Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 31 يناير 2025 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

أمريكا دونالد ترمب.. نـزعـة انـعـزالـيـة وطـمـوحـات إمـبـريـالـيـة!

كان خطاب تنصيب دونالد ترمب، في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، الأطول لرئيس أمريكي منذ نحو قرن من الزمن، متضمناً برنامجاً راديكالياً يغلب عليه  طابع مسياني ورؤية قومية متشدّدة، ستعمل على تنفيذه، تحت إدارته، نخبة من الشخصيات السياسية، التي اختيرت، قبل كل شيء، لولائها له. وكان دونالد ترمب قد أصدر، في نهاية ولايته الأولى، مرسوماً "يسهّل فصل موظفي الخدمة المدنية الفيدرالية القانونيين في المناصب المتعلقة بالسياسة الذين يعتبرون غير موالين". ومع أن الرئيس جو بايدن ألغى هذا المرسوم، إلا أن عودة دونالد ترمب قد تعيد الاعتبار له مرة أخرى، "بما يمهد الطريق أمام ديمقراطية منحازة بصورة علنية، بحيث ستتمكن النخب في السلطة من التصرف فقط  وفق تصوّرها مصالح رئيس الدولة ورغباته".


"أمريكا أولاً"

إنه "العصر الذهبي" لأمريكا؛ عصر "إحياء مكانة الولايات المتحدة كأعظم قوة في العالم، وأعظم حضارة في التاريخ وموضع حسد جميع الأمم"، القادرة "على إلهام الرهبة والإعجاب في جميع أنحاء العالم"، و"سنكون فخورين، وسنكون أقوياء وسننتصر كما لم يحدث من قبل"... هذا هو جوهر الخطاب الذي ألقاه دونالد ترمب خلال حفل تنصيبه، والذي أعلن فيه "حالة الطوارئ الوطنية" على حدود الولايات المتحدة الجنوبية، داعياً إلى "إيقاف جميع حالات الدخول غير الشرعي على الفور، والبدء في عملية إعادة الملايين والملايين من الأجانب المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها"، مؤكداً أنه سيعمل على "التغلب على التضخم القياسي، وخفض التكاليف والأسعار للأمريكيين بسرعة"، وعلى إصلاح النظام التجاري "لحماية العمال والعائلات الأمريكية"، بحيث "بدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لجعل الدول الأخرى أكثر ثراءً، سنفرض ضرائب على الدول الأجنبية لجعل مواطنينا أكثر ثراء". كما سيعمل على ضمان الاستقلال في مجال الطاقة، معلناً "حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة"، بما يمكّن بلاده من أن تمتلك "أكبر كمية من النفط والغاز مقارنة بأي دولة على وجه الأرض"، ومن "خفض الأسعار، وإعادة ملء احتياطياتنا الاستراتيجية حتى آخرها، وتصدير الطاقة الأمريكية إلى جميع أنحاء العالم". 


وستتابع الولايات المتحدة، في عهده، غزو الفضاء و"إطلاق رواد الفضاء الأمريكيين لغرس رايتنا التي تلوح بنجومها على كوكب المريخ". وعلى الصعيد المجتمعي، دعا إلى إلغاء تدابير الحماية للأشخاص المتحولين جنسياً، مؤكداً أن المجتمع الأمريكي سيستعيد الأسس "الطبيعية"، بحيث "يكون هناك جنسان فقط: ذكور وأناث".


"السلام من خلال القوة"

في ميدان السياسة الخارجية، تبنى دونالد ترمب مبدأ "السلام من خلال القوة"، أي "السلام" الذي تفرضه القوة الأمريكية، داعياً إلى "بناء أقوى قوة عسكرية شهدها العالم على الإطلاق"، تقيس نجاحها "ليس فقط بالمعارك التي نكسبها، ولكن أيضاً بالحروب التي نمنعها"، ومؤكداً أنه "قريباً جداً، سنعيد تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، وسنعيد اسم الرئيس العظيم، ويليام ماكينلي، إلى جبل ماكينلي، حيث ينتمي وينبغي أن يكون"، وذلك بعد أن كان الرئيس السابق باراك أوباما قد أعاد له، في سنة 2015، اسمه الأصلي المعروف لدى سكان ألاسكا الأصليين، وهو "جبل دينالي". 


