Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 01 أبريل 2024 10:37 صباحًا - بتوقيت القدس

لا تقل لـو أني فعلـت كذا...!

تلخيص

من الأحاديث النبوية الشريفة التي درسناها في مادة التربية الإسلامية ونحن في المرحلة الإعدادية، وتركت أثرا كبيرا في النفس، ووجهت حياتنا، قول رسولنا الكريم " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله ما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".


ولعل الأثر الذي تركه هذا الحديث في نفسي أنا بالذات راجع للنهج الذي أراد رسولنا الكريم أن نتبعه ونحن نعيش في معترك الحياة وما فيها من مصائب وأهوال. ولعل أولى خطوات هذا النهج القويم أن نكون مؤمنين بالله ورسوله إيمانا قويا لا يساوره شك ولا ريب، وذلك حتى نمضي في هذه الحياة بثقة، ونسير في الصراط المستقيم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولما كانت درجة الإيمان متفاوتة بين البشر، فقد شدد رسولنا الكريم في حديثه على أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ذلك المؤمن الذي لا يساوره شك بالنجاح وهو يسعى لتحقيق أهدافه، ولا يضعف أمام المغريات أو الصعوبات وهو يقوم بأعماله فيحيد به عن الطريق المستقيم، ولا يفقد الأمل وهو يجاهد ضد أعدائه وحساده. ومع هذا وحتى لا ييأس ضعيف الإيمان وينحرف عن الصراط المستقيم، فقد عاد وشدد رسولنا الكريم بقوله، أن كلا النوعين من المؤمنين خير، ما داما يؤمنان بالله الواحد الأحد وملائكته وكتبه ورسله ولو اختلفت درجة إيمانهم. ولعل هذا الحديث لرسولنا الكريم هو الذي جعلني أؤثر الإيمان القوي وأنا أقوم بما عليّ من واجبات ومسؤوليات بعد التوكل على الله، وليس الإيمان الهش الضعيف الذي يجعلني أكبو وأتعثر لدى مواجهة أول مشكلة.


أما الموعظة الثانية التي جاءت في الحديث وكان لها الأثر الكبير في النفس، قول رسولنا صل الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، أي خذ بالأسباب التي تؤدي إلى نجاحك وتحقيق أهدافك، إذ أن هذه الموعظة الثمينة تنهى عن العجز والكسل، أو التواكل والإهمال وعدم العمل، بل وتؤكد، بأن على الإنسان أن يحرص على مصلحته وتحقيق أهدافه بالطرق القويمة التي فيها مرضاة الله، وليس بالطرق الملتوية التي فيها الكذب والتلون والنفاق.


والموعظة الثالثة التي استفدت منها التي جاءت في هذا الحديث، الاستعانة بالله وعدم اليأس أو القنوط إذا لم يحقق الهدف الذي نسعى إليه، إذ أن هناك كثير من الأشياء التي لا نستطيع أن نحصل عليها، ومع هذا فلا نهن ولا نحزن أو نقنط ، بل، وكما نصحنا رسولنا الكريم، أن نتوكل على الله قبل القيام بالعمل، وأن نستعين به، لأنه هو الذي يعطينا القوة والإرادة والتصميم على العمل الجاد، وتحقيق المراد مهما صادفنا من مشاكل أو واجهنا من عقبات، وما كل ذلك إلا لأن المؤمن القوي أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، الذي يشعر بالعجز والإحباط لدى وقوعه عند أول مشكلة. والأكثر، فقد دعانا رسولنا الكريم ألا نشعر بالندم والإحباط إذا لم نحقق الأهداف التي نصبوا إليها، رغم عملنا وجهدنا وسعينا في تحقيقها، وألا نشعر بالحسرة على ما لم نستطع أن نناله أو نحصل عليه، وما كل ذلك إلا لأن الأمر كله بيد الله، وهو أعلم بمصلحتنا ومنفعتنا حتى لو عجزنا عن تحقيق الهدف الذي نريد في حياتنا. 


من هنا فقد نهانا رسولنا الكريم عن التحسر والوقوع بشباك الشيطان ووسوسته، وألا نقول، لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن علينا أن نقول، قدّر الله ما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان، أي تفتح عمل الوسوسة والوهم والشك والجدل والقهر من غير طائل، وخاصة بعد أن نكون بذلنا كل ما بوسعنا لتحقيق ما نريد، ولكن الله قدر ذلك لحكمة هو مبتغيها، ودائما ما تكون في مصلحة المؤمن، وخاصة المؤمن القوي الذي يعرف بأن كل شيء بيد الله، لقول الرسول " واعلم أن الأمة لو اجتمعوا أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، جفت الأقلام ورفعت الصحف".


فهذا الحديث الشريف الذي تناولنا تفسيره وما زخر به من أحكام وموعظة ثمينة، سيكون له فعل السحر في نفسك إذا آمنت به، والأثر الأكبر في توجيه حياتك والتي أهمها، الإيمان بالله الإيمان القوي وليس الإيمان الضعيف، ثم العمل والاجتهاد بعد التوكل على الله وأنت تعمل على تحقيق الهدف، وعدم الشعور بالندم واليأس أو الإحباط والقنوط فيما إذا واجهتك مصاعب وأهوال حالت دون تحقيق الهدف، وخاصة بعد أخذك بالأسباب ولم تقصر بالعمل، وسيعلمك هذا الحديث ألا تفسح المجال للشيطان الرجيم أن يوسوس في نفسيتك، ويجعلك رهينة للوم والشك والحسرة والندم والقول، لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا وكذا، ولكن علي أن أقول، قدّر الله ما شاء الله فعل، والأمر كله بيد الله وليس بيد الإنسان الضعيف الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، حيث أن كلمة لو تفتح عمل الشيطان.

دلالات

شارك برأيك

لا تقل لـو أني فعلـت كذا...!

طيبه - فلسطين 🇵🇸

سلسع قبل 8 شهر

مفال رائع ويدل على الثقافة العالية لمن كتبه

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)