أقلام وأراء
السّبت 09 يوليو 2022 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس
سقوط خزعبلات ، وأخرى تنتظر
بقلم: حمدي فراج
في هذا اليوم من التاريخ، تقفز في كل مرة ذكرى اغتيال غسان كنفاني قبل خمسين سنة ، متزامنة هذه السنة مع وقفة عرفات وعيد الاضحى ، خلالها – الخمسين سنة – شهدت سقوط الكثير من الخزعبلات المنسوبة مرة للعادات ومرة للدين ؛ الخرزقة الزرقاء التي تعلق على مدخل البيت او في رقاب الاولاد واحيانا في رقاب الغنم خوفا من الحسد ، مشي الامهات حافيات واحيانا سافرات الى مقام الولي الخضر ايفاء لنذر كن نذرنه ، تعديل الحذاء المقلوب داخل المنزل ، عدم كنس البيت ليلا خوفا من ازعاج الجن ، إذا ما اضطرت الام الى دشع الماء ليلا ان تقرنه بالبسملة ، دخول الحمام بالرجل اليمين ، قراءة ما تيسر من أدعية قبل النوم خوفا من مداهمة "عزرائيل" المفاجئة ، تلقين الميت قبل دفنه من قبل الشيخ "يا عبد الله" ليتبين بعد ذلك انها "بدعة" يتوجب وقفها ، الفتاح الذي كان يجوب شوارع البلد بحثا عن فريسة لكي يشفي الامراض ويقرأ الطالع ، فيتعشى ويجد له مبيتا ويحصل على بعض المال والثياب القديمة ، التقاط اي كسرة خبز من على الارض ، تقبيلها ووضعها في مكان مرتفع.
كثيرة هي "الخزعبلات" التي سقطت واندثرت ، وأكثر منها خزعبلات ما زالت شائعة وسارية بين الناس ، ويحضر هنا غسان كنفاني بقوة ، في روايته التي لم تكتمل "الاعمى والاطرش" اللذين رغم عاهتيهما ، يتفقان على الذهاب لفحص احدى هذه الخزعبلات، شجرة الوالي عبد العاطي، التي يحج اليها الناس خوفا وتبركا، فيرفع الاطرش صديقه الاعمى على كتفيه ويتحسس "الرأس" فيكتشف انه مجرد نبتة فطر نمت داخل اغصان الشجرة ، يقتلعه بين يديه ويريه للأطرش، فينفجران في الضحك.
لا يتوقف غسان عند هذا الحد من فضح "الخزعبلة" من قبل "الاطرش" الذي يعمل موظفا في توزيع المؤن في وكالة الغوث ، فهو يرى الناس ولكن لا يسمعهم ولا يفهم صراخهم ، و"الاعمى" الذي يعمل في فرن يبيع الخبز ، لا يراهم ولكنه يسمعهم ، اصابعه تتحسس ارغفة الخبز هي طريقته في الرؤيا . لكن انتصارهما على الولي عبد العاطي ، فتح امامهما الطريق نحو خزعبلات الثورة في شخص "مصطفى" المغتصب، يسعى الى الجاه والثراء والسلطة، وقد يضطر من اجلها الى المشاركةُ في القتال؛ يستعرض مسدّسَه، ويحمل شعارًا معدنيًّا على صدره ، ويضع على جدار مكتبه خارطةً داميةً لفلسطين، ويحاضر عن الوطنيّة والتضحية من أجل الوطن ، انه من جماعة "الطق طق،" يُصْدر ضجيجًا بدون مضمون.
في قرارتيهما، ادرك الاطرش والاعمى انهما بعد اكتشافهما زيف وخطل معجزة الولي عبد العاطي ، وتخليص الناس من سطوته عليهم، انهما أكثر قوة من الانتهازي "مصطفى" رغم حالة اعاقتهما.
في خمسينية غسان، المتزامنة مع عيد الاضحى ، نقر اننا ما زلنا أمام خزعبلات اخرى عديدة، قد نحتاج الى خمسين سنة أخرى لقرعها واجتثاثها بتضحيات وعذابات وصراعات تزيد في فتح المزيد من قبورنا ؛ "قبور الثورة بلا ثقافة ، والثقافة بلا ثورة" . و كل عام وثورتنا وشعبنا بخير.
دلالات
نصر قبل أكثر من 2 سنة
من هذه الخزعبلات التي تقول انه يمكن صنع السلام بين اسرائيل وفلسطين
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
سقوط خزعبلات ، وأخرى تنتظر