تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل الاثنين ، حيث أعلن مكتب رئيس وزراء إسرائيل ، أن بنيامين نتنياهو سيلتقي في واشنطن يوم الاثنين مع ستيف ويتكوف ، مبعوث الرئيس الأميركي في العاصمة الأميركية، وذلك بعد أن أقحم نتنياهو وضع المفاوضات التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين في العاصمة القطرية، في أرجوحة الفوضى والغموض، مصرحا أن أنه سيؤجل المفاوضات مع الوسطاء إلى ما بعد عودته من واشنطن.

وتركز كل الأنظار على لقاء نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، فيما وصف على أنه لقاء حاسم بالنسبة لمستقبل الصفقة، وربما مستقبل قطاع غزة، ومستقبل حركة "حماس"، كما ومستقبل ائتلاف نتنياهو أيضًا.

و منذ اليوم الأول، كان نتنياهو يتهّرب من هذه الصفقة لعدم رغبته بوقف الحرب، طمعًا بالبقاء في السلطة، وأملا في إسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ضمن شعار "النصر المطلق"، وتحاشي التعقيدات المربكة التي تهدّد تماسك ائتلافه الحاكم الأكثر يمينية وتطرفا، وتهدّد مستقبله السياسي، وتساوقًا مع رغبات شركائه السياسيين الطامعين باحتلال القطاع، وإعادة الاستيطان فيه.

ووصل نتنياهو الأحد إلى الولايات المتحدة، ليكون أول زعيم أجنبي يدعيه ترامب للقاءه بعد استلامه البيت الأبيض قبل أسبوعين (20/1/2025)، في ما فسر على أنه مكافئة لنتنياهو لقبوله بضغوطات ترامب ومبعوثه سايف ويتكوف على وقف إطلاق النار يوم 15 كانون الأول الماضي، وتفعيله يوم 19 من الشهر ذاته.

وقد شهد تطبيق المرحلة الأولى التي بدأت بيوم واحد قبل تسلم ترامب للبيت الأبيض نجاحا مبهرا حيث تمكنت حركة حماس من تنفيذ التزاماتها بتسليم الأسرى الإسرائيليين بانضباط ومهنية، فيما استمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بأساليب فجة وفوضوية ومهينة. ومع انتهاء الجولة الرابعة من عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ضمن الجولة الأولى من الهدنة في قطاع غزة، تستعد إسرائيل لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، ابتداء من الاثنين في واشنطن.

وجاء إعلان مكتب نتنياهو عن وتجميد محادثات الدوحة إلى ما بعد لقائه ترامب، وإطلاق محادثات ثنائية الاثنين بينه وبين إدارة ترامب عقب نجاح الجولة الرابعة من عمليات تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين ، التي شهدت، السبت، إطلاق سراح 3 رهائن مقابل أكثر من 180 معتقلا فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

وينص اتفاق الهدنة المؤلف من 3 مراحل، على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى لـ6 أسابيع، وتشمل الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا من غزة، مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.

يشار إلى أن الاتفاق بشأن المرحلة الأولى على أن تبدأ الأطراف محادثات بشأن المرحلة الثانية عقب مرور 16 يوماً على بدء المرحلة الحالية، التي تستمر 42 يوما.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة غير واضحة، سبق وأن أشار الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، إلى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون مبنيا على نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق.

كما شدد الرئيس السابق على أن "إسرائيل ستتفاوض خلال الأسابيع الستة المقبلة، على الترتيبات اللازمة للمضي قدما إلى المرحلة الثانية، والتي ستمثل النهاية الحاسمة للحرب".

من جهته، أكد رئيس الوزراء القطري، في تصريحات سابقة، أن المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق سيتم العمل على إتمام بنودهما، "خلال تنفيذ المرحلة الأولى".

وقال بايدن عندئذ: "عندما تبدأ المرحلة الثانية، سيكون هناك تبادل لإطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور، وستنسحب كل القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة. وعندها سيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائما".

وأكد بايدن أن وقف إطلاق النار يجب أن يستمر طالما استمرت المناقشات بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية، حتى لو استمرت أكثر من 6 أسابيع.

وتكتسب المرحلة الثانية أهمية استثنائية، كونها تمثل نقطة تحوّل في مسار الأزمة المستمرة منذ السابع من كانون الأول 2023، ويرتقب أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بمن فيهم الرجال دون سن الخمسين والجنود.

وفي الوقت نفسه، سيتم الإفراج بشكل جماعي عن سجناء فلسطينيين، بالتزامن مع استمرار انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.وتحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم.

بينما من المفترض أن تتيح المرحلة الثالثة، إعادة إعمار قطاع غزة، وتحديد نموذج للحكم للقطاع الفلسطيني.

وتطمح دول الوساطة إلى إنجاح مراحل الاتفاق المعلن، حيث قادت قطر ومصر، بدعم أميركي مباشر، مباحثات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لدفع المفاوضات التي تعثرت أكثر من مرة.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان السبت، إنه اتفق مع ويتكوف، على أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن "ستبدأ عندما يلتقيان في واشنطن الاثنين المقبل".

ويأمل نتنياهو بالحصول على رزمة من الهدايا من ترامب، بما فيها حق العودة إلى الحرب لإرضاء شركائه اليمينيين، وحق توسيع الاستيطان، وضم أجزاء من الضفة الغربية وتدفق غير مسبوق من الأسلحة الأميركية، والضغط على المملكة العربية السعودية من أجل التطبيع مع إسرائيل.