أقلام وأراء
الخميس 24 أكتوبر 2024 9:23 صباحًا - بتوقيت القدس
أنا ما هنتُ في وطني
في غزَّةَ التي لنا.. يقفُ الطفلُ يمتشقُ الأماني ويردد:
"أنا ما هنتُ في وطني
ولا صغرتُ أكتافي
وقفتُ بوجهِ ظُلامي
يتيمًا، عاريًا، حافي
حملتُ دمي على كفي
وما نكستُ أعلامي"
كان يرجو يا توفيق زياد ألا يهون، ورُبَّ "واعُمَراه" ملأت أفواهَ الصَّبايا والأراملِ في غزة، واخترقت جدارَ الإنسانيَّةِ الأصمَّ، الذي لم يحمِ أحدًا من قذائفِ الحرب، وتلك المِسافاتُ لا تفصلُ أهلَنا عن ذويهم وأحبَّتِهم وكلِّ ما اجترحوا من مُقتَنَياتٍ وأماكنَ فحسب، بل إنَّها مِسافاتُ ألمٍ وقهرٍ وتجويعٍ وتعطيش، تُصيبُنا في السؤالِ الثَّقافيِّ ورأسِ السردية، وتقتلُ كما الصواريخ.
تَعلَّمْنا كيف يركعُ الواقعيُّ أمام خُرافيَّةِ الأجسادِ الممزَّقة، وتحت الأنقاضِ نُدرِّبُ القلقَ على الحياة، ونَصعدُ فوق الاحتلالِ لتكونَ بلادُنا حرَّةً، كما نحن.
كان عامُنا السابقُ تحت المِقصلةِ قيامةً تلو الأخرى لم تنتهِ، فإلى كلِّ الذين لم يعُدْ لديهم طريقٌ للبيت، وينتظِرونَ موتَهم، ها نحن نقرأُ فوقَ رؤوسِهم آخِرَ الكلماتِ والوصايا.
كان الدَّمُ يتشظَّى، كلما لاذوا بالغياب، يهُزّونَ النَّخلَ ليشُقّوا تمرَ العروبةِ فينا.. وتتبدَّلُ المفاهيمُ وتنشأُ أخرى جديدة، هؤلاءِ سنةٌ أولى خيمة، وآخَرونَ بدؤوا السَّنةَ الثانية، وقد تغطرست مُصطلحاتٌ مُستحدَثة: نازِحونَ، ونازِحونَ جدد، ومُشرَّدونَ يبحثون عن أماكنَ للنومِ تخلو من رائحةِ الخوف.
منذ أيّامٍ وساعاتٍ مُكثَّفةٍ يقفُ شمالُ غزة بلحمِهِ في وجهِ الساطورِ والاستئصال، وتلك القشعريرةُ بين الضُّلوعِ كيف نُهدِّئُها كلما كتب الدَّمُ الأزليُّ على الجدرانِ حكايةً جديدة؟ كيف لنا أن نرفعَ قلوبَنا المُنكَّسَةَ خذلانًا؟ وكيف لنا أن نُعليَ أكتافَنا بهياكل من حطام؟ وثِقَلٌ في القلبِ لا يغفو.
أما الآن فلدينا عملٌ جليل، أن ندعوَ: يا الله، مُرَّ أهلَنا في غزة وخذْ بخاطرِهم.
ولأنَّ الوطنَ هو حياتُنا وقضيَّتُنا معاً.. فهو الشَّوقُ من أجلِ استعادةِ الحقِّ والأرضِ
وليسَ الوطنُ أرضاً؛ لكنّه الأرضُ والحقُّ معاً.
دلالات
ابراهيم ابو النجا. قبل 2 شهر
ابدعت :لغة وصياغة وفكرا وتعبير ا ووصفا ابداعيا واملا في الحياة وتمجيدا بهذا الشعب العظيم ولجوءا الى الله .دمت بخير .
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
أنا ما هنتُ في وطني