قبل أن تتوقف "حرب غزة" والهجوم العدواني الفاشي للمستعمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كان السؤال المحير، كثير التردد من قبل المراقبين، ماذا بعد الحرب؟؟ ماذا بعد اليوم الثاني من الحرب؟؟ من سيتولى السلطة في قطاع غزة بعد حركة حماس؟؟
كنت أجيب أن هناك ثلاثة احتمالات:
الأول، تنصيب إدارة مدنية فلسطينية ليس لها علاقة بالمقاومة، وكنت أجيب أن هذا خيار مستبعد، ولن يتمكن أحد من المدنيين الاستجابة لمثل هذا الخيار، بل لا يوجد من لديه الشجاعة لقبول هذا الخيار المغامرة، استجابة للمطلب الإسرائيلي.
والثاني، عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة كما سبق وكانت قبل انقلاب حركة حماس وخيارها العسكري عام 2007، ولكن هذا يتطلب التفاهم والتنسيق بين حركتي فتح وحماس، وهو الخيار الأكثر واقعية.
أما الثالث، الذي كان يستبعده المراقبون، ولكنني لم أكن أستبعده لسببين أولهما، نتائج المعركة العسكرية والاشتباك الميداني، الذي وصل إلى حصيلة جوهرها أن الفلسطينيين صمدوا وإن لم ينتصروا بعد، وأن الإسرائيليين أخفقوا ولكنهم لم يُهزموا بعد، ولذلك ستكون المعركة السياسية امتداداً للمعركة العسكرية بنفس أدوات الاشتباك بين الطرفين، وثانيهما، أن مفاوضات وقف إطلاق النار يتم بين المستعمرة وحماس، وأن اتفاق التهدئة تم بين المستعمرة وحماس برعاية أميركية مع قطر ومصر، ولذلك من الطبيعي أن تتواصل المفاوضات بينهما لتصل إلى هذا المدى من التفاهم والقبول والنتيجة، وأن كان كلاهما، مرغمين على ذلك.
كان المراقبون يستبعدون هذا الخيار، لأن المستعمرة وواشنطن تنظران إلى حركة حماس باعتبارها تنظيماً "إرهابياً"، وقلت وأقول أن المستعمرة وواشنطن، كانت تتعامل مع حركة فتح، ومع منظمة التحرير بصفتيهما فصائل "إرهابية"، ومع ذلك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رئيس حركة فتح، ورئيس منظمة التحرير، هو الذي تم اسقباله في البيت الأبيض، ووقع اتفاق أوسلو عام 1993، وسبق لواشنطن ان فاوضت حركة طالبان "الإرهابية جداً" وسلمتها السلطة في أفغانستان، وهي نماذج للعديد من النماذج المماثلة في العالم، والعالم كله يشهد المفاوضات بين الأعداء.
ها هو ترامب "المتطرف سياسياً" والمؤيد للمستعمرة "بقوة" يُعلن أن الولايات المتحدة تُفاوض حركة حماس، رغم أن ذلك مصحوب بمفردات "متطرفة" تنال من حركة حماس، ولكنها لم تتوقف عندها، لأنها تُدرك أن المضمون الأهم بالنسبة لها هو قبول أن تجلس على الطاولة مع الأميركيين كطرف مقرر، يمارس التفاوض.
.............
اتفاق التهدئة تم بين المستعمرة وحماس برعاية أميركية مع قطر ومصر، ولذلك من الطبيعي أن تتواصل المفاوضات بينهما لتصل إلى هذا المدى من التفاهم والقبول والنتيجة، وأن كان كلاهما، مرغمين على ذلك.
شارك برأيك
المفاوضات مع حماس شر لا بد منه