أقلام وأراء
الإثنين 04 يوليو 2022 9:15 صباحًا - بتوقيت القدس
الإخوان المسلمون يتراجعون في العالم العربي ويتقدمون في فلسطين .. الأسباب والمآلات
بقلم العميد: أحمد عيسى
لحق النظام السياسي التونسي في علاقته بجماعة الإخوان المسلمين قبل عدة أيام بغيره من الدول العربية، حيث وجه القضاء التونسي يوم الثلاثاء الموافق 28/6/2022، تهمة الإرهاب لعشرات من قيادة حركة النهضة ومن بينهم السيد راشد الغنوشي زعيم الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب وأحد مفكري الحركة الإسلامية المحدثين، الأمر الذي سيكون له تداعيات سلبية ليس على مكانة قوى الإسلام السياسي في النظام السياسي التونسي وحسب، بل على مكانة الإسلام السياسي في العالم العربي برمته في هذه اللحظة من الزمن التي يعاد فيها بناء النظامين العالمي والإقليمي.
وكانت الحكومة المصرية قد أخرجت حركة الإخوان في مصر عن القانون وصنفتها كحركة إرهابية العام 2013، واعتقلت معظم قيادتها بما فيهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، والرئيس محمد مرسي الذي فاز بالرئاسة عبر صناديق الإقتراع العام 2012، بعد سقوط نظام الرئيس محمد حسني مبارك على إثر ما أطلق عليه في حينه الربيع العربي الذي إجتاح معظم الدول العربية.
وفي السياق ذاته كانت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات قد صنفتا جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية العام 2014، أما في المغرب فقد أُسقطت جماعة الإخوان وأبعدت عن الحكم بذات الطريقة التي أوصلتهم للحكم أي عبر صناديق الإقتراع خلال الإنتخابات التي جرت العام الماضي 2021، إذ لم يمنحهم الشعب المغربي ثقته وحصلوا على 12 مقعد من مقاعد البرلمان فاقدة بذلك 113 مقعدا مقارنة بعدد المقاعد التي حصلت عليها في الإنتخابات البرلمانية التي جرت العام 2016.
اللافت هنا أنه فيما تشهد الجماعة تراجعاً في العالم العربي نتيجة لفشلها وفقاً لرأي كثير من المراقبين في تلبية تطلعات وإحتياجات المواطنين الذين أملوا أن تكون البديل عن القوى والأحزاب التي هيمنت على الحكم والنظام السياسي العربي منذ خمسينات القرن الماضي، إلا أنها في فلسطين تشهد تقدما، أو على الأقل لا تشهد تراجعا كما هو الحال في العالم العربي، وذلك وفقاً لنتائج الإنتخابات الطلابية والمحلية التي جرت في المناطق الفلسطينية، ووفقاً لنتائج إستطلاعات الرأي المتواترة التي نفذت من قبل مراكز إستطلااع الرأي الفلسطينية المتخصصة، والتي كان آخرها استطلاع الراي رقم (84) الذي يغطي الربع الثاني من العام الجاري الذي ينفذه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ونشر نتائجه الأولية بتاريخ 28/6/2022.
ويلاحظ هنا أن تقدم النسخة الفلسطينية (حماس) للإخوان، يتم دون أن تتخلص الأولى من عيوب الثانية، التي يلخصها المتخصصون في قوى الإسلام السياسي "بأن الإخوان يغيب عنهم الوعي السياسي وممارسة السياسة على أصولها ويخلطون الأيدلوجي – الدعوي بالسياسي، ويضيف أخرون من المراقبين أن مناهج التربية الداخلية التي يعتمدها الإخوان ولا زالت تطبقها حماس قد ربت أجيالا على مدى عقود على مبدأ إقتحام السلطة وليس على مبدأ مشاركة الآخرين، حيث ثبت بالدليل القاطع وفقاً لواقع الحال في كل من فلسطين وتونس أن هذه المناهج التربوية لا يمكنها أبدا أن تنتج بمجتمعات مستقرة إجتماعياً، ولا يمكنها كذلك أن تنتج نظما سياسية مستقرة ولا يمكنها تمكين الحكومات من الإستجابة لإحتياجات الناس الأساسية.
وكان السيد غازي حمد أحد قيادات حماس وأبرز كتابها قد أكد في مقال له نشر بتاريخ 7/9/2017، أن حماس لم تتخلص من هذه العيوب رغم بلوغها الثلاثين من عمرها لحظة كتابة المقال، حيث قال في مقالته أن حماس لم تنجح في قيادة المشروع الوطني، ولم تقدم البديل السياسي لمشروع أوسلو، كما أنها لم تقدم نموذجا جيدا في الحكم، والأهم أنها فشلت في تطوير ونقل بنيتها الفكرية وسلوكها السياسي والمجتمعي من الإطار التنظيمي المحدود الى الإطار الوطني الأوسع.
وتأسيساً على ذلك فما هي أسباب تقدم حماس فيما يتراجع الإخوان في المنطقة؟
وأجادل هنا أن هناك أسباب كثيرة قد يكون من أبرزها ثلاثة أسباب، الأول يتعلق بالمقاومة، ومدى تعطش الشعب الفلسطيني المنكوب والمظلوم لتذوق طعم النصر، لا سيما بعد أن بات فشل التسوية السياسية حقيقة، الأمر الذي تجلى أيما تجلي في معركة القدس وسيفها، ويتعلق الثاني بحق الفلسطينيين بكل فلسطين وليس بجزء منها، الأمر الذي تحافظ عليه حماس في برامجها وأدبياتها، أما الثالت فيتعلق بضعف وتراجع حركة فتح وفي فشلها في تقديم نموذج حكم جاذب للشعب الفلسطيني.
أما عن المآلات فهي يقيناً غير سارة للشعب الفلسطيني، إذ يبدو أن هذا التقدم تحركه العواطف والمشاعر أكثر من الفكر والعقل، لا سيما وأن النموذج الفلسطيني للإخوان (حماس) لم تجر المراجعات المطلوبة وتعالج العيوب التي أشار اليها حمد في مقالته، والأهم أنها لا زالت تخرج أجيالا لا يرون في الأخر الفلسطيني شريك في المغرم والمغنم، الأمر الذي يفرض على كل من حركتي فتح وحماس إجراء المراجعات المطلوبة، خاصة وأن أربعة أشخاص تقريباً من بين كل عشرة أشخاص من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، يقولون وفقاً لنتائج الإستطلاع الأخير للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن كل من فتح وحماس غير جديرتين بقيادة الشعب الفلسطيني.
دلالات
محمد قبل أكثر من 2 سنة
السبب اننا نملك الحرية اكثر من شعوبنا العربية
المزيد في أقلام وأراء
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
د. رمزي عودة
محمد الطوس "أبو شادي" يبعث من جديد بعد أربعين سنة
وليد الهودلي
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
سارة الشماس
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الترامبيّة المُتحوّرة!
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
منطلقةً من بواعث عنصرية وفاشية.. دولة الإبادة تقمع مظاهر الفرح والسعادة
اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
الإخوان المسلمون يتراجعون في العالم العربي ويتقدمون في فلسطين .. الأسباب والمآلات