ماجد هديب: واقع غزة اليوم يختلف كليًا عن أي عيدمضى حيث لا تتوفر حتى الأساسيات التي يحتاجهاالإنسان للاحتفال
عدنان الصباح: المجازر المستمرة بحق الفلسطينيين تجعلمن العيد مناسبة يغيب عنها الأمل والبهجة في ظلالصمت العربي والإسلامي والدولي
عوني المشني: قد تكون الطريق نحو الحرية صعبةوطويلة ومليئة بالتضحيات والآلام لكنها الطريق الوحيدةالمتاحة
سليمان بشارات: عيد ثقيل فقد معانيه الإنسانية والدينيةبسبب ما يعيشه الفلسطينيون من ظروف قاسية
سامر عنبتاوي: دولة الاحتلال لا تلتفت إلى الأعيادوالمناسبات الإسلامية وتواصل عمليات القتل والتجويعوالإبادة بحق الشعب الفلسطيني
سري سمور: الفلسطينيون سيتمكنون يومًا من استعادةوطنهم ومقدساتهم وإفشال كل المخططات الرامية إلىتصفية قضيتهم
يحل عيد الفطر هذا العام على الفلسطينيين خاصة فيغزة في أجواء من الحزن والوجع والجوع والحرمانوالمعاناة، حيث فقد معانيه طقوسه التقليدية، وتحول إلىمناسبة يغلب عليها الألم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من سبعة عشر شهراً.
يقول كتاب ومحللون سياسيون في أحاديث منفصلة مع"القدس"، إن أهالي قطاع غزة، الذين اعتادوا استقبالالعيد ببهجة وزيارات عائلية، يجدون أنفسهم اليوم تحتوطأة القصف والدمار والتشريد، ما يحول دون الاحتفالبهذه المناسبة الدينية كما ينبغي.
ويشيرون إلى أنه في غزة، لم تعد هناك مساجد تقام فيهاصلاة العيد، ولا أسواق مزدحمة بالمتسوقين، ولا أصواتالأطفال تعلو فرحًا بثيابهم الجديدة، إذ حوّل الحصاروالدمار والقتل القطاع إلى واقع مأساوي يغيب عنه أيمظهر من مظاهر العيد، والعائلات التي فقدت أحبّتها،والمشردون في المخيمات، والجوعى الذين يفتقرون إلىأبسط مقومات الحياة، جميعهم يعيشون واقعًا يزدادسوءًا يومًا بعد يوم، وسط صمت عربي ودولي يكرّسمعاناتهم.
أما على المستوى السياسي، يقول الكتاب والمحللون إنالانقسامات الداخلية تلقي بظلالها على الأوضاع، حيثتتزايد الدعوات لإعادة ترتيب الصف الفلسطيني لمواجهةالتحديات القائمة، معربين عن أملهم في أن يكون العيدفرصة لتحقيق هدنة أو انفراجة.
ويضيفون: غير أن الوقائع على الأرض تبدو أكثر تعقيدًا،مع استمرار الاحتلال في سياساته العدوانية وتعنته أمامأي حلول سياسية.
وفي ظل هذا الواقع، يظل الفلسطينيون متمسكينبالصمود، مؤمنين بأن معاناتهم لن تستمر إلى الأبد، وأنالأمل بالحرية والعدالة سيبقى حاضرًا رغم الألم.
العيد الثالث على التوالي في ظل الحرب
يقول الكاتب والمحلل السياسي ماجد هديب أن العيد يأتيعلى قطاع غزة للمرة الثالثة على التوالي دون أن يحملمعه أي مظهر من مظاهر الفرح لسكان غزة، حيث يعيشالفلسطينيون تحت وطأة الحرب والدمار والتشريد، فيظل استمرار القصف الإسرائيلي وحصار القطاع.
ويضيف هديب: "أي عيد هذا وغزة تباد؟ أي عيد وأشلاءأحبّتنا ما زالت تتناثر في كل مكان؟ أي عيد ومن نجا منالمحرقة يتنقل في خيمته من منطقة إلى أخرى بحثًا عنالأمن والأمان؟".
ويؤكد هديب أن واقع غزة اليوم يختلف كليًا عن أي عيدمضى، حيث لا تتوفر حتى الأساسيات التي يحتاجهاالإنسان للاحتفال، فلا بيوت تؤوي العائلات، ولا أماكنعبادة مفتوحة، ولا طعام أو شراب، ولا حتى ملابس جديدةللأطفال في ظل الإغلاق الكامل للمعابر والحصار الخانق.
ويوضح هديب أن قطاع غزة فقد كل ملامح العيد المعتادة،حيث لا صلاة تقام في المساجد، ولا أضواء تزين الشوارع،ولا مطاعم مفتوحة أو أماكن ترفيهية، مشيرًا إلى أن "كلتلك الأماكن التي كانت تعج بالزوار في مثل هذهالمناسبات أصبحت اليوم مناطق مدمرة ومخيماتللنازحين".
ويشير هديب إلى أن غزة لا تعيش سوى الفقد والدموع،فالكثير من العائلات أُبيدت بالكامل، ولم يعد هناك أرحامللزيارة، وحتى من تبقى منهم لا يستطيعون اللقاء بسببإغلاق الطرق، وانعدام الوقود، وصعوبة التنقل.
ويتساءل هديب: "كيف للفلسطيني أن يترقب العيد، وهولا يستطيع حتى زيارة أقاربه بسبب الدمار والحصار؟".
من كانوا يتصدقون بحاجة إلى من يتصدق عليهم
ويؤكد هديب أن المأساة في قطاع غزة تتفاقم بسببالوضع الاقتصادي المتدهور، حيث أصبح من كانوايتصدقون على الفقراء في الماضي بحاجة اليوم إلى منيتصدق عليهم، موضحًا أن غزة لم تعد قادرة على تحملالمزيد من الأزمات، وأن الشعب الفلسطيني في القطاع باتيرزح تحت أعباء معيشية تفوق طاقته.
وحول الأوضاع السياسية، يشير هديب إلى أن الأمل الذييترقبه الفلسطينيون في العيد يتمثل في إعلان هدنة، لكنمع ذلك، فإن المرحلة القادمة قد تكون أشد صعوبة ممامضى.
ويضيف هديب: "ما هو قادم يبدو أكثر ضبابية وخطورة،ليس فقط على المستوى الفلسطيني، بل حتى علىالمستوى العربي ومستقبل الصراع الفلسطينيالإسرائيلي".
ويلفت هديب إلى أن غزة تشهد تحركات جماهيرية تطالببإنهاء الحرب وتحقيق الوحدة الوطنية، إلا أنالتصريحات الأخيرة الصادرة عن قادة حركة حماس،والردود التي تبنتها تجاه المظاهرات، لا تبشر بإمكانيةحدوث تغيير حقيقي في المشهد، بل تؤكد استمرارالانقسام الداخلي وتعقيد الأوضاع.
ويؤكد هديب أن الحل الوحيد لإنقاذ غزة وإعادة إعمارهايكمن في انسحاب حركة حماس من المشهد السياسيوالأمني والعسكري.
انسحاب حماس من المشهد
ويقول هديب: "إن غياب حماس عن الحكم قد يتيحللشعب الفلسطيني فرصة للنهوض مجددًا، ويهيئالظروف لإنهاء الحرب نهائيًا".
ويحذر هديب من أن استمرار حركة حماس في السيطرةعلى قطاع غزة سيؤدي إلى نتائج كارثية، قائلًا: "إنإصرار حماس على الحكم سيجعل غزة أمام خيارين لاثالث لهما: الحرب المستمرة أو التهجير القسري، خاصةفي ظل تعنت اليمين الإسرائيلي المتطرف ورفضه لوجودحماس كسلطة حاكمة في القطاع".
ويؤكد هديب أن غزة قد تكون أمام مفترق طرق، فإما أنتشهد انفراجة حال انسحاب حماس من المشهد السياسي،أو تستمر في دوامة الحرب والمعاناة، مشيرًا إلى أن"المستقبل يمكن أن يكون أفضل بدون حركة حماس فيالمشهد، لكن ذلك يتطلب منها قرارات جريئة تضع مصلحةالشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات".
الفلسطينيون بحاجة الآن إلى إنهاء العدوان
من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباحأن الأعياد لطالما كانت مناسبة للفرح والتضامن الإنساني،إلا أن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون اليوم، سواء فيقطاع غزة أو الضفة الغربية، يتناقض تمامًا مع هذهالمعاني.
ويوضح الصباح أن المجازر المستمرة بحق الفلسطينيينتجعل من العيد مناسبة يغيب عنها الأمل والبهجة، في ظلالصمت العربي والإسلامي والدولي على ما يتعرض لهالشعب الفلسطيني من قتل وتدمير.
ويشير الصباح إلى أن العيد في جوهره يرتبط بالخيروالبركة والصدقة، لكن حتى أبسط أشكال التضامن،كحماية المدنيين من القتل، أصبحت غائبة عن المشهد.
ويشدد الصباح على أن ما يحتاجه الفلسطينيون اليومليس فقط الدعم الإنساني، بل أيضًا موقفًا حاسمًا ينهيالظلم والعدوان المتواصل على غزة وكامل الأراضيالفلسطينية.
ويؤكد الصباح أن مستقبل القضية الفلسطينية مرهونبقدرة الفلسطينيين على التوحد حول برنامج وطنيموحد، مشددًا على أن استمرار الانقسام يعرقل أي إمكانيةلتحقيق العدالة والحرية.
ويقول الصباح: "إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلىتضامن حقيقي وإسناد فعلي، بعيدًا عن الشعارات"،مطالبًا بتحرك عربي وإسلامي ودولي فاعل لوقف الجرائمبحق الفلسطينيين.
حرب الإبادة والانقسام يضاعفان معاناة الفلسطينيين
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي عوني المشني أنعيد الفطر يحل هذا العام وسط ظروف استثنائية قاسيةيعيشها الشعب الفلسطيني، حيث يرزح تحت وطأةاضطهاد غير مسبوق، يشمل الإبادة الجماعية والتطهيرالعرقي والمجاعة والاعتقالات، إلى جانب استمرارالاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في مختلف المناطق.
ويقول المشني: "ما يضاعف معاناة شعبنا في هذا العيدليس فقط ما يتعرض له من جرائم الاحتلال، بل أيضًااستمرار الانقسام الفلسطيني والتراشق الإعلامي، مايعكس غياب المسؤولية الوطنية وعدم الارتقاء إلى مستوىالتحديات الراهنة."
ويؤكد المشني أن الشعب الفلسطيني، الذي قدمالتضحيات الجسام على مدار العقود الماضية، يستحققيادة أكثر قدرة على تحمل المسؤولية، وذات إرادة حقيقيةللخروج من هذا المأزق، وقيادته نحو الحرية والاستقلال.
الاحتلال أيضاً يواجه أزمة استراتيجية حادة
ويشير المشني إلى أن الأزمة التي يعيشها الفلسطينيونليست الوحيدة في المشهد، بل إن الاحتلال نفسه يواجهأزمة استراتيجية حادة، رغم تفوقه العسكري والاقتصادي،مؤكدًا أن إسرائيل تجد نفسها في مأزق متفاقم، ولا مخرجلها سوى إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الشعبالفلسطيني.
ويقول المشني: "قد تكون الطريق نحو الحرية صعبةوطويلة، ومليئة بالتضحيات والآلام، لكنها الطريقالوحيدة المتاحة، ولا خيار أمام الفلسطينيين سوى المضيقدمًا نحو تحقيق أهدافهم الوطنية، رغم كل التحدياتوالعقبات".
ويؤكد المشني أن الفلسطينيين يدركون أن نضالهم لنيذهب سدى، وأنهم أقرب من أي وقت مضى إلى نيلحقوقهم المشروعة، مشددًا على أن إرادة الشعب ستظلأقوى من الاحتلال، وأن الأيام القادمة ستثبت أن صمودالفلسطينيين قادر على تغيير المعادلة، مهما اشتدتالظروف القاسية.
الفلسطيني يتجرع الألم والمعاناة وحيدًا
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشاراتأن عيد الفطر هذا العام يأتي على الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة وهم يرزحون تحت وطأة القتل والتجويعوالمعاناة المتصاعدة، في ظل ما يصفه بشارات بأنه "عيدثقيل" فقد معانيه الإنسانية والدينية بسبب ما يعيشهالفلسطينيون من ظروف قاسية.
ويقول بشارات: "لم يعد الفلسطيني يميز بين الأياموالمناسبات، حتى تلك التي يفترض أن تحمل مشاعرجامعة بين الأمة العربية والإسلامية، والفلسطيني اليوميشعر أنه يتجرع الألم والمعاناة وحيدًا، وكأن العالم قدتخلى عنه تمامًا".
ويوضح بشارات أن هذا الشعور لا يولد الألم والحرقةفحسب، بل يعزز لدى الفلسطينيين إحساسًا متزايدًا بعدمالانتماء إلى الحاضنة الإسلامية والعربية، التي كانيفترض أن تهب لنجدة الشعب الفلسطيني والتخفيف منمعاناته.
ويشير بشارات إلى أن معاناة الفلسطينيين لم تقتصرعلى المناسبات فحسب، بل أصبحت حياتهم كلها سلسلةمتواصلة من الألم والمرارة، حيث لا يوجد فرق بين يوموآخر.
ويقول بشارات: "الفلسطيني اليوم لم يعد قادرًا علىالتمييز بين أيامه، فكلها متشابهة في حجم المعاناة، ممايدفعه إلى العيش في عزلة وكأن همه الوحيد هو البقاء،بعيدًا عن هموم الأمة".
العيد يحمل بعض الأمل للفلسطينيين
ويرى بشارات أن هذا الواقع ناتج عن تراكم مشاعرالخذلان والخوف والضياع من المستقبل، في ظل عدموضوح الأفق لما قد يحمله الغد.
ويؤكد بشارات أن العيد، رغم مرارته، يحمل على الأقلبعض الأمل للفلسطينيين، قائلاً: "أعيادنا الإسلامية،سواء الفطر أو الأضحى، تأتي بعد عبادات شاقة كالصياموالحج، وكأن الله يكافئ المسلمين على صبرهم. وهذاالشعور يعزز لدى الفلسطينيين الأمل بأن هذه المعاناةستنتهي يومًا ما، وحينها ستكون هناك فرحة ومكافأةبحياة أفضل".
وحول أوضاع الأطفال الفلسطينيين في العيد، يقولبشارات إنهم، حتى لو تمكنوا من شراء ملابس جديدة أوبعض الألعاب، فلن يكونوا سعداء في ظل واقع مليءبالقتل والتشريد والاستهداف المستمر.
ويؤكد بشارات أن هذا الشعور لا يقتصر على قطاع غزة،بل يمتد إلى الضفة الغربية والقدس وجميع التجمعاتالفلسطينية.
"المعاناة واحدة، رغم اختلاف تفاصيلها، فكل فلسطينييعاني بشكل أو بآخر،" يقول بشارات، مشيرًا إلى أن واقعالعيد اليوم لا يختلف كثيرًا عن أي يوم آخر مليء بالخوفوالقلق والتحديات.
الألم يولد التحدي
وفيما يتعلق بالمستقبل، يصف بشارات السؤال عنه بأنهمن أكثر الأسئلة صعوبة بالنسبة للفلسطينيين، نظرًالحالة عدم اليقين والمخاطر الكبيرة التي تكتنفه.
ويشدد بشارات على أن التاريخ النضالي للفلسطينيينأثبت قدرتهم على الصمود والتمسك بحقوقهم، رغم كلالضغوط والمجازر والخذلان الدولي.
ويقول بشارات: "من فيتنام إلى الجزائر إلى الصومال،شعوب كثيرة قاومت الاحتلالات والاستعمار وتمكنت منالانتصار رغم الظروف القاسية. والفلسطينيون اليوم، رغمتضاعف الألم خلال العيد، يستمدون من معاناتهم قوةللصمود، لأن الألم يولد التحدي".
ويؤكد بشارات أن المشهد المستقبلي للفلسطينيين ما زالغامضًا ومحفوفًا بالمخاطر، لكنه في الوقت ذاته يحملآمالًا بمرحلة قادمة أكثر استقرارًا وأملاً، قائلاً: "ربما تكونهذه المحطة المؤلمة التي نعيشها اليوم هي مفتاح العبورنحو مستقبل أفضل وأكثر هدوءًا وطمأنينة".
الاحتلال لا يكترث بالجوانب الإنسانية والدينية
ويقول الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي إنالاحتلال الإسرائيلي مستمر في تصعيده ضدالفلسطينيين خلال عيد الفطر، دون أي اعتبار للجوانبالإنسانية أو الدينية.
ويؤكد عنبتاوي أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل فيقطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية تعكس إصرارها علىالمضي قدمًا في مشروعها الاستيطاني، مشيرًا إلى أن"دولة الاحتلال لا تلتفت إلى الأعياد والمناسباتالإسلامية، وتواصل عمليات القتل والتجويع والإبادةبحق الشعب الفلسطيني".
ويشدد عنبتاوي على أن الاحتلال أثبت خلال الفترةالأخيرة أنه لا يزال يمتلك المزيد من "الوحشية والأساليبالقمعية"، رغم التوقعات بأن أقصى درجات العنف قدمورست قبل اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقول عنبتاوي: "للأسف، تبين أن الاحتلال لديه الكثيرمن الأساليب الوحشية التي لم يستخدمها بعد، وهومستمر في ارتكاب المجازر بحق المدنيين".
ويشير عنبتاوي إلى أن هناك محاولات إسرائيلية لتحميلالمقاومة الفلسطينية مسؤولية التصعيد، رغم أن الاحتلالهو من خرق الاتفاق وتهرب من الاستحقاقات السياسية،والكل يعلم أن إسرائيل هي من أفشلت أي جهود لتهدئةالأوضاع، واستمرت في عدوانها على الفلسطينيين فيغزة.
نتنياهو يبحث عن الذرائع لمواصلة الحرب
وحول مستقبل الأوضاع خلال العيد والفترة المقبلة، يؤكدعنبتاوي أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد، حيثتسعى حكومة بنيامين نتنياهو إلى تفجير الأوضاعأمنيًا، هروبًا من أي اتفاقات سياسية.
ويقول عنبتاوي: "نتنياهو يبحث عن الذرائع لمواصلةالحرب، سواء في غزة أو الضفة، في ظل التهرب المستمرمن أي تفاهمات يمكن أن تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد".
ويشير عنبتاوي إلى أن التصعيد الإسرائيلي يأتي فيإطار "مشروع صهيوني مستمر"، يهدف إلى تهجيرالفلسطينيين والسيطرة على الأرض، محذرًا من أن "ثمنالاستسلام أمام الاحتلال سيكون أعلى بكثير من ثمنالصمود، لأنه سيفتح الباب أمام تنفيذ مخططات التهجيروالاستيطان بشكل أوسع وأسرع".
ويعتقد عنبتاوي أن المرحلة القادمة، رغم احتمالات وجودتهدئات محدودة، ستظل تتسم بالتصعيد نتيجة تعنتالاحتلال وتمسكه بمخططاته التوسعية، قائلا: "إسرائيللن تتوقف عن عدوانها، ما دامت تنفذ سياساتهاالاستيطانية دون رادع".
فرحة العيد شبه معدومة
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي سري سمور أن عيدالفطر المبارك يأتي على سكان قطاع غزة هذا العام وسطأوضاع إنسانية كارثية، حيث يستمر العدوان الإسرائيليعلى القطاع، مخلفًا عشرات آلاف الشهداء والجرحى،فضلًا عن دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل، مماجعل فرحة العيد شبه معدومة لدى الفلسطينيين الذينيعانون القصف والتجويع والحصار.
ويؤكد سمور أن عيد الفطر هذا العام هو الثالث علىالتوالي الذي يمر على الفلسطينيين في غزة وسط مأساةمستمرة، مشيرًا إلى أن فلسطين والقطاع بشكل خاص لميعرف عيدًا سعيدًا منذ النكبة، إذ يعيش السكان تحتوطأة الاحتلال والحروب المتكررة، مع فترات هدوء قصيرة لاتغير من واقع الأمر شيئًا.
ويرى سمور أن العيد يأتي على أطفال غزة الذين ربمافقدوا آباءهم وأمهاتهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجةالقصف، فيما تعيش الأمهات الثكالى ألم الفقد بعداستشهاد أبنائهن وأزواجهن، حتى باتت كل أسرة فيالقطاع تعاني من فقدٍ ووجع، يضاف إليهما الخوفوالرعب من استمرار الاعتداءات.
الفلسطينيون متمسكون بالأمل
ورغم المشهد المأساوي، يشدد سمور على أن الفلسطينيينمتمسكون بالأمل، إذ يؤمنون بأن المحنة ستزول يومًا ما،وأنهم سيحتفلون بأعيادهم كما تفعل الشعوب الأخرى.
ويقول سمور: "هناك سنن كونية تؤكد أن الحق سينتصر،وأن الفلسطينيين سيتمكنون يومًا من استعادة وطنهمومقدساتهم وإفشال كل المخططات الرامية إلى تصفيةقضيتهم".
ويوضح سمور أن قراءة التاريخ تثبت قدرة الشعبالفلسطيني على الصمود ومواجهة التحديات، رغمالاستعداء الدولي والعدوان المستمر، مشيرًا إلى أنالاحتلال فشل على مدار العقود في كسر إرادةالفلسطينيين، وسيبقى الأمل معقودًا على الخلاص منالاحتلال مهما طال الزمن.
شارك برأيك
عندما تصبح غزة كلها بيت عزاء كبير!