يستقبل المسلمون في كل أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بقلوب خاشعة عابدة، وبعيون وضمائر حزينة متألمة لما يجري في القدس وغزة وجنين وكل فلسطين المحتلة من عدوان وتضييق إسرائيلي مستمرّين، احتلال لا يأبه بالشرعية الدولية ولا يقيم وزناً للاخلاق الانسانية النبيلة ولا الاعراف والعقائد الدينية، فالتسامح وحرية العبادة واحترام الشعائر مصطلحات مفقودة يجهلها معجم الانتهاكات الاسرائيلية.
فقد مهّد الاحتلال الاسرائيلي كعادته لشهر رمضان في القدس بإجراءات ممنهجة تستهدف هوية المدينة العربية والإسلامية، بفرضه قيود تتمثل في تحديد عدد المسموح لهم بصلاة الجمعة بعشرة آلاف مصلٍ فقط، وضمن أعمار محددة، إلى جانب ما يُسمى إجراء اختبار قياس درجة صوت الأذان، وسياسة الاقتحام اليومية من مئات المستوطنين الذين توفر لهم خدمات الارشاد والحماية من شرطة الاحتلال، ويقابل ذلك تضييق سافر على دخول المسلمين للمسجد الاقصى، ووضع العقبات أمام جهود تنظيم موائد الافطار الرمضانية .
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تُبين للرأي العام العالمي أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه لا تقتصر على قيوده المفروضة في شهر رمضان الفضيل، بل هي سياسة احتلالية قائمة في كل الأوقات، إلا أن تعرّض الاحتلال لخصوصية شهر رمضان محاولة فاشلة في كسر صمود ورباط المقدسيين، وخطوات غير مشروعة لمحاولة تهويد وأسرلة وعبرنة المدينة، خاصة أن استعراض الذاكرة التاريخية الفلسطينية والمقدسية يعكس العلاقة الوثيقة بين شهر رمضان والقدس، بما في ذلك هبّات النضال خلاله في وجه غطرسة الاحتلال الاسرائيلي، لذا تعتبر سياسة الاحتلال في جوهرها استفزاز غير مقبول لمشاعر الملايين من المسلمين والأحرار في العالم.
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن شهر رمضان هذا العام يأتي في إطار مناخ سياسي دولي، سمته تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، بما في ذلك تداعيات السابع من اكتوبر( طوفان الاقصى)، ما ساهم رغماً عن الاحتلال في عودة القضية الفلسطينية كملف أساسي في الدبلوماسية والمحافل الدولية، وليصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتنديد بالعدوان ومطالبة إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي وما صدر من القرارات الدولية هو عنوان المرحلة الحالية والمستقبلية، إلا أن الأمر ما زال يتطلب إرادة وفعالية دوليتَين لنصرة الشعب الفلسطيني.
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن رمضان في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة بما فيه من تضييق ووحشية إسرائيلية، تقابله مشاعر عربية وإسلامية موحدة تجاه ضرورة نصرة فلسطين والقدس، من هنا فإن الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يرى أن رمضان هو رمز لصمود ونضال ورباط الاهل في القدس وكل فلسطين، فتحية إجلال واعتزاز لأهلنا في القدس وفلسطين، وتحية لأسر الشهداء والأسرى والجرحى ولأهلنا في غزة الذين يعانون العدوان والحصار، وسيبقى الأردن على عهده في رمضان وفي كل وقت داعماً وسنداً لأهلنا في القدس وفلسطين حتى إنهاء الاحتلال ونيلهم حق تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.
شارك برأيك
رمضان في القدس تحت مطرقة الاحتلال وسندان التضييق