أقلام وأراء
الجمعة 15 يوليو 2022 10:23 صباحًا - بتوقيت القدس
أميركا.. والوطنية التي نريدها
بقلم:جيمس زغبي
كانت مشاعري المتضاربة بشأن الرابع من تموز في طور التكوين. عندما كنت في الصف الثامن، فزت بمسابقة في الخطابة على مستوى المدينة، حيث ألقيتُ كلمة حول حب الوطن أمام الجمهور، بمن فيهم والداي الفخوران.
لقد ارتقيتُ في صفوف فتيان الكشافة، وتعهدت بالولاء لعَلم البلاد، واختبأت مع زملائي في الصف تحت المكاتب في الفصول أثناء التدريبات على الغارات الجوية. وذهبت لمشاهدة عروض الألعاب النارية التي تقام سنوياً بمناسبة الاحتفال بالرابع من تموز، وكنت أبتهجُ بسعادة عندما كانت تنفجر في السماء.
وعندما بلغت سن المراهقة، كانت أمي تطلعني على صندوقٍ من الرسائل أرسلها اثنان من أعمامي - كلاهما من جنود المشاة في ميدان المعركة في أوروبا في الحرب العالمية الثانية - يسردان تجربتهما في معركة الثغرة، والعبور إلى ألمانيا، ودخول معسكرات الاعتقال في نهاية الحرب. كنت أقرأ رسائلهما بنهم، وأتعجب من بطولتهما، وأشعر بالحزن على رفاقهما المفقودين، وشعرت باحترام عميق لتضحياتهما وإحساسهما بالهدف.
لقد شكلت هذه التجارب سنواتي المبكرة. ومع ذلك، فقد تلاشت هذه المشاعر الشبابية بالفخر الوطني في منتصف الستينيات حيث كان الأميركيون يتصارعون مع إرث خطايانا الأصلية ضد السود والأميركيين الأصليين، وواجهوا التحدي في حرب فيتنام. لقد عارضت هذا الصراع وشاهدت عدداً كبيراً جداً من أبناء جيلي يتم تجنيدهم وإرسالهم للقتال حيث يتعرضون للموت أو التشوه الجسدي أو النفسي في صراع ما كان ينبغي لنا أبداً الدخول فيه ولم يخدم أي غرض.
كان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إعادة تشكيل الموضوعات التي نشأت من تاريخنا في الحروب - حرب الاستقلال والحرب الأهلية والحربين العالميتين - لتوليد الحماسة الوطنية: الادعاءات الكاذبة بأن أولئك الذين كانوا يتم إرسالهم لمواجهة الموت كانوا «يضحون بأرواحهم من أجل حريتنا» أو «محاربة الطغيان» أو «محاربة العدو هناك، حتى لا نضطر لمحاربتهم هنا». انتهت حرب فيتنام بمقتل 55000 أميركي وربما مليون فيتنامي. وكانت الضحية الأخرى هي حب الوطن الساذج الذي كنت أشعر به في شبابي.
بيد أن حدثاً واحداً مثيراً للقلق غير موقفي تجاه الرابع من تموز في عام 1983. كنت أنا وزوجتي نستضيف فتاة لبنانية تبلغ من العمر 12 عاماً، تُدعى فايزة، والتي كانت ضحية قصف إسرائيل لبيروت الغربية حيث مزقت قنبلة عنقودية ساقها. في الرابع من تموز، اصطحبنا عائلتنا كالمعتاد لمشاهدة الألعاب النارية التي تقام بهذه المناسبة. مع بدء العرض، لن أنسى أبداً ردة فعل فايزة التي بدا عليها الرعب وكانت ترتجف وأجهشت بالبكاء. ما كنا نراه عجباً وفرحاً كان بالنسبة لها بمثابة تذكير مؤلم بالقصف الليلي لمدينتها. وبعد أن أدركنا خطأنا الجسيم، سرعان ما جمعنا الأطفال معاً وغادرنا.
لم أشعر أبداً بالشيء نفسه حيال الألعاب النارية. حتى عندما أراها من بعيد، كنت أتذكر فايزة وجميع الأطفال الذين يعيشون في خوف من القنابل سواء في أوكرانيا أو سوريا أو إسرائيل أو غزة. لقد شهد الرابع من تموز من هذا العام صدمة أخرى نتيجة حادث إطلاق نار جماعي آخر - هذه المرة في موكب في هايلاند بارك، بولاية إلينوي - مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة العشرات. لقد دُعيت لمشاهدة عرض الألعاب النارية من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.
وعلى الرغم من أنني لم أكن متحمساً للحضور، فقد قررت مع مرور اليوم أن أفعل ما لم أفعله منذ سنوات وذهبت. وأشعر بالسعادة لأنني فعلت ذلك. بينما كنت أتجول، كنت أنظر قليلاً إلى السماء وأكثر في وجوه أولئك الذين تجمعوا، وشعرت بشعور مختلف. رأيت رجالاً ونساء وأطفالاً من كل عرق وعقيدة. ارتدى البعض ملابس باللون الأحمر والأبيض والأزرق، بينما كان آخرون يرتدون ملابسهم العرقية. عندما كنت أمر بينهم، كنت أسمع لغات مختلفة منطوقة.
اجتمع الأميركيون في البيت الأبيض، كما كان الأميركيون الآخرون يجتمعون في أحداث مماثلة في الحدائق أو المدارس في آلاف المدن والبلدات في جميع أنحاء هذا البلد. لقد اجتمعوا للاحتفال، ليس بالقنابل أو الحروب، ولكن بالحرية والفرصة والقبول الذي سعوا إليه هم أو أسلافهم في هذا البلد. بينما كنت أسير وأشاهد، شعرت بالرضا عن بلدي. والآن على وجه الخصوص، حيث إن حرياتنا وفرصنا وقبولنا للتنوع مهددة - ليس من قبل عدو أجنبي، ولكن من قبل التعصب العنيف والجشع والتعصب - يجب أن نحتفل بتنوعنا الأميركي والقيم الطموحة التي جلبتنا إلى هنا ونستمر في المضي قدماً إلى الأمام. إننا بحاجة إلى هذا النوع من الوطنية إذا أردنا أن نستمر في الازدهار ونصبح «أرض الأحرار ووطن الشجعان».
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي الشهر الماضي
محدث:: قوات الاحتلال تشرع بعمليات هدم في الضفة
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 555)
شارك برأيك
أميركا.. والوطنية التي نريدها