Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 26 مارس 2025 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس

رحلة القضية الفلسطينية من بُعدها العربي إلى الفلسطيني وما دون

لطالما شكلت القضية الفلسطينية محوراً مركزياً في أروقة السياسة في العالم عموماً، وفي العالمين العربي والإسلامي خصوصاً، وهذا بطبيعة الحال ليس مدحاً للأنظمة في عالمنا العربي، فمنها من كان يشغله ولفترة من الزمن، كيفية التخلص من هذا العبء، وقسم آخر كان يعتبرها قضية جماعية لأمة العرب، تستلزم التضامن العربي الشامل، وتستحق أن يقدم في سبيلها الغالي والنفيس، ومع ذلك، شهدت العقود الأخيرة تغيرات جوهرية في كيفية تعاطي العرب مع هذه القضية، وحدثت مجموعة من التحولات التاريخية في النظرة العربية تجاه القضية الفلسطينية، والتي أثرت على مجمل الديناميكيات الإقليمية والدولية، تاركة الفلسطينيين يواجهون مصيرهم منفردين، مشتتين ومقسمين.

أما عبور القضية الفلسطينية وانتقالها من الإطار الأكبر والأوسع إلى الإطار الفلسطيني الأصغر فلم يكن فجائياً، بل كان نتيجة تطورات سياسية متعددة، لكن الجزء الأكبر منها كان فلسطيني المنشأ، حتى لو كان ذلك بفعل ظروف خارجية، طوعاً أو كرهاً، لكنها بالمحصلة جعلت بعضاً من الفلسطينيين يعتقدون للحظة أنه من صالح القضية أن تصبح قضيتهم، وأن تُرفع الأيدي عنها، وسعى الفلسطينيون جاهدين لهذه الغاية، فعملوا لامتلاك ناصية القرار الوطني المستقل منذ سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي لاقى "ترحيبا" عربياً واسعاً، فقد كانت القضية عبئاً يثقل كاهلهم، ومنهم من رأى فيها استنزافاً لمواردهم، أو سبباً في عدم استقرار بلادهم، وربما سبباً لتوتير العلاقات بينهم وبين شعوبهم، تلك الشعوب التي رأت فيهم متآمرين، أما أولئك الذين أحسنت شعوبهم الظن بهم، فقد رأتهم متخاذلين عن نصرة قضية العرب الأولى، الأمر الذي جعل عديد الدول العربية تعيد تقييم مواقفها من القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك بعد حروب عديدة ومفاوضات سلام فاشلة أو نصف ناجحة، الأمر الذي قاد إلى تغيير في الاستراتيجيات. ومع الإعلان عن توقيع اتفاقيات "السلام" الثنائية والتي قادها الفلسطينيون أنفسهم، من خلال مفاوضات سرية، جرت بالتزامن مع المفاوضات العلنية التي كان يشاركون فيها إلى جانب العرب، بدأت دول عربية تجد في ذلك "مبرراً" أو "عذراً" لتبتعد قليلاً، وبدأ معه ينحسر مستوى التزامها المباشر بالقضية.

وبقي السؤال المعضلة، والذي يشبه إلى حد كبير ذلك السؤال الذي طالما كان يسأله لنا أجدادنا عندما كنا صغاراً، أحجية البيضة والدجاجة، ومن منهما سبق في الخلق، أو وجد أولاً؟ فمهما قمنا بالمراجعات والتحليلات، وتمحيص الأسباب والمسببات، فلن نجد إجابة شافية على هذا السؤال في حالتنا، هل وجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين لأخذ زمام المبادرة في إدارة قضيتهم في ظل تراجع مستوى الالتزام والدعم العربي؟  أم أن العرب قد وجدوا أن الفلسطينيين قد أخذوا زمام المبادرة وباتوا قادرين على إدارة قضيتهم فآثروا الابتعاد؟ 

إن التغيير في الدعم والالتزام العربي للقضية الفلسطينية، وكذلك الجفاء والابتعاد، لم يكن موحداً، فبعض الدول تابعت دعمها بحذر، فيما ابتعدت أخرى قليلاً، وأخرى أوغلت كثيراً، فاتجهت نحو التطبيع. هذه الاختلافات كشفت أيضاً عن تباين واسع في الأولويات الوطنية على حساب التضامن العربي التقليدي، فصرنا نسمع ونرى انتشار تلك الشعارات الضيقة، في كل بلد عربي تقريباً، وحيثما توجهنا، "هذا البلد أولا"

وحيث أن العرب قد تخلوا جزئياً عن دورهم التقليدي، يبقى على الفلسطينيين اليوم أن يدركوا حقيقة أن هذا ما جناه عليهم آباؤهم، أو هذا ما فعلته أيديهم، لكنه – وللأسف - إدراك في لحظة متأخرة، في يوم لا ينفع الندم، فقد وقعنا جميعاً في الفخ.

دلالات

شارك برأيك

رحلة القضية الفلسطينية من بُعدها العربي إلى الفلسطيني وما دون

المزيد في أقلام وأراء

جُمعةُ القِيامَةِ والبَعْثِ والفِداءِ

بهاء رحال

“ثورة بلا دماء: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل السلطة والصوت والنفوذ”

صدقي أبوضهير

"حرب التجويع".. ومخطط التهجير

عصام أبو بكر/ كاتب مصري

نحو اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني

حمادة فراعنة

نزع سلاح حركة حماس

جهاد حرب

عودة السلطة الى غزة.. استحقاق وطني أم إعادة تدوير للأزمة؟

أمين الحاج

ما بين وثيقة إعلان الاستقلال وانعقاد دورة المجلس المركزي

مروان إميل طوباسي

إصلاح منظمة التحرير أم إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية

رائد محمد الدبعي

تحديات الاقتصاد الأردني

جواد العناني

سيناريوهات تعيين نائب للرئيس الفلسطيني.. بين الضغوط الخارجية والمصلحة الوطنية

بسام زكارنة

أهلنا في غزّة أبطال لكنهم ليسوا سوبرمان

داود كتّاب

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

محمد جودة

خَمِيسُ السِرِّ المُقَدَّسِ

بهاء رحال

المفاوضات الإيرانية- الأمريكية معقدة وتسودها حالة من انعدام الثقة

راسم عبيدات

لا يمكن أن يستمر الحال في غزة على هذا النحو.. "فلا نتنياهو ولا السياسيين الألمان...

المجر والاحتلال.. تحالف سياسي أم انحياز أيديولوجي ؟

أمين الحاج

منطق "الاستثناء".. انتهاك للحريات

في الذكرى الـ37 لاستشهاد القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"

مخطط خطير ومعادٍ

هل بتسليم السلاح تَسْـلم الأرواح؟

أمين الحاج

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1081)