أقلام وأراء

الثّلاثاء 22 أكتوبر 2024 2:23 مساءً - بتوقيت القدس

الشرق الأوسط في قبضة الحاكم والجلاد

يبدو مشهد الشرق الأوسط قاتماً وبعيداً عن أي أُفق دبلوماسي لحل المعاناة الإنسانية جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وجنوب لبنان، ويعود غياب هذا الأفق نتيجة السياسات والتوجهات الأمريكية التي تدعم إسرائيل وتسمح لها بممارسة دور الجلاد، لتجلد دول المنطقة، كيفما شاءت، وتنتهك سيادة أراضيها وكرامتها، أكان ذلك في فلسطين أم لبنان أم سوريا أم العراق أم غيرها من الدول، بفضل دور الحاكم الذي تلعبه الولايات المتحدة، جراء الخنوع العربي الرسمي  الكامل، إضافة إلى الصمت العالمي الرهيب.


من المقرر أن يصل إلى تل أبيب والمنطقة اليوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مكوك الزيارات الأمريكية منذ بداية العدوان، وفي جعبته أفكار إسرائيلية سيطرحها نيابة عن إسرائيل، وفي مقدمتها التوصل إلى هدنة مؤقتة مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وعدد من الأسرى الفلسطينيين، دون انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، كما يريد الشاباك بناء على التصور الذي طرحه أمس رئيس الجهاز رونين بار بعد عودته من القاهرة، إضافة إلى مزيد من الإغراءات بشأن المساعدات الإنسانية ورفع وتيرة دخولها إلى شمال القطاع، مع تجاهل ما يجري من حرب الإبادة والتجويع والمجازر والتهجير.


أمس كان عاموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيروت، وجاء ليلعب دور الوساطة بين لبنان وإسرائيل، لكنه ادعى أن الحل دون إضافة تفاهمات جديدة كملحق لقرار مجلس الأمن ١٧٠١ غير واقعي، علماً أن القرار 1701 أرسى وقفاً  للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب 2006، ونص على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية، وهو الأمر الذي لا تريده إسرائيل، التي اشترطت أمس لإنهاء الحرب على لبنان ضرورة السماح لإسرائيل بممارسة سياسة الإنفاذ والتوغل البري داخل لبنان، وفتح المجال الجوي اللبناني للطيران الإسرائيلي، وهي شروط إسرائيلية بحتة، بسببها ترفض الولايات المتحدة الحل عبر القرار ١٧٠١، الأمر الذي يعزز من رغبة إسرائيل بمواصلة  العدوان على لبنان أيضاً.


إن تراجع الولايات المتحدة  عن تطبيق القرار ١٧٠١ بحجة أن أي تعديل عليه يحتاج لموافقة روسية وصينية يبدو مناورة جديدة من واشنطن، لإتاحة الفرصة لشن مزيد من الهجمات على لبنان، بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومن أجل القضاء على من تصفهم بـ"الإرهابيين".


آن أوان أن تتوقف هذه الحرب الطاحنة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب واضح وصريح لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وبدء حملة الإعمار، وإدخال المساعدات ورفع الحواجز والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم المقاومة مقابل تحرير المحتجزين الإسرائيليين، إضافة إلى إنهاء ملف الحرب في جنوب لبنان فوراً والتوصل إلى اتفاق يستند إلى القرار الأممي ١٧٠١، إلا أن الولايات المتحدة بدبلوماسيتها الصفراء لا تزال تمارس دور الحاكم الذي يدير كل الأمور، فيما إسرائيل تقوم بدور الجلاد مباشرة، وهو الأمر الذي سيُطيل أمد الحرب من دون أدنى شك.

دلالات

شارك برأيك

الشرق الأوسط في قبضة الحاكم والجلاد

المزيد في أقلام وأراء

لحظات سنوارية آلمت إسرائيل وسيخلدها التاريخ

حمدي فراج

سياسة شجاعة وحكيمة

حمادة فراعنة

الحكمــة مـن الابتــلاء

أفنان نظير دروزة

ماذا بعد استشهاد السنوار؟

هاني المصري

هل تمارس الإدارات الأمريكية الصدق لمرة واحدة؟!

راسم عبيدات

الكارثة والبطولة

جمال زقوت

رسائل صمود وكبرياء

حديث القدس

الحرب والمحتجزون والهجرة

اجتماع دول البريكس القادم.. الواقع والتحديات

جباه عالية.. جباليا

بهاء رحال

عار الصمت

محاسن الخطيب.. زهرة تُقصف!

رؤى لمواجهة آثار العنف المحلي

تشويه صورة الشهيد: حرب الوعي الإسرائيلية

بين جباليا و"دريسدن" !

ابراهيم ملحم

الـمُسَيّرة التي قضت مضاجع نتنياهو!

حديث القدس

السنوار وهنية ومذكرات الاعتقال في المحكمة الجنائية الدولية

د. دلال صائب عريقات

ضم شمال قطاع غزة والمسؤولية الأمريكية

سري القدوة

الدعم الألماني المطلق لإسرائيل.. عقدة ذنب أم استمرار في الذنب؟

د. عمار الدويك

إطالة أمد حرب الإبادة.. هذا ما يسعى إليه نتنياهو

بهاء رحال

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 442)