Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 15 مارس 2024 9:26 صباحًا - بتوقيت القدس

دولة بلا دستور

تلخيص

في توقيت حساس جداً قال الرئيس الأمريكي "لا ينعم الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار إلا إذا اعترف العالم بإسرائيل دولة مستقلة ويهودية". لقد ارتكز مشروع الدولة اليهودية، منذ نشأته كفكرة أولية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلى القومية اليهودية بوصفها خصوصية دينية توراتية وتاريخية.


 من هنا، كان الربط الجدلي لدعاة الصهيونية الأوائل، بين الدين والتاريخ من جهة، والجغرافيا، أي الأرض والمقصود بها «أرض الميعاد» أي فلسطين، من جهة أخرى. لقد حرص رؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بدءاً بأرئيل شارون، وانتهاء ببنيامين نتنياهو، على ترديد المطالبة بيهودية الدولة. ففي الرابع من حزيران 2003، ألقى شارون خطاباً في مدينة العقبة الأردنية، طالب فيه الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. ففي العام 1878 عرض جوزيه إيشتوسي، وهو من مشاهير المعادين لليهود، مشروع قرار على البرلمان المجري، يدعو فيه إلى تأييد ودعم إقامة دولة يهودية في فلسطين. وعرض مشروع القرار نفسه في مؤتمر برلين المنعقد في تلك الفترة، بهدف دفعه إلى حيّز التنفيذ، وكسب جهات أوسع إلى جانبه.


ويثار قدر من الجدل حول من دشن مفهوم الأيديولوجيا القومية، خلال النصف الأول من القرن العشرين، إلى مشروع صهيوني استيطاني – إحلالي في فلسطين، قلب المجال الحيوي للمشرق العربي، وقد برز كاستجابة لزعم توراتي يقوم على مبدأ «الاسترجاعية»، أي العودة إلى أرض الميعاد (فلسطين) حيث تنشأ الدولة اليهودية على مدى جغرافي سياسي مفتوح يغطي مساحة فلسطين التاريخية، ويكون قادراً على التحوُّل إلى مشروع جيوسياسي يضمن السيطرة والتفوّق على كامل المجال الحيوي العربي.


وتدعم شواهد تاريخية عدة مأخوذة من التاريخ الصهيوني ديناميكيات التحول في الفكر الصهيوني مثال ذلك موسى هيس، الذي كان في طليعة العناصر النخبويين اليهود الذين أسهموا في انطلاقة الحركة الصهيونية، وفي رسم هدفها المركزي بتقوية الروابط الدينية بين اليهود المنتشرين في غير بلدٍ في العالم. ففي كتابه «روما والقدس» الذي أصدره العام 1862، لم يتطرَّق هيس إلى قيام دولة يهودية ولكنه بحث السبل المثلى لتحقيق أحلام اليهود في إقامة نظام اجتماعي في فلسطين. فهو يرى أنَّ مثل هذا النظام ينسجم مع الوظيفة اليهودية في قيادة العالم، وهي الوظيفة التي خصَّ بها الله اليهود في التاريخ. وحسب زعمه «إنَّ أوامر الله لليهود هي تطبيقهم القانون الذي أرسلهم الله ليعلّموه للشعوب الأخرى، وإنَّ أقسى عقوبة فرضت عليهم كانت لانحرافهم عن الطريق الذي وضعته العناية الإلهية. أما عجزهم عن عبادة الله كأمّة متكاملة فكان بسبب فقدهم لأرضهم.


كل الاتجاهات والنخب في إسرائيل تصب في خانة واحدة وهي دولة بلا دستور حتى يتحقق شروط الدستور وهو حدود الدولة وديانتها وقومتيها ومن هو اليهودي الذي ما زال النقاش فيه محتدم حتى اللحظة. كل هذا يصطدم ويتنافى مع الاجماع الأممي على ضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود السابع من حزيران، وعاصمتها القدس، هذا بجانب التخلي عما يقارب 2 مليون فلسطيني داخل أراضي 48 وطردهم.


وفي مجال مثير للجدل فأن مدلول يهودية الدولة خطير، يعبر عنه بمحو الهوية الفلسطينية والقضاء على دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، من هنا يتبين ثمة خطين لا يلتقيان، الخط الأول هو، دولة فلسطينية مع الاعتراف العالم بها وهذا ما لا تريده إسرائيل، والخط الثاني أو الاتجاه الثاني هو محاولات إسرائيل نزع الشرعية والغطاء العالمي عن هذا الحلم وتبديده، لا بل محاولات إسرائيل المستمرة في التضييق على الفلسطينيين في كل مكان في الضفة وغزة، والداخل، من اجل محاولات تهجيرهم طوعا، وترك الأرض لتتحقق نبوءة إسرائيل أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهذا ما تفسره التوراة، وهي ما نصت عليه العلاقة العضوية الحتمية في الفكر الديني التوراتي.


 هذا يعني أن الأرض اليهودية ستظل خراباً ومهجورة، إن تم فصل الشعب المقدس عن أرضه، وهذا الشعب نفسه سيظل في حالة اغتراب وحزن، بل فساد وانحطاط إن ظل بعيداً عن الأرض، فالأرض تكتسب الحياة من الشعب والشعب يكتسب الحياة من الأرض، وهذه الرؤية تفسر الشعار الصهيوني أرض بلا شعب، لشعب بلا ارض، كما يأخذ النسق الحلولي الثنائي الصلب من الناحية البنيوية شكلا مخروطا، يتمثل في مركز العالم أرض إسرائيل، ووسطها تقف أورشليم القدس، من خلال هذا نستطيع ان نبرهن على مضي إسرائيل قدما في تهويد الضفة الغربية والقدس والداخل بناءً على هذه الأفكار المتطرفة والمزيفة في نفس الوقت.


بهذا السياق، برزّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جميع من سبقوه على سدّة الحكم في إسرائيل، برفع لافتة 'الإرهاب الفلسطيني' أمام عملية السلام بهدف عرقلتها ونسفها، فإنه أحرز قصب السبق في رفع لافتة يهودية الدولة مشترطا على الطرف الفلسطيني رفعها معه، ليتسنى التقدم في إرساء السلام المنشود. ورد الطرف الفلسطيني - الذي وجد نفسه أمام مطلب غريب يركز على طابع الدولة وليس على الدولة نفسها - مرة تلو الأخرى بالرفض وبأشكال وصيغ مختلفة.


قد يبدو المشهد السياسي الإسرائيلي متوحد الرؤى خاصة فيما يتعلق بالموقف من يهودية الدولة كما أفرزت صيرورة إسرائيل في العقدين الأخيرين اليمينَ الراديكالي الذي يحكمها الآن والذي بدأت تتشكل ملامحه في السنوات الأخيرة وزاد بعد 7 أكتوبر الذي ينادي بطر الفلسطينيين علناً عبر سعيه لإحداث تعديلات على الجهاز القضائي وصولًا إلى فرض يهودية الدولة. يسعى "اليمين المتطرف" بشقيه، نتنياهو وقيادات المتدينين الحريديم، واليمين الديني القومي، مستغلين أجواء الحرب، إلى بناء تحالفات يمينية، واسعة وثابتة، قادرة على استدامة حكمهم وفرض صورة نظام سياسي يتناسب مع استراتيجيتهم؛ حيث يرفعون شعار "خطر تهديد هوية الدولة اليهودية" ووجودها لاستمرار تجنيد الشرعية للحرب الدائرة.

دلالات

شارك برأيك

دولة بلا دستور

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)