أقلام وأراء
الخميس 11 أبريل 2024 1:34 مساءً - بتوقيت القدس
العرب الأميركيون..والحاجة إلى الصمود
تلخيص
ثمة حدثان أخيران لا يبدو أنهما مرتبطان ببعضهما دفعاني إلى التفكير في الرحلة الطويلة نحو تمكين العرب الأميركيين: وفاة السيناتور السابق «جوزيف ليبرمان» في السابع والعشرين من مارس الماضي، والذكرى الثامنة والعشرون للوفاة المأساوية لوزير التجارة السابق «رونالد براون» في الثالث من أبريل الجاري.
عندما أتيحت للأميركيين العرب أول فرصة لهم لدخول السياسة الأميركية كمجتمع منظم في الحملات الرئاسية لـ «جيسي جاكسون» في عامي 1984 و1988، استجابت الجالية بحماس. إذ قمنا بتسجيل ناخبين جدد، ونظمنا لانتخاب عدد قياسي من المندوبين إلى المؤتمر الوطني (أكثر من 80 مندوباً من حفنة قليلة)، وشارك المئات في مؤتمرات الحزب في الولايات وتمرير قرارات دعم قيام الدولة الفلسطينية في 10 ولايات.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققناها، أو على الأرجح بفضلها، فإن مقاومة الجماعات المؤيدة لإسرائيل لمشاركتنا تزايدت بشكل كبير. لقد شوهوا سمعتنا وضغطوا على المرشحين والمسؤولين المنتخبين لرفض دعمنا. في عام 1984، أعادت حملة «والتر مونديل» الرئاسية المساهمات الأميركية العربية، وفي عام 1998، رفضت حملة «مايكل دوكاكيس» تأييد «الديمقراطيين» من الأميركيين العرب.
وبعد حملة عام 1988، عندما أصبح «رون براون» رئيساً للحزب «الديمقراطي»، تعهد بإنهاء هذا الاستبعاد. ولإرسال رسالة مفادها أن الأميركيين العرب لديهم مكان في الحزب الديمقراطي، كان أول اجتماع له كرئيس معي. حيث عرّفني على الموظفين الرئيسيين، وأعلن أن هذا هو يوم جديد للأميركيين العرب في الحزب. وقد كان. وبعد بضعة أشهر أصبح براون أول رئيس حزب يلقي كلمة أمام مؤتمر عربي أميركي. قبل الاجتماع، تناول «القهوة على عجل» مع أحد كبار المانحين المؤيدين لإسرائيل، والذي هدد بحجب تبرعه وحث الآخرين على الانضمام إليه «حتى أثناء دخول القاعة».
لكن براون لم يتراجع، وألقى خطابه على الأميركيين العرب. ولم تنته المشاكل التي واجهناها. وتمت ممارسة الضغط على المرشحين الآخرين والمسؤولين المنتخبين على المستويات المحلية لاستبعاد الأميركيين العرب، وقد فعل الكثيرون ذلك. عندما انعقد المؤتمر «الديمقراطي» عام 1992، شعرنا بالإحباط بسبب العوائق التي واجهناها في محاولتنا العمل مع حملة كلينتون. وفي المؤتمر، اتصل بي «ديفيد إيفشين»، المستشار القانوني للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) ومسؤول حملة كلينتون، وقال: «أفهم أن الأميركيين العرب يحاولون الدخول في الحملة». ثم استخدم كلمة بذيئة قائلاً إنه لا يوجد مكان لنا. شعرت بالغضب ونقلت ما حدث إلى رون براون. لقد كان يواجه نفس الصعوبة في الاختراق، حيث كان المسؤولون الآخرون ملتزمين بمنع دخولنا. واقترح أن أحاول عبر مسارات أخرى.
ومع اللقاء المرتقب مع السيناتور ليبرمان، فكرت أن أخبره عن لقائي مع «إيفشين». ورغم أنني والسيناتور لم نكن نتفق على الكثير من الأمور، إلا أنني وجدته لطيفاً ومنفتحاً على الحوار. وقد كنت على حق. فقد شعر بالغضب واتصل على الفور بمقر حملة كلينتون، مطالباً إياهم بالالتقاء بالأميركيين العرب. في اليوم التالي تمت دعوتنا لكي نتبوأ مكاننا في الحملة. ومن خلال إظهار قدرتنا على مدى الأشهر القليلة التالية، لم يتم استبعادنا مرة أخرى من أي حملة رئاسية «ديمقراطية». وعندما دخل بيل كلينتون البيت الأبيض، رحب بنا وأعطانا مقعداً على الطاولة، مما أتاح للأميركيين العرب إمكانية وصول غير مسبوقة وفرصاً للمشاركة في المناقشات السياسية حول اهتمامات السياسة الخارجية والداخلية. في بعض الأحيان كنت أشعر باليأس من رؤية الأميركيين العرب وهم يتغلبون على اعتراضات أولئك الذين يستبعدوننا من التيار السياسي السائد.
ذات مرة أخبرت «جيسي جاكسون» أنني مستعد للاستقالة. فأجاب بصرامة: «لا تفعل ذلك أبداً. هذا بالضبط ما يريده أعداؤك. أكثر ما يخشونه هو أنك ستبقى وتصمد». وهذا بالضبط ما فعلناه، واليوم، في مواجهة فظائع غزة، يجب ألا ننسى قدرتنا على إحداث التغيير. انظر إلى الأدلة: التعبئة الجماهيرية المتنوعة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والتساؤل حول الأسلحة الأميركية لإسرائيل، وأكثر من 150 مدينة تطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية، وحركة وطنية توضح للرئيس بايدن العواقب الانتخابية لسياساته، والانجراف المتزايد للرأي العام في الاتجاه المناهض لإسرائيل والمؤيد للفلسطينيين. التغيير ليس سهلاً. فهو يتطلب عملاً جاداً وحلفاء. وهذا ما تطلبه الأمر للوصول إلى ما نحن عليه اليوم. وهذه هي الطريقة التي يتحدى بها الناشطون العرب الأميركيون اليوم سياسات الولايات المتحدة الفاشلة تجاه الشعب الفلسطيني.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
العرب الأميركيون..والحاجة إلى الصمود