقلم:المحامي إبراهيم شعبان


كانت وما زالت أجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية الأمريكية والإسرائيلية، تعلن صباح ‏مساء وتكرر كذبة كبرى بلا ملل أو كلل، وهي أن كلا منهما الرائدة في مجال حقوق الإنسان، ‏ومنارة الحريات لكل دول الأرض، وأنهما تشكلا الطليعة الحامية للحقوق والحريات العامة في ‏العالم أجمع، وأنهما شكلتا ووضعتا أكبر الضمانات لحقوق الإنسان من قضاء ونيابة عامة ‏ومخابرات وشرطة، ولديهما الحضارة والطهارة لكفالة ذلك الأمر الإنساني. ‏
نظامان قاما على سلب وطن الشعب الأصلي بأرضه ومائه ونفطه وشجره وبنائه حتى فضته ‏وذهبه، ويخلعانه من جذوره الوطنية والعائلية والإجتماعية، وأنكرا عليه حقه في انتخاب نظام ‏حكم في تقرير مصيره وسيادته على موارده الطبيعية وثرواته الوطنية. نظامان اخترعا من ‏الأسباب والحجج لاستعمار طويل الأجل لوطن الشعب الأصلي فأقاما المستعمرات ‏والمستوطنات وسلبوا الأراضي والبيوت والعقارات والمحلات، وإبعاد قادته وسجنهم ونفيهم ‏وطردهم وإبعادهم إلى مجاهل التاريخ.‏
نظامان قاما على مبدا التمييز العنصري واللامساوة بين رعاياهما في جميع المجالات ‏والقطاعات سواء اعتمدت التعيين أو الإنتخاب أسلوبا، هذا رغم النص الدستوري الأمريكي ‏وتأكيدا على ما يسمى بقانون القومية. وما زالت الأقليات غير البيضاء في أمريكا مسيحيون ‏ومسلمون، زنوج ومكسيكيون، عربا أو هنودا، تمارس ضدهم سياسة التمييز العنصري ‏البغيضة ولم تصلح النصوص القانونية النفوس الأمريكية. أما في الكيان الإسرائيلي فكل قانون ‏قائم على تطبيق عنصري تمييزي، وحدث ولا حرج. فنظام العقوبات الأنجلو سكسوني المطبق ‏في كلا النظامين الذي يجيز جمع هذه المؤبدات، لا إنساني بل يحتقر الذات الإنسانية وينفيها، ‏ويناقض أسس الإصلاح والمدارس الحديثة في الدفاع الإجتماعي.‏
نظامان مستهتران لا ينصاعا إلى حكم القانون الدولي بكل قواعده زمني السلم والحرب، ويريان ‏في قوانينهما قواعد تسمو على القانون الدولي وأحكامه برا وبحرا وجوا. ولا أدل على ذلك من ‏حجم الإعتداءات التي مارساها على دول العالم قديما وحديثا. وقد رفضا كلاهما المسؤولية ‏الجنائية عن أفعال جنودهما في خروقاتهما وجرائم حربهما وجرائمهما ضد الإنسانية والإبادة ‏والعدوان، حينما رفضا اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ولم يصدقا على ميثاق روما لعام ‏‏1998، بينما كانت الولايات المتحدة الرائدة لصياغة ميثاق لندن لمحاكمة مجرمي الحرب ‏النازيين واليابانيين في محاكمات نورمبورغ وطوكيو، وكما حصل أخيرا مع الشهيدة شيرين ‏أبو عاقلة وعدم محاكمة الجاني بل التهرب من المسؤولية. ‏
نظامان أقاما أبشع نظاما للتعذيب واعتمداه كأسلوب لانتزاع المعلومات من السجناء والأسرى، ‏فتجملا بتسمية أقبح نظام سلوك إنساني على مستوى الإنسانية، فإسرائيل أسمته " الضغط ‏الجسماني المعتدل "، وأسمته أمريكا " تقنيات الإستجواب المتقدم "، وزيادة في وقاحتهما قاما ‏بالتوقيع والإنضمام على معاهدة حظر التعذيب لعام 1983 والتي صاغتها الأمم المتحدة بناء ‏على إلحاح أمريكي. ويا للهول قام النظامان بأبشع أهوال التعذيب وما زالا يرتكبان هذا السلوك ‏اللاإنساني فاق جميع ما تقوم به النظم الأخرى وشهدت عليه جميع منظمات حقوق الإنسان ‏ذات المصداقية. وقاما بذلك عبر إجراءات غير محدودة، وموازنات غير مقيدة، وسلطات مطلقة ‏وحصانات للفاعلين والشركاء والمحرضين والمتدخلين وحماية تشريعية وقضائية. فأعمالهم ‏تشهد على قباحة أفعالهم، وتعذيبهم على كل المستويات، وفي كل الأماكن، وفي جميع التقنيات، ‏وبكل الوسائل والمواد، وبعون ومساعدة الأطباء وبخاصة النفسيين. والمقال لا يتسع لإيراد ‏أسماء من عذب ومن مات نتيجة التعذيب سواء في السجون الأمريكية أو الإسرائيلية.‏
نظامان سياسيان اعتمدا سياسة القتل دون محاكمة، لخصومهما السياسيين بغض النظر عن ‏جنسيتهم، ونفذا ذلك بوسائل عدة ومختلفة ولا إنسانية وغير أخلاقية وغير متصورة وتنم عن ‏طبيعة وحشية. وهذا أمر ينطبق على جميع القيادات الأمريكية والإسرائيلية بغض النظر عن ‏حزبه وزمانه ومكانه. وبذا خرقا أساسا حق الإنسان في الحياة وسلامة جسده وأعضائه الذي ‏كفلته المواثيق الدولية والحقوق الأساسية التي يتغنون بها في جميع المحافل والأماكن والأوقات. ‏بل قتلوا أناسا أبرياء غاية في البراءة تصادف وجودهم برفقة القتيل، كطفل أو سيدة عجوز أو ‏شيخ طاعن أو مقعد أو تواجدوا بالصدفة في ساحة القتل. ولم تأخذهم بهم رحمة، ولم يعترفوا ‏بقتلهم، ولم يدفعوا تعويضا عن جريمتهم، وأفلتوا من كل مسئولية وحساب. نظامان أصبح في ‏كل منهما سياسي يقرر إنهاء حياة أيا كان لمجرد تقرير أمني من ضابط مهووس بالقتل، ‏مشحون بالكراهية والحقد تجاه شخص فلسطيني أو مسلم.‏
نظامان يؤمنان بأنهما الأخيار في هذا العالم وما عداهما أشرار. هم الطيبون وغيرهم السيئون، ‏وغير الطيب هو الميت فقط، بل يحتقران غيرهم من هذا العالم فغدا الحلم الأمريكي والمحرقة ‏النازية، وغدا ذلك من المقدسات الممنوع المساس بها ولا يجوز إلا التسليم بها، ويجب على ‏العالم أن يحترم المقولتين ويتقدم لخدمتهما وخدمة الدولار الأمريكي والإقتصاد الأمريكي وحتى ‏الدين الأمريكي والتعليمات الأمريكية.‏
نظامان يتشابهان بوجود أمر غريب ألا وهو السجون التي يفترض أن تكون إصلاحا وتهذيبا ‏وتقويما واعترافا بالإنسانية للسجين أو الأسير. فالولايات المتحدة الأمريكية لديها أكبر عدد من ‏السجون نسبة إلى عدد سكانها وتمارس من خلالها أكثر الجرائم وحشية تحت سمع وبصر ‏السّجان. والأمر ذاته ولكن بشكل آخر فجميع حقوق الأسرى الفلسطينيين انتزعت من السجان ‏الإسرائيلي عبر نضالات وتضحيات ومعاناة رغم وجود ميثاق دولي يكفل مثل هذه الحقوق.‏
نظامان يشتركان في منظومة الفساد، قائم على الإستغلال والجشع والسلب والنهب، وبعض ‏قادتهما تجار في سوق النخاسة، وكثير منهم لوحقوا قضائيا، أو وجهت لهم تهما مالية ورشوة ‏واغتصاب ومحدرات وعصابات واحتيال وتزوير وممارسات لا أخلاقية. ‏
نظامان تتقرب منهما أنظمة سياسية كثيرة، فقد غابت عن الساحة دول عدم الإنحياز والحياد ‏الإيجابي والإتحاد السوفيتي، وتجاملهما وترى فيهما رعاية وحماية، بدل محاسبتهما وسؤالهما ‏بالتوقف عن ممارساتهما البغيضة، بل تنصاع لطلباتهما لأنها تخشاهما وتمد لها يد المساعدة في ‏موازناتهما لعل وعسى أن ترمي لها بعض الفتات لتقتات بها فئاتها المتنفذة. ‏
يجب أن يقف العالم مرة أخرى بثبات وبشكل راسخ على قدميه وفق قيمه وفلسفته، التي قررها ‏في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإرساء قواعدها ، في صد هذين النظامين المتوحشين ‏الخارقين لحقوق الإنسان بل محاكمة الفاعلين فيهما لمحاكمة عادلة عن جرائمهما ضد الإنسانية، ‏ووقف التعامل معهما وإخراجهما من المنظومة الدولية المتحضرة، فإنما يساعد الله أولئك الذين ‏يساعدون أنفسهم!!! ‏

دلالات

شارك برأيك

وهم حقوق الإنسان الأمريكي والإسرائيلي!‏

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)