Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 02 يوليو 2022 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس

معادلة... المخابرات الاسرائيلية والخطأ الرابع

بقلم : حمدي فراج


أخبرني احد ضباط المخابرات الاسرائيلية في وقت مضى ، ان الجهاز الذي يعمل فيه أخطأ في تاريخه ثلاث مرات ، و لا اعرف بالطبع ان كان يصدقني ام يكذب علي ، كان الخطأ الاول في حرب تشرين التي يسمونها بحرب يوم الغفران ، حيث فوجئوا بها و كلفتهم الشيء الكثير ، وانه اصبح ممنوعا عليهم ان يفاجأوا بمثلها مرة أخرى ، و كان الخطأ الثاني انهم شككوا في صدق نوايا السادات إزاء السلام ، و قد كان صادقا و دحض شكوكهم ، أما الخطأ الثالث فكان يتعلق بانتفاضة الحجارة ، حيث ظنوا انها مجرد زوبعة او هبة او موجة غضب سرعان ما تخبو و تتوقف ، لكنها استمرت سنوات .
أما الخطأ الرابع الذي لم يتطرق اليه الضابط ، و لا جهازه الذي يعتبر بمثابة الرادار في الدولة ، كل دولة ، الذي يستشعر الخطر ، اي خطر ، قبل وقوعه في تهديد الدولة و شعبها و امنها و حدودها ووضعها الاقتصادي ونسيجها الاجتماعي ، فهو هذا الذي يحصل اليوم في قيادتها السياسية بشكل صارخ و مفاده خمس انتخابات عامة في اقل من اربع سنوات من اصل 25 انتخابا ، 20 منها في 70 سنة ، بمعدل 3.5 سنة لكل كنيست ، في حين ان الانتخابات الخمس الاخيرة جرت بمعدل مرة كل تسعة اشهر فقط ، و لا أحد يعرف ، بمن في ذلك جهاز المخابرات ذاته ، ان كانت الانتخابات القادمة بعد اربعة أشهر ، ستخرج الدولة من ورطتها ، ام ستبقيها في نفس المعمعان ، فتذهب الى انتخابات سادسة و سابعة و عاشرة ، ناهيك عن ان كل انتخابات تكلف خزينة الدولة حوالي مليار دولار .
لا يستطيع جهاز المخابرات المقسوم في اسرائيل بين "الشاباك" و بين "الموساد" أن يتنصل من مسؤولية ما يحصل ، و كان حريا به ان يعرف منشأ الورطة و مسارها و مآلها ، لا أن يتفاجأ بها تقف أمامه على مدار اربع سنوات قابلة للزيادة بل والتفاقم ، و يقف بالتالي أمامها عاجزا بلا حول ولا قوة .
لقد بدأت المسألة ، منذ سمح الجهاز الذي يفترض انه ذا بعد استراتيجي عميق البحث بعيد الامد ، لليمين السياسي والديني بالتفشي ، ثم بعد ذلك بالتلاقي ، واصبح هذا يعمّق ذاك ، و ذاك يغض الطرف عن جرائم و مفاسد هذا ، بل يكاد المرء يجزم ان هذا التفشي كان بمبادرة واشراف و رعاية جهاز المخابرات ، منذ مجيء ترامب ، فتحت شهية الدولة على كل موبقات الانسانية والتاريخ ، نحو يهودية الدولة و تنظيف الارض الموعودة من سكانها الاغيار ، والسلام معهم هو سلام القوة والبطش . بدأت المسالة امام الاشهاد ، حين قتل احدهم رئيس الوزراء اسحق رابين ، سبق الى ذلك استجلاب نحو مليوني شخص لمجرد انهم "يهود" ، البعض كان يعتمد بمجرد ختنه في المطار .
الخطأ الرابع الذي لا يعترف به الجهاز ، ربما يكون الخطأ القاتل ، لقد تحولت الدولة الى اشبه بمجموعة من الجيتاوات يتربص كل بالآخر تحت رعاية جهاز يدير وجهه الى الماضي الاسود السحيق بدلا من المستقبل الواعد .


دلالات

شارك برأيك

معادلة... المخابرات الاسرائيلية والخطأ الرابع

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)