Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 29 ديسمبر 2024 9:58 صباحًا - بتوقيت القدس

سنة صعبة


سنة صعبة مضت لم تكن كسابقاتها، حيث شهدت الكثير من التحولات المحلية والإقليمية، كما شهدت استمرار حرب الإبادة في غزة حتى الأيام الأخيرة منها. وبينما كنا نعقد الآمال على الاتفاق والصفقة لوقف هذه الإبادة، إلا أن صلف نتنياهو أفشل كل المفاوضات حتى الآن، واضعًا العراقيل في وجه كل المقترحات، وهو يصرّ على مواصلة حرب الإبادة وعدم وقفها، رغبة منه في تحقيق صورة الانتصار الذي لا يزال يبحث عنها منذ أربعة عشر شهرًا، بين ركام البيوت المهدمة والدمار الكبير الذي حل بالقطاع، وبين أشلاء الصغار والكبار، وفي مشاهد الإبادة والقتل الجماعي، والجوع والعطش والحصار المستمر. 

سنة صعبة عصفت بالمنطقة كلها وجلبت المآسي. ويلاتها على نحو خاص كانت شديدة على غزة، بكل ما فيها من بشر وشجر وحجر، حيث لم يبقَ شيء في غزة يشي بأن الحياة ممكنة على أرضها، وقد أصبحت غزة ثكلى بمصائرها، مقهورة ومظلومة وسط استمرار الحرب والإبادة الشاملة، حيث لم تتوقف هذه المقتلة ليوم، ولم تهدأ عمليات القصف ساعة، بل تصاعدت بوتيرة مهولة، تركزت في الأشهر الأخيرة على شمال القطاع، وما صاحبتها من انهيارات في الجبهات الأخرى، خاصة انهيار حزب الله وحكم بشار الأسد وهروبه المخزي والمفاجئ، وتغول نتنياهو وانتشائه من على جبل الشيخ وما بعده، واستعلاء حكومة الاحتلال على كل القوانين والمواثيق الدولية، وتماديها بهذا الشكل الدموي الفاشي، وهذه العقيدة الإرهابية ومنطلقاتها القائمة على القتل والخراب والتطهير العرقي وإراقة الدماء، والتهويد المتسارع وخطط الضم والقضم الاستيطاني، وهذه سنة كانت مصائر الناس فيها مجهولة، بين ترقب وموت، وبين جوع وحصار، وبين البرد والخوف والرعب، وفصول النزوح المستمرة.

سنة صعبة حملت معها تحديات كبيرة عصفت بالقضية الفلسطينية ولا تزال، حيث المخاطر من كل الجهات، وحرب التطهير العرقي وخطط حكومة الاحتلال القائمة على التوسع الاستيطاني والتهويد ودفع الفلسطينيين للهجرة والنزوح، من خلال التضييق الاقتصادي والحصار، واستمرار حرب الإبادة في غزة، والقوانين العنصرية والحواجز العسكرية، والاعتداءات الدائمة، والواقع الصعب والمستحيل الذي يعيشه كل الناس في غزة والضفة والقدس.

سنة صعبة تشرف على النهاية، أخذت معها أحلام الكثيرين وخطفت أرواحًا كثيرة، وأفقدت الناس شغف العيش، وأثقلت عليهم واقع الأيام الصعبة بين خيام النازحين ومراكز الإيواء، وهي حتى اليوم الأخير تواصل دورتها بذات الصعوبة والقسوة وذات الألم، وليس فيها ما يوحي على أن العام القادم سيكون مختلفًا، بل على ما يبدو أنه لن يكون أقل معاناة، ولن يحمل بشائر انفراجات، فما دام شكل حكومة الاحتلال على هذا النحو العنصري، وهذه التركيبة من التطرف، فلا يمكن أن يتغير نهجها الدموي، وبالتالي فإن العام القادم يحمل أخطارًا متواصلة ومتصلة مع أخطار هذا العام، الذي انقضى بويلاته ودمويته وحربه البشعة. 

مضى عام وانقضت سنة وغزة تنزف دمًا، وتعيش المقتلة بكل دمويتها وبشاعتها، فمن يوقف هذه المقتلة؟ ومتى يتحرك العالم ويصحو الضمير الإنساني، وتخرج الهيئات الأممية عن صمتها، ويتوقف الانحياز والدعم الأمريكي؟

دلالات

شارك برأيك

سنة صعبة

المزيد في أقلام وأراء

عام التحديات

حديث القدس

ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟

د. فوزي علي السمهوري

توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية

سماح جبر

معركة غير متكافئة

حمادة فراعنة

الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة

إسماعيل المسلماني

تمر الأعوام وتبقى الآلام

حديث القدس

انكشاف المستعمرة وعريها

حمادة فراعنة

2024 عام الكارثة والبطولة.. 2025 عام الحسم

هاني المصري

نحن في حالة ضياع وتيه... والبداية من مخيم جنين

راسم عبيدات

حسام أبو صفية.. الطبيب يتحدى الإبادة

جمال زقوت

صناعة القائد في وسائل الإعلام.. بين التلميع والتضليل

د. أسامة ارميلات

تصعيد مرعب للجرائم الإسرائيلية الفظيعة

حديث القدس

لسان الحال والأحوال.. علقم يا وطن

إياد أبو روك

صباحُ الخَيْر يا غزَّة

بهاء رحال

عيد أنوار سعيد من جباليا!

د. أحمد رفيق عوض

الاستفراد الإسرائيلي

حمادة فراعنة

توثيق التعذيب في فلسطين: بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية

د. سماح جبر

إسرائيل تحكم على قطاع غزة بالإعدام

حديث القدس

عطايا الفارس الشهم.. من إرث زايد الخير إلى عياله

د. أحمد يوسف

ممر داود.. والحلم الصهيوني في الوصول إلى نهر الفرات عبر سوريا

سليم بطاينة

أسعار العملات

الأحد 29 ديسمبر 2024 12:53 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.68

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.18

يورو / شيكل

بيع 3.84

شراء 3.82

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%58

%42

(مجموع المصوتين 330)