يعمل بإخلاص لصالح قضية شعبه ووطنه العادلة في أهم محفل دولي، متصدياً لسردية دولة الاحتلال التي مع كل أسف تلقى قبولاً لدى الكثير من الدول، وبعضها وازنة وذات عضوية دائمة في مجلس الأمن، حيث تتعامل هذه الدول بازدواجية معايير مقيتة تساوي فيها بين الجلاد والضحية، وتبرر كثيراً من جرائمه بحق الفلسطينيين ما يشجع الاحتلال على الاستمرار في انتهاك القانون الدولي وقراراته، وهذا ما يتطلب شخصية دبلوماسية هادئة ورفيعة تعرف كيف تخاطب هذه الدول وكيف تمثل أعدل قضية على وجه الأرض.
ما دفعني للكتابة عنه، الكلمات التي يدلي بها في كل مرة للرد على مندوب دولة الاحتلال والولايات المتحدة المنحازة بشكل أعمى، في ترديد مجموعة من الأكاذيب والروايات الكاذبة لاستعطاف المجتمع الدولي لصالحها وآخرها جلسة مجلس الأمن التي انعقدت بطلب إسرائيلي للنظر في قضية الأسرى الإسرائيليين والتي استضافت فيه الأسير الإسرائيلي إيلي شرابي الذي تحدث عن الألم والفقد والجوع والتعذيب الذي تعرض له طوال فترة الأسر محاولاً إقناع ممثلي الدول بعذابات اليهود واجترار ذات الرواية المتعلقة بالسابع من أكتوبر، وما جرى مع توجيهات ممثل إسرائيل داني دانون البارع في التمثيل والتباكي والتهريج وإجادة لعب دور الضحية واستمرار دعوة المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه مظلومية الشعب اليهودي.
السيد منصور فجر مفاجأة للأسير المُحرر الإسرائيلي وللحضور، وبالأخص مندوب دولة الاحتلال عندما بدأ حديثة بتقديم التعازي، والتعبير عن الألم والحزن لمصاب الإسرائيلي، الأمر الذي أدهش وأسعد الحضور، لكن الدهشة التي اعترت وجه شرابي سرعان ما تلاشت هذه والمندوبين الإسرائيلي والأمريكي بعد أن تحول الحديث من التعاطف مع الإسرائيليي إلى توضيح سبب التعاطف قائلاً: "أكثر الناس إحساساً بما عاناه الأسير الإسرائيلي هم الفلسطينيون، والسبب هو أنهم يقتلون ويقصفون ويذبحون و... إلخ".
ممثلا الولايات المتحدة وإسرائيل صعقا من أسلوب المندوب الفلسطيني وحنكته وذكائه الحاد في كيفية طرح طريقة التعاطف التي أبداها لعرض مظلومية الشعب الفلسطيني، جراء انتهاكات الاحتلال الجسيمة وجرائمه الوحشية، مؤكدأ أن السبيل الوحيد لوقف العنف والفقد ليس بقتل الفلسطينيين من أطفال وأسرى وإخفاء جثثهم، بل بصنع السلام، لأن الفلسطينيين أيديهم ممتدة للسلام دوماً، وهم أصحاب الأرض، كما هي أشجار الزيتون، لكن الاحتلال بعنصريته واستعلائه لا يؤمن الا بالقتل.
في كل جلسة لمجلس الأمن استمع للسيد رياض منصور، ولا يمكن إلا أن أثني على طريقة وأسلوب حديثه وطريقة عرضه للقضية الفلسطينية باللغة التي يفهمها الغرب المتباكي على إسرائيل من خلال تميزه بالحزم والثبات في الدفاع عن قضية فلسطين وحقوق شعبها، ولم يتنازل أو يتراجع يوماً عن المطالب العادلة والمشروعة لشعبه، رغم كل الصعاب والتحديات والضغوطات الهائلة.
رياض منصور شخصية وطنية ودبلوماسية بارزة، يشغل منصب سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة منذ سنوات، وله دور كبير في تمثيل فلسطين والدفاع عن قضيتها على المستوى الدولي، ويُعتبر منصور صوتاً قوياً للعدالة والحقوق الإنسانية، ومدافعاً عنيداً عن حقوق شعