حديث القدس

وأخيراً انتصرت الحركة الأسيرة على ادارة سجون الاحتلال وأرغمتها على الاستجابة لمطالبها بعد أن حاولت المماطلة في تنفيذها، وأخلّت في الاتفاق الموقع مع الحركة الأسيرة منذ عدة أشهر.
وجاء هذا الانتصار تتويجاً للمعركة النضالية التي بدأتها الحركة الأسيرة منذ عدة أيام، الى ان وصلت يوم أمس الى الاضراب المفتوح عن الطعام، حيث استجابت ادارة سجون الاحتلال لمطالبهم بعد عدة ساعات من بدء الاضراب الامر الذي دعا لجنة الطوارىء العليا للاضراب عن وقفه على ان تقوم ادارة السجون بتنفيذ مطالب الحركة الاسيرة فوراً وبدون اي تأخير، والا فإن الحركة الأسيرة ستواصل خطواتها النضالية.
ويعود السبب الأساس لانتصار الحركة الأسيرة في هذه المعركة الى وحدتها في مواجهة ادارة السجون، حيث ان الخطوات النضالية تم الموافقة عليها من جميع الاسرى من مختلف التوجهات والانتماءات التنظيمية. وهذا يدل على ان الوحدة هي أساس أي انتصار على الاحتلال، وانه بدون الوحدة فإن ادارة السجون تقف عاجزة أمام وحدة وصلابة الحركة الأسيرة، الامر الذي يرغمها على تحقيق مطالب الاسرى التي هي حق شرعي وقانوني لهم رغم ان هذه المطالب تعمل وعملت دولة الاحتلال على تقليصها، ولكن نضالات الحركة الاسيرة استطاعت ان تنتزع من ادارة السجون الكثير من حقوقها المنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية.
ويا حبذا لو أن هذه الوحدة التي جسدتها الحركة الاسيرة واستطاعت من خلالها تحقيق الانتصار ان تمتد الى الخارج، ليتم توحيد الساحة الفلسطينية وانهاء الانقسام المدمر الذي ألحق أفدح الاضرار بقضية شعبنا الوطنية.
وهنا لا بد من الاشارة الى انه الى جانب وحدة الحركة الأسيرة، فإن حملات التضامن الشعبي والرسمي مع الاسرى كانت هي الاخرى من أسباب انتصار الحركة الاسيرة رغم ان هذه الحملات لم تكن بالمستوى المطلوب والذي يليق بالحركة الاسيرة وتضحياتها.
فكل التحية للحركة الاسيرة ووحدتها التي يجب ان تكون مثالاً يحتذى به لتحقيق وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنه بدون ذلك فإن القضية الفلسطينية ستبقى في دائرة الخطر ومحاولات التصفية التي تقوم بها دولة الاحتلال بدعم من الولايات المتحدة الاميركية وبقية الدول الاوروبية ذات الماضي الاستعماري وربما الحاضر ايضاً.