كما أكد دونالد ترمب أن بلاده ستستعيد قناة بنما التي بنتها وكلفتها أموالاً طائلة، وذلك بعد أن صارت السفن الأمريكية "تتعرض لضغوط شديدة، ولا تعامل بإنصاف" عند مرورها فيها، بينما "تقوم الصين بتشغيلها". 


وكان الرئيس الأمريكي المنتخب قد أعرب سابقاً عن رغبته في السيطرة على كندا وعلى غرينلاند، التي تشكّل جزءاً من الدانمارك، وأكد أنه "سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك اعتباراً من الأول من شباط/ فبراير"، ثم وقّع، بعد انتهاء حفل تنصيبه، أمراً تنفيذياً يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وأمراً آخر يقضي بانسحاب بلاده من اتفاقيات باريس للمناخ. وقرر دونالد ترمب، الذي لطالما اشتكى من الإنفاق الأمريكي على المساعدات الخارجية، تجميد مساعدات بلاده الخارجية لمدة 90 يوماً، إذ أصدر أمراً تنفيذياً أشار فيه إلى أن المساعدات الخارجية "لا تتماشى مع المصالح الأمريكية، بل تتعارض، في كثير من الحالات، مع القيم الأمريكية". وكان وزير خارجيته ماركو روبيو قد أصدر، في 24 كانون الثاني/ يناير الجاري، تعميماً داخلياً إلى مستشاريه يقضي بأنه "لن يتم الالتزام بأموال جديدة للمساعدات حتى تتم مراجعة كل تخصيص جديد أو تمديد مقترح والموافقة عليه"، وذلك باستثناء المساعدات المقدمة إلى إسرائيل ومصر، وباستثناء مساعدات المعونة الغذائية الطارئة. 


وفي مؤتمر صحفي مرتجل عقده في البيت الأبيض، ردّ دونالد ترمب عن سؤال يتعلق بإنفاق أعضاء حلف الناتو بقوله إن "مستوى إنفاق إسبانيا منخفض جداً، إذ إن هذه الدولة هي واحدة من ثلاثة أعضاء أوروبيين في الناتو لم يصل إنفاقها بعد إلى عتبة الناتو البالغة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي". ثم تساءل عما إذا كانت إسبانيا جزءاً من مجموعة "البريكس"!! معلناً أنه "إذا امتنعت دول هذه المنظمة عن استخدام الدولار"، فإنه "سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 100٪ على الأقل على الأعمال التي تقوم بها مع الولايات المتحدة". ومع أن الرئيس المنتخب لم يتطرق إلى الرسوم الجمركية التي سيفرضها على الصين، إلا أنه عازم على خوض حرب تجارية قاسية مع هذا البلد، الذي ينظر إليه بصفته "الخصم اللدود" لبلاده، وهو ما يتخوّف منه بشدة المستثمرون الصينيون، وخصوصاً بعد أن حقق الاقتصاد الصيني في العام الماضي نمواً بنحو 5%، ما "يعد أحد أدنى معدلات النمو منذ عقود"، وبعد أن هدد دونالد ترمب بأنه "سيفرض رسوماً جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار". 


وفيما يتعلق بإيران، يبدو من تصريحاته خلال حملته الانتخابية، والتعيينات في إدارته، أن دونالد ترمب سيعيد إطلاق مواجهة مفتوحة مع إيران، بحيث يلجأ، من جديد، إلى "سياسة الضغط الأقصى"، أي استخدام العقوبات الاقتصادية، والقوة المسلحة إذا لزم الأمر، وهو ما يصب في خدمة مصالح إسرائيل.


خلال الحفلة التي نًظمت في أعقاب تنصيب الرئيس المنتخب، عبّر الملياردير إيلون ماسك، مؤسس شركة "تيسلا " ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، والوزير المعيّن للكفاءة الحكومية في الإدارة الجديدة، عن طبيعة خلفيته الإيديولوجية، وذلك عندما قام بلفتة غريبة، إذ "قدم تحيتين نازيتين في لحظة نشوة"، بعد أن شكر الحضور على انتخابهم دونالد ترمب، ما أثار جدلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، ودفع ماشا بيرل، المديرة التنفيذية لمؤسسة "بلو كارد"، التي تدعم الناجين من المحرقة، إلى انتقاد تصرف ماسك، الذي اتهمته "بالتورط  في حوادث معادية للسامية في الماضي"، ورأت في تحيته "رمزاً واضحاً للكراهية والعنف والإبادة الجماعية". ويُعرف عن إيلون ماسك دعمه أحزاب أقصى اليمين في أوروبا، وهو كان قد عبّر، في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، عن دعمه حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يشعر بعض ممثليه بالحنين إلى ألمانيا الثلاثينيات، ووصفه بأنه "الحزب الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا"، وقد ندد بتعليقه هذا الحزبان الاشتراكي الديمقراطي والمحافظ، اللذان يتنافسان على الفوز في الانتخابات العامة المبكرة في شباط/ فبراير القادم.


ممارسة السياسة بعقلية تاجر الصفقات


من المعروف عن دونالد ترمب، وهو من كبار الأثرياء في بلاده، ممارسته السياسة كالتاجر الذي يعقد الصفقات التجارية، وهو ما أظهره في عرضه كيفية التوصل إلى حل سياسي للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. فرداً عن سؤال خلال مؤتمر صحفي مرتجل في البيت الأبيض بعد تنصيبه، قال دونالد ترمب إنه سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قريباً جداً"، وإن الزعيم الروسي "يدمر" روسيا برفض التفاوض على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، مضيفاً "أن السيد زيلينسكي يريد عقد صفقة". 


وفي خطاب ألقاه عبر تقنية الفيديو كونفرانس أمام منتدى دافوس الاقتصادي، في 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، طالب الرئيس الأمريكي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومنظمة الدول المصدرة للنفط، بخفض سعر برميل النفط، بغية الحد من موارد روسيا وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على قبول حل سياسي للحرب مع أوكرانيا. وقال: "أنا أستغرب أنهم لم يقوموا بذلك [خفض أسعار النفط] قبل الانتخابات؛ إنهم مسؤولون للغاية، في الحقيقة، إلى درجة ما، عما يحصل، إذ فقدت أرواح ملايين الأشخاص [في هذه الحرب]"، وأضاف: "إذا انخفضت أسعار النفط، فهذا سيؤدي إلى انخفاض الأسعار بصورة عامة، ولن يكون هناك تضخم وستنخفض معدلات الفائدة".


من جهة أخرى، أكد دونالد ترمب، في رده عن سؤال لأحد الصحافيين بعد تنصيبه، أنه مستعد لزيارة المملكة العربية السعودية في أول رحلة رئاسية له، وقال: "إن بريطانيا هي تقليدياً وجهة السفر الأولى، لكنني في المرة الأخيرة توجهت إلى المملكة العربية السعودية لأنهم وافقوا على شراء منتجاتنا بقيمة 450 مليار دولار، وأنا مستعد لاختيار هذه الوجهة نفسها مرة أخرى "إذا أرادت السعودية إجراء عمليات شراء أخرى بقيمة 450 أو 500 مليار مع مراعاة التضخم". واستجاب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سريعاً لهذه الرغبة الرئاسية، إذ وعد "بضخ ما لا يقل عن 600 مليار دولار على مدى أربعة أعوام في الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك في مجالَي الاستثمارات والمشتريات". 


وتشير بعض المصادر إلى أن المملكة العربية  السعودية "حافظت على علاقاتها مع عائلة ترمب بعد انتهاء الولاية الأولى للملياردير الأمريكي، واستثمر صندوق الثروة السيادي السعودي ما يقرب من ملياري دولار في شركة جاريد كوشنر، صهر دونالد ترمب". 


وعلى الصعيد السياسي، يأمل الرئيس الأمريكي في أن ينجح في دفع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، كما فعلت أربع دول عربية، في سنة 2020، في عهد ولايته الأولى. بيد أن القادة السعوديين صاروا يؤكدون، وخصوصاً بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أنهم لن يقوموا بتطبيع علاقات بلدهم مع إسرائيل قبل التزام هذه الأخيرة بإقامة دولة فلسطينية، بل وشكّلوا تحالفاً دولياً  لتسهيل تحقيق هذا الهدف. وبغض النظر عما إذا كانت جهود الرئيس دونالد ترمب ستنجح في تحقيق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، أو لا، فإن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، المنتهية ولايته، مايك هرتزوغ، قدّر بأن الرئيس الأمريكي "لن يعطي الضوء الأخضر لضم إسرائيل يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إذا كان هناك اتفاق مع السعودية"، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت "قريبة جداً من التوصل إلى هذا الاتفاق قبل الحرب"، التي كان "أحد  دوافعها إفشال هذا الاتفاق"، معبّراً عن اعتقاده "بأن الباب لا يزال مفتوحاً، وكنا نأمل في تحقيق ذلك في ظل إدارة بايدن، والآن الكرة في ملعب ترمب، وأتمنى أن تستثمر إدارته في هذا المشروع وأن يكون ناجحاً".


 وبشأن تأجيل انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وعدم التزام إسرائيل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على الانسحاب الكامل لهذه القوات في 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، أكد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن أن المناقشات جارية مع إدارة الرئيس دونالد ترمب "بشأن طلب التأجيل هذا"، معرباً عن اعتقاده "بأننا سنتوصل إلى اتفاق".


هل يكون دونالد ترمب "الرسول المنتظر" للمستوطنين؟

كان الرئيس جو بايدن قد فرض عقوبات على عدد من غلاة المستوطنين، وعلى بعض منظماتهم، في الضفة الغربية المحتلة، وذلك لقيامهم بمهاجمة الفلسطينيين بعنف وطردهم من أراضيهم. ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار هذه القضية مع دونالد ترمب قبل تنصيبه، فقام هذا الأخير بمبادرتين إزاء هؤلاء المستوطنين، الذين يعقدون عليه آمالاً كبيرة لتحقيق مشاريعهم، تمثّلت الأولى بدعوة زعمائهم في مجلس المستوطنات (مجلس يشع) إلى واشنطن لحضور حفل تنصيبه، وتمكينهم من إجراء مقابلات مع مسؤولين في الإدارة الجمهورية الجديدة، ومع ممثلين للكنائس البروتستانتية الأصولية المؤيدة للصهيونية؛ وتمثّلت الثانية في إصدار أمر تنفيذي يقضي بإلغاء العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق على غلاة هؤلاء المستوطنين، الذين يتوقعون أن يحصلوا من دونالد ترمب على ضوء أخضر بضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء واسعة منها، وربما حتى إعادة استيطان قطاع غزة. 


ومن المعروف أن إدارة الرئيس المنتخب الجديدة تضم عدداً من المؤيدين لمشاريع الضم هذه، ومن ضمنهم وزير الخارجية ماركو بوبيو، الذي صرّح في إحدى المناسبات، بصفته عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، أن المستوطنين "الذين يعيشون بصورة شرعية في وطنهم التاريخي ليسوا العائق أمام السلام"، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الحاكم السابق لولاية أركنساس، الذي لا يؤيد ضم الضفة الغربية فحسب، بل ينكر كذلك وجود الفلسطينيين بصفتهم شعباً، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك، ومايكل والتز مستشار الأمن القومي الذي عُرف عنه دعمه المطلق لإسرائيل. من جانبه، اختار بنيامين نتنياهو  أحد المؤيدين المتحمسين  لمشاريع الاستيطان والضم ليكون سفيراً جديداً لإسرائيل في واشنطن، وهو يحيئيل ليتر، الزعيم السابق لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة (مجلس يشع)، والمقيم في إحدى المستوطنات. 


الغزيون: يجب ترحيلهم و"تنظيف" القطاع!

يعتزم مبعوث الرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زيارة قطاع غزة للاطلاع على الوضع هناك بصورة مباشرة، ومراقبة تنفيذ اتفاق الهدنة، الذي اضطلع بدور بارز في إقناع بنيامين نتنياهو بقبوله، والنظر في المستقبل  بغية معرفة مكان نقل سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. وبحسب ما ذكره أحد المسؤولين في حملة المرشح الجمهوري للرئاسة، فإن أحد الحلول التي طُرحت هو نقل أعداد كبيرة من الغزيين والغزيات إلى إندونيسيا "على سبيل المثال"، على اعتبار أن هذه الدولة تضم أكبر عدد من المسلمين تصل نسبتهم إلى 87% من سكانها البالغ عددهم 270 مليون نسمة، ولكن هذا التحرك المحتمل نحو هذا البلد، يتطلب أن يقبل به سكان قطاع غزة، وأن تتجاوب حكومة إندونيسيا مع هذه الفكرة، وهو ما لم يحصل. 


وفي 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعرب الرئيس دونالد ترمب، عن شكوكه حول "صلابة" الهدنة في قطاع غزة، وشبّه القطاع  بأنه "موقع هدم عملاق"، وأنه يجب إعادة بنائه بطريقة مختلفة، كما وصفه بأنه مكان "مثير للاهتمام" و"استثنائي"، إذ هو يقع "على البحر مع مناخ مثالي ويمكننا أن نفعل هناك شيئاً رائعاً". ثم اقترح، في 25 من الشهر الجاري، وهو على متن الطائرة الرئاسية، أن يتم ترحيل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن كجزء من خطة سلام تهدف إلى "تنظيف" القطاع بصفته "موقعاً مدمراً"، بعد 15 شهراً من حرب إبادة ارتكبها "مجهول"، مضيفاً أنه تحدث إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول هذا المقترح، وسيفعل الشيء نفسه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال: "نحن نتحدث عن 1.5 مليون شخص، ونحن نقوم فقط بتنظيف هذا الموقع؛ وكما تعلمون، على مر القرون، شهد هذا الموقع الكثير من الصراع، ولا أعرف، يجب أن يحدث شيء ما، وأفضّل أن أتعاون مع بعض الدول العربية وأن أبني مساكن في مكان آخر حيث يمكن أن يعيشوا بسلام ولو لمرة واحدة". 


ووفقاً له، فإن تهجير سكان القطاع المنكوب يمكن أن يكون "مؤقتاً أو طويل الأمد". كما أكد دونالد ترمب، الذي كثيراً ما كان يتباهى خلال ولايته الرئاسية الأولى بأن إسرائيل "لم يكن لديها صديق أفضل منه في البيت الأبيض"، أنه وافق على إرسال شحنة من القنابل الشديدة التدمير يبلغ وزن الواحدة منها 2000 رطل (907 كيلو غرام) لإسرائيل، بعد أن  كانت الإدارة الديمقراطية السابقة قد علّقت إرسالها.


خـاتـمـة:

يبدو أن النزعة الانعزالية والطموحات الإمبريالية لإدارة الرئيس دونالد ترمب ستجعلان العالم، خلال الأعوام الأربعة القادمة، في حالة من عدم الاستقرار التي لم يشهدها من قبل. أما الشعب الفلسطيني، فلعله سيعرف أياماً أصعب من تلك التي مرّت عليه، لن يتمكن من تجاوزها سوى باستمرار صموده على أرضه ومواصلة مقاومته، وذلك بعد أن تتحمّل القوى التي تدعّي تمثيله مسؤوليتها وتنهي انقسامها وتتوافق على استراتيجية كفاحية مشتركة، وخصوصاً في مواجهة مشاريع التهجير والتهويد والضم؛ أما الأشقاء العرب، فالأمل أن يتمسكوا بما التزموا به: لا للتطبيع قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ لا لتهجير الفلسطينيين: "الأردن للأردنيين"، و"مصر للمصريين"، و"فلسطين للفلسطينيين".   


دلالات

شارك برأيك

أمريكا دونالد ترمب.. نـزعـة انـعـزالـيـة وطـمـوحـات إمـبـريـالـيـة!

المزيد في أقلام وأراء

حكاية وطن

حديث القدس

قانون السماح للمستوطنين بتسجيل أراضٍ في الضفة تحايل على القانون الدولي

مدحت ديبه

من جديد.. المنطقة على موعد مع سياسة دونالد ترمب الهدامة

تيسير خالد

ترمب وسياسة الهوية الجندرية.. تحديات الاستقطاب الداخلي وتأثيرات العلاقات الدولية

فادي أبو بكر

التهدئة في لبنان.. الغموض سيد الموقف

راسم عبيدات

متلازمة ستوكهولم.. قراءة في واقع الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين

أمين الحاج

غزة أسقطت مخطط التهجير يا سيد ترامب

بهاء رحال

في العيد 63 لميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني دعم ومساندة الشعب الفلسطيني مستمر

كريستين حنا نصر

حرب إسرائيل على المخيمات الفلسطينية.. إلى أين؟

حديث القدس

النازحين يبدأون العودة إلى شمال قطاع غزة

سري القدوة

التهدئة في لبنان.. الغموض سيد الموقف

راسم عبيدات

عائد إلى الشمال.. حين يكون الركامُ وطناً

أمين الحاج

إخوته هم قاتلوه!

بكر أبو بكر

هل يكفي وقف إطلاق النار لإنقاذ غزة؟

ياسر منّاع

خطة ترمب.. صفقة القرن

حمادة فراعنة

نعم لخطة ترامب، نعم للتهجير

مؤيد شعبان

تهجير الفلسطينيين.. جريمة حرب

حديث القدس

طوفان عودة النازحين من الجنوب للشمال

وليد العوض

عودة اللاجئين إلى مناطق 48

حمادة فراعنة

لكُم فرحُكم.. ولي حُزني!

بثينة حمدان

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 531)