Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 26 مارس 2025 9:38 صباحًا - بتوقيت القدس

القنبلة النووية حاضرة كظل ثقيل


حين ترتفع نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران لتتجاوز الخمسين بالمئة خلال ثلاثة أشهر، لا يكون هذا العمل إنجازا تقنيا فحسب، بل مؤشرا على تحول عميق في معادلة الردع والتفاوض. فإيران لا تنظر إلى القنبلة النووية كسلاح بحد ذاته، بل كورقة تفاوضية، وخيار احتياطي في عالم تضيق فيه فرص الأمان.


   وتصريحات ترامب وتهديداته لم تكن فقط جلبة إعلامية، بل جزء من إستراتيجية أمريكية أشمل تهدف إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وربطه بملفات إقليمية أوسع كالحرب في أوكرانيا ودور روسيا في المشهد العالمي. وهنا، يبرز الدور الروسي كلاعب لا غنى عنه، يسعى إلى جمع الأطراف على طاولة واحدة ولكن وفق شروطه هو.


ورغم هذا فإيران اليوم، لا تبدو مستعدة للتنازل عن مشروعها تحت الضغط الهائل. بل هي تنظر إلى القنبلة، وإن كانت سابقا خيارا، كنتيجة مفروضة على من يضيّق الخناق عليها. وتصريح وزير الخارجية الإيراني بأن البرنامج النووي لا يمكن تدميره لأنه راسخ في العقول، يعكس رؤية تؤمن بأن المعرفة لا تُقصف، والتكنولوجيا لا تموت بالعقوبات.


التهديدات الإسرائيلية، وعلى الرغم من جديتها، فهي تصطدم بواقع معقد ومربك. أي هجوم عسكري واسع النطاق لربما يفجر ردا إيرانيا عنيفا، لا يستهدف إسرائيل فقط، بل سيمتد إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج. ومن وجهة نظر طهران، فإن هذا الرد سيكون بداية لفصل جديد من الاضطرابات التي لن تخرج المنطقة منها بسلام.


على ما أرى، فإن الحسابات الإيرانية ليست قائمة على التحدي وحده، بل على قراءة واعية للمشهد الدولي. تدرك طهران أن الغرب منشغل، وأن لروسيا مصلحة في استمرار إيران كورقة ضغط إقليمية، بينما ترى الصين في التصعيد الأمريكي فرصة لتعزيز حضورها وتحالفاتها في الشرق الأوسط. لهذا ترفض إيران التفاوض تحت وطأة التهديد، وتدفع باتجاه مفاوضات ناضجة تُبنى على تقاطع المصالح لا على الإملاءات.


   اليوم، لا يُقاس البرنامج النووي الإيراني فقط بكمية اليورانيوم أو عدد أجهزة الطرد المركزي، بل بمدى قدرة طهران على فرض شروطها، وانتزاع موقع في مشهد عالمي يعاد تشكيله. وفي خضم كل ذلك، تظل القنبلة النووية حاضرة كظل ثقيل، لا يغادر الصورة حتى يُعاد رسم ميزان القوى من جديد.

دلالات

شارك برأيك

القنبلة النووية حاضرة كظل ثقيل

المزيد في أقلام وأراء

ماكرون أول مستقبلي الشرع الاوروبيين في قصر الاليزيه باريس

صراع الماء بين الهند وباكستان

مصطفى شلش

ذاكرة الانتقاء الرحيم

رمزي الغزوي

لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتنياهو قريباً؟

حلمي مُوسى كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية

الملك في واشنطن

حمادة فراعنة

شخصية ترامب وصناعة التاريخ

مجدي الشوملي

مرة أخرى بعد الألف...ارحمونا يرحمكم الله

فراس ياغي

المرأة الفلسطينية.. من دور "الضحية" إلى بطلة الرواية

أمين الحاج

زيارة ترمب!

د. عبد المنعم سعيد

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟

من أصبح منكم آمنا في سربه؟

نتائج الحروب العالمية الثلاث - الحلقة الثانية

هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة وهل يعيد تشكيل قوة الردع...؟؟؟

غزة في عين العاصفة: احتلال دائم وتهجير ممنهج !!

السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية

في زمن الإبادة.. الدولة تُبنى بالمؤسسات وليس بالشعارات

”مراكب جدعون”

كلا الإسرائيليين والفلسطينيين خسروا مستقبلهم

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

المئة يوم الأولى لترامب على الساحة الدولية

مجلة Foreign Policy الأمريكية

صنعاء تغلق الجو بعد البحر.. رب إبراهيم لا يهلك البار مع الأثيم

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1199)