Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 04 سبتمبر 2022 11:00 صباحًا - بتوقيت القدس

لماذا تصرّ امريكا على شيطنة الصين ؟؟

بقلم : د. أماني القرم ‏


التوترات بين الصين والولايات المتحدة على أشدّها منذ الزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي ‏نانسي بيلوسي الى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي ومن وجهة نظر الصين تعد جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ‏استنادا إلى سياسة "الصين الواحدة"، والتي باتت مبدأً دوليًّا قامت على أساسه العلاقات الثنائية بين الصين ‏و181 دولة في العالم من بينها الولايات المتحدة .‏
منذ سنوات تتعرض الصين لحملة أمريكية شرسة متصاعدة هدفها خلق تفكير جمعي أمريكي وعالمي ‏مقتنع بأنّ هناك شيطاناً يقبع في بكين. كلّ رئيس أمريكي خلال العشرين سنة السابقة يضع على أجندة ‏سياسته الخارجية هدفا اسمه مواجهة "التحدي الصيني" أو "التهديد الصيني" . تتسارع مؤخراً نيران الحملة ‏الامريكية بحيث تبدو وكأنها فيضان هائل من المعلومات والتقارير والمناقشات السياسية ضد: الديكتاتورية ‏والالاعيب الصينية في مجال التجارة الدولية، والتجسس، وسرقة الملكية الفكرية، وانتهاكات حقوق الانسان ‏ضد مسلمي الايغور في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين واتهامات بالابادة الجماعية، والقدرات الشريرة ‏لبكين ضد جيرانها وسياسة اغراقهم بالديون، مع قلق أمريكي مستمر ومعلن حول أنشطة صينية عدوانية ‏مزعومة في المحيطين الهادي والهندي! هي نفس الادوات التي تستخدمها واشنطن كل مرّة في لعبة ‏استهداف الدول : شيطنة الدولة عبر ارتكابها مجازر وخطورة وضع الديمقراطية فيها وانتهاكات حقوق ‏الانسان وتهديدها للاستقرار الدولي، ولا مانع من استفزاز النزاعات الكامنة فيها أو مع جيرانها. في حالة ‏الصين المستهدفة إحياء الصراع مع تايوان من جهة، والصين وهونغ كونغ من جهة أخرى، وتأليب محيطها ‏الجغرافي القريب عليها من جهة ثالثة حتى تقتنع بأنّها شريرة ستأكل العالم إن لم نوقفها. هكذا تصور ‏الولايات المتحدة الصين وتعيد للاذهان قصة العراق واسلحة الدمار الشامل الكاذبة.‏
منذ أن بدأت الصين قصة صعودها وهي تعي بذكاء ما قد تواجهه مستقبلاً من مقاومة لهيمنة أمريكية ‏وغربية ، فحاولت قدر استطاعتها تهدئة المخاوف من صعودها في توجّه عرف باسم "الصعود السلمي ‏للصين" كخيار استراتيجي تلتزم من خلاله بقواعد النظام العالمي وبمحيطها الجغرافي، وبدبلوماسية نشطة ‏مع الدول وشراكات مع القوى الصغرى العالمية، مع محاولة مستمرة لتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة ‏في معظم القضايا الحساسة واستبعاد عقلية الحرب الباردة .‏
لماذا هذا العداء الامريكي للصين والرغبة الشديدة في تطويقها واحتوائها؟ ‏
ربما لأنها مختلفة أيديولوجيًّا وثقافيًّا أو لأنّها شرقية ! أم ربّما لأن الولايات المتحدة مسكونة بثقافة سياسية ‏متجذرة في عقول مفكريها وقادتها ترتكز على عنصرين : الاول أنّ أمريكا دولة استثنائية والثاني عقدة ‏الغرب في التميز عن الشرق . وهناك احتمال ثالث أن الحاجة الامريكية لعدو خارجي باتت ملّحة، وبات ‏الامريكيون يحتاجون شيئا يتقاتلون في سبيله بدلاً من القتال ضد بعضهم البعض. فالتهديد الخارجي يوحّد ‏المختلفين داخليا ويزيد من التماسك الاجتماعي ويعزز الشعور بالهوية الوطنية ، ويخوّف الناس ويجعلهم ‏يلتفون حول قيادة واحدة.. ‏
أم هي الاسباب كلها مجتمعة .. دعونا لا ننسى بقايا حطام أمريكا في افغانستان والعراق ..‏


[email protected]

دلالات

شارك برأيك

لماذا تصرّ امريكا على شيطنة الصين ؟؟

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)