أقلام وأراء
الخميس 14 يوليو 2022 9:52 صباحًا - بتوقيت القدس
الرئيس بايدن عندنا... وليس عندنا
بقلم : نبيل عمرو
عنوان قدر ما يبدو غريبا الا ان فيه ما يكفي من الحقيقة، ذلك بالمقارنة مع اهداف زياراته للمحطات الأخرى.
المحطة الأولى هي الحتمية كلما قرر رئيس امريكي زيارة الشرق الأوسط، إسرائيل هي البداية دائما والهدف أولا وأخيرا، ذلك ان الرئيس بايدن الذي يعاني من تدهور شعبيته في بلاده، يتطلع الى الرافعة اليهودية ذات القدرات الهامة في الانتخابات الامريكية على كل مستوياتها، فضلا عن انه لا يستطيع تجاهل التشويش الإسرائيلي على سياسته تجاه المشروع النووي الإيراني، فالطمأنة ضرورية ويحتاجها الطرفان، كما ان إسرائيل وبالمنظور الاستراتيجي تقع في قلب الهدف، الذي هو دمجها في الشرق الأوسط وتطوير حضورها الذي تبلور في اتفاقات "ابراهام" التي ما تزال ناقصة بغياب الحلقة الأهم وهي العربية السعودية بما لها من مكانة مميزة وقدرات تأثير عالية إقليميا ودوليا.
المحطة الثانية التي هي بيت لحم، وهي الاسهل والاقرب والاقل كلفة من باقي المحطات، واذا كنا حددنا حيثيات المحطة الأولى إسرائيل، فلن نجد الكثير لنحدد بما يخص المحطة الثانية، ذلك ان الإدارة الديموقراطية التي وعدت الفلسطينيين بالكثير ولم تف حتى بالقليل، تعتبر احتفاظها بعلاقة مع السلطة الفلسطينية بعد انقلاب ترمب عليها ميزة يتعين على السلطة ان تحتفي بها، ولكي تعطي لهذه العلاقة بعض المزايا تواصل الإدارة المناداة بحل الدولتين وانتقاد الاستيطان مع انعدام الجهد في تفعيل هذه المواقف مستعيضة عنه بتقديم مساعدات وان كان الفلسطينيون بحاجة اليها الا انها لا ترقى الى الحد الأدنى مما يحتاجون على الصعيد السياسي، اذا هي محطة مجاملة وتنقيط دعم بالحد الأدنى وبوسعنا تحديد أهميتها الفعلية بحجم أهمية واوزان المحطتين الأولى والثالثة.
المحطة الثالثة ذات الوزن النوعي والملح هي محطة جدة، حيث للمكان والتوقيت والمشاركين مدلولات بالغة الأهمية فالذين سيلتقيهم هناك هم زبدة الوضع العربي المسمى بمعسكر الاعتدال ولكل جالس على المقعد حول المائدة الكبرى رصيد ثمين يضعه امام الرئيس الأمريكي المحتاج بشدة لكل طرف وما يملك، الخليج بكل إمكاناته ومكانته التي تضاعفت زمن حرب أوكرانيا، ومصر الدولة المحورية في المنطقة كيفما كانت احوالها وازماتها، والأردن الجغرافيا الثمينة الواقعة على خط التماس مع كل البؤر الخطرة في المنطقة، والعراق المتنازع عليه حاضرا ومصيرا، غير ان هويته العربية تظل هي الاعمق والأكثر وضوحا.
الرئيس المحتفى به في جدة يسعى لادخال إسرائيل الى هذا المنتدى العربي كعضو دائم العضوية فيه، غير انه ليس متأكدا بعد من نجاحه اذ اكتفى اوليا من الغنيمة بالسفر المباشر من إسرائيل الى السعودية وهذا لا يكفي كانجاز تاريخي نوعي يغير سياسيات ومعادلات.
عودة الى العنوان الذي يبدو غريبا بايدن عندنا وليس عندنا، هو عندنا في زيارة المكان واللقاء مع الرئيس الفلسطيني وعندنا حين يزور مستشفى في القدس الشرقية متجردا من المرافقة الإسرائيلية، وعندنا حين يضع مالا في جيبنا تحت مسميات إنسانية غير انه ليس عندنا في الامر الأساس الذي نحتاجه وهو فتح الملف السياسي على افق محدد يجري العمل المباشر عليه ويرى فيه الفلسطيني فرصة للخلاص من الاحتلال وتقدما ملموسا نحو هدفه الدائم في الحرية والاستقلال.
أخيرا... عندنا وليس عندنا هذه حالة نحن فقط من يملك تغيرها بتغيير أشياء كثيرة فينا، اما لو بقي الحال عندنا على ما هو عليه الان فسوف تظل زيارتنا بالنسبة لبايدن وغيره مجرد مجاملة واسترضاء.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الرئيس بايدن عندنا... وليس عندنا