بقلم : نبيل عمرو
هدأت العاصفة بعد ان هبت بقوة في القدس والضفة، واوشكت على الانتقال الى غزة.
وفي بلادنا هنالك قانون ثابت للهدوء والاشتعال، فكل منهما مؤقت الهدوء تمليه ضرورات الحياة والاشتعال تمليه يقظة الشعور بضياع القضية والحقوق، والامر في حالة الاشتعال لا يحتاج لاكثر من عود ثقاب يضرم النار في هشيم جاهز أصلا للاشتعال، هذا هو القانون الذي حكم الحالة الفلسطينية منذ بداياتها، ولا يوجد ما يدعو للتحول عنه، فهذه هي سنة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
المرحلة الراهنة من الاشتعال تميزت بالحضور القوي للمبادرات الشعبية الفلسطينية غير المحكومة بضوابط تنظيمية ولا بمرجعيات معلومة وبموازاة هذا ظهر حضور قوي كذلك جسده الوسطاء الذين عملوا بجد لاطفاء الحريق خشية امتداد السنته ليفرض على العالم حربين في وقت واحد، تلك التي في أوكرانيا أوروبا وهنا إسرائيل وفلسطين، ومع الفرق الهائل بين الحربين الا ان أصحاب النفوذ في القرار الدولي يفضلون الاهتمام والتفرغ في إدارة ومعالجة حرب واحدة.
الوسطاء الذين هم في ذات الوقت متعهدوا الإطفاء، ينجحون غالبا في نزع الصاعق من القنبلة مع بقائه على مقربة منها، ولا يطمعون بفعل الصد الإسرائيلي بأكثر من تهدئة مؤقتة تمهد غالبا لاشتعال جديد.
انتقال الفعل الى الشارع وتحييد فاعلية المرجعيات الرسمية التي يفترض انها تقوده او تمثله، انتج تعديلا جوهريا في وسائل وأساليب المعالجة خصوصا من جانب الإسرائيليين، الذين يقتربون كثيرا من معالجة الشأن الفلسطيني بالذهاب الى الشارع مباشرة ودون وسطاء، ذلك وفق نظرية ارجاع العمل الأمني العسكري خطوة الى الوراء مع تقدم التسهيلات خطوات الى الامام. وهذا ما اسماه بينيت بسياسة العصا والجزرة، ووفق هذه النظرية تنفذ تسهيلات في الضفة ومثلها في غزة وأحدث دليل على ذلك اغلاق معبر ايريز ومنع العمال من الذهاب الى إسرائيل وربط فتحه بمستوى الهدوء.
الامر ليس جديدا تماما، وقد يكون الجديد فيه طريقة تنفيذه واعتماد أولوياته والجديد أيضا ان الجهات الإقليمية والدولية التي تصر على المعالجة من خلال فتح المسار السياسي أصبحت اكثر قبولا للنظرية الإسرائيلية، رغم يقينها بعدم جدواها على المدى القريب والبعيد.
الفلسطينيون في الضفة وغزة بحاجة للتسهيلات الإسرائيلية بعد ان ربطت السياسة كل محاور حياتهم بإسرائيل، وكل روافد اقتصادهم وكل مساحات حركتهم ، غير ان الفلسطينيين انتجوا معادلة جديدة تقوم على أساس ازدواجية اضطرارية هي على صعوبتها ما تزال تعمل، وهي التعاطي مع التسهيلات الإسرائيلية من اجل مواصلة الحياة. والالتزام بالحقوق السياسية دون اخضاعها للمساومة مع التسهيلات.
الفلسطينيون محقون تماما في ازدواجيتهم الاضطرارية، اما الإسرائيليون أصحاب نظرية العصا والجزرة، فهم وحدهم على الجانب الخطأ من المعادلة.
كثيرون من مفكريهم وعقلائهم يقرون بذلك، ويسوقون ادلة عملية على عبثية العصا والجزرة كسياسة دائمة، وحجتهم في ذلك.. "لو ان هذه السياسة تنفع لما عشنا طول العمر بين تهدئة يأتي بها الوسطاء وانفجارات يقوم بها من قررنا احتوائهم بالجزرة".
المرحلة الراهنة لم يحدث فيها ما حدث قبل عام تحت مسمى سيف القدس او حارس الاسوار، غير ان الحقيقة الأهم هي ان ما حدث هذا العام كان اعمق تأثيرا اذا ما نظر للأمر من زاوية النتائج الأولية وتأثيراتها على إسرائيل، إضافة الى ان القنبلة المليئة بالبارود ما تزال قريبة من صاعق تفجيرها وإسرائيل اكثر من يعرف ذلك واكثر من يعمل بعكس ما يعرف.
أقلام وأراء
الأربعاء 27 أبريل 2022 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس
مرحلة الوسطاء ومتعهدي الأطفاء

المزيد في أقلام وأراء
الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا
نعمان توفيق العابد
ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع
مروان إميل طوباسي
مسلسل إرهاب الاحتلال في الضفة لا يتوقف.. فكيف يكون الرد؟
محمد علوش
النظام الدولي الجديد.. والدولة الفلسطينية
محمد المصري
الأكراد ضحايا الجغرافيا
رمزي الغزوي
هل يقلب ترامب الطاولة على نتنياهو؟
رشاد أبو داود
إلغاء اتفاق أوسلو
حمادة فراعنة
التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
عريب الرنتاوي
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
بقلم : محمد غازي الجمل
سوريا أمام المخاطر
عمرو الشوبكي
بالونات اختبار أمريكية
بهاء رحال
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
غزة بين التهجير والصمود
رام الله - "القدس" دوت كوم
ماذا يجري في الضفة !
ابراهيم ملحم
اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا
كريستين حنا نصر
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
الأمريكان ملهمش أمان !
إبراهيم ملحم
حرق المساجد في فلسطين
الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
الأكثر تعليقاً
ترامب يعلن اعتقال الناشط محمود خليل "المؤيد لحماس" في جامعة كولومبيا ويتوعد بالمزيد
الاحتلال يفرج عن الطفلة المقدسية تقى غزاوي بشروط
إلغاء اتفاق أوسلو

بن غفير: مرة أخرى تثبت الحكومة ضعفها في لبنان كما هو الحال في غزة

هدنة غزة: الاتفاق المتعثر بانتظار نتائج جولة الدوحة

الشرع: سوريا تواجه محاولات لجرها إلى حرب أهلية
رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

الأكثر قراءة
ترامب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة

إسرائيل تضع خطط حرب جديدة للضغط على حماس

رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

الشرطة الإسرائيلية تعتقل 40 عاملا من الضفة خلال مكوثهم داخل أراضي الـ48
اعتقال ناشط فلسطيني شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا الأميركية
في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في القدس.... المحكمة المركزية تصادق على مخطط بناء 20 شقة بدون ترخيص
إمهال نتنياهو 24 ساعة لإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة

أسعار العملات
الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.97
شراء 3.96
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 817)
شارك برأيك
مرحلة الوسطاء ومتعهدي الأطفاء