أكدت القمة الثلاثية العربية التي جمعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشقيقيه الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبد  الفتاح السيسي والتي استضافتها مدينة العقبة بعد ظهر امس على ثوابت رئيسية تشكل اجماعا عربيا وفلسطينيا لا يمكن المساس به او التنازل عنه من خلال اعلانهم التصدي  لأية خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دوليا ،ورفضهم الكامل لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية واعتبارهما تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة والتأكيد على جغرافية غزة كجزء اصيل من فلسطين.

جاءت القمة الثلاثية لتعيد تذكير العالم بضرورة الوقوف مع القضية الفلسطينية التي آن أوان حلها بعد سنوات من الصراع والتعقيد من قبل الجانب الاسرائيلي وأكد الرئيس عباس ان السلطة لا تعترض على أية أفكار تحملها البعثات الدولية والاممية الوافدة لانها منفتحة ولديها تعامل واضح مع الشركاء الدوليين وان ما ينقص السلطة هو فقط السيطرة والادارة لاراضيها والمعابر وايجاد الميزانيات اللازمة لتنفيذ اصلاحات وبرامج تفيد المواطنين ، وانه لا يمكن لذلك ان يتحقق اذا لم تفرج اسرائيل عن اموال الشعب الفلسطيني ( أموال المقاصة) التي تحتجزها اسرائيل وحتى اللحظة لا تستطيع الولايات المتحدة التأثير على حكومة بنيامين نتانياهو من اجل تحويل هذه الاموال والعوائد لصالح مستحقيها ..

ان اتفاق الزعماء الثلاثة على إدامة العمل بشكل مشترك بالتنسيق بين الدول العربية ومع الدول الفاعلة، للذهاب لأفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، الذي يعيد إلى الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة في دولته المستقلة والمتحضرة وذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية ، هو خيار عربي أصيل يحظى بالاجماع وسيتم تطويره الى موقف عربي موحد وطرحه للجانب الاميركي الذي يجب ان يتحمل مسؤوليته التاريخية في هذه المرحلة الحساسة والصعبة من اجل اقامة دولة فلسطين وتحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الاوسط وسائر المنطقة العربية  ..

اراد الزعماء ان تكون هذه القمة التي تم فيها التركيز على ضرورة وقف الانتهاكات بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وأماكن العبادة الدينية 

والتصدي لاعتداءات المستوطنين والجيش في الضفة الغربية ايضا ، بمثابة جرس انذار اخير امام الولايات المتحدة والعالم الذين شاهدوا وساهموا وشاركوا بجريمة الحرب ضد الشعب الفلسطيني وتدمير حياة السكان في قطاع غزة ..

يجب استثمار نتائج وافرازات هذه القمة بمد عربي أكبر نحو توجهات وتطلعات اعلى وتوفير مقومات اسناد لها حتى ترى النور وفي مقدمتها الحاجة الماسة لوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني وضمان وصول المساعدات الاغاثية والانسانية  للقطاع كشرط اول من اجل الوصول الى كل الغايات والاهداف التي يجب ان تؤدي الى انهاء الاحتلال سواء في الضفة او غزة والسماح بعد عقود طويلة للشعب الفلسطيني بان تكون له دولته وسيادته على ارضه وكل مقومات التحرر …