قلبي يتفجّع، يكاد قِطعاً يتقطّع من كآبة المنظر وسوء المنقلب، فقد بلغت القلوب الحناجر، بينما يموت الناس تحت أنقاض المنازل، وفي الطرقات والخيام، وأمام تكايا الطعام.
لا شيء في غزة المصلوبة على أعواد المحرقة، غير الدمار والموت الزؤام، قتلاً وجوعاً وعطشاً، وقهراً أمام فداحة العجز عن توفير الطعام والدواء للأبناء، وهم يكابدون آلامهم، ويلفظون أنفاسهم بسبب نفاد المستلزمات المنقذة للحياة.
في العيد، تقدّم الأضحيات، صباح مساء، من الأبناء وهم نيام في الخيام، بانتظار ما يسدّ جوعهم من تكايا الطعام، وحتى داخل غرف العمليات، حيث لا أدوية، لا أطباء، لا دواء يخفف الآلام، ويبلسم الجراح.
إنه عيد الدماء، وتناثر الأشلاء، وخواء الأمعاء التي لم تجد كِسرة خبز، ولا شَربة ماء تسد جوعها، وتقيم أود المحاصرين الجائعين الخائفين في منطقتي الجنينة، وتل السلطان في رفح، حيث يكابد فيهما نحو خمسين ألف مواطن حصاراً خانقاً نازفاً دماً وإرعابا.
فأي عيد هذا الذي نذبح فيه قصفاً وعجزاً من الوريد إلى الوريد؟
وأي عيد هذا الذي يحلّ، وقد تكالبت علينا الأمم، ونهشت الضباع الفالتة من كل قيد قلوبنا، وسحقت منازلنا، ولا زالت تتوعدنا بالمزيد.
كانت درة حتى أحالها المجرمون الغاصبون إلى مقبرة وبيت عزاء كبير لم تغلق أبوابه منذ سبعة عشر شهرا.
ياااا الله أجبر كَسرنا، وعظّم اجرنا، وألهمنا برحمتك الصبر والسلوان، واحم أهلنا في القطاع الذبيح من غدر الغادرين، وصمت الصامتين المتخاذلين...!
أوقفوا الإبادة الآن...!
شارك برأيك
عيد الدماء وخواء الأمعاء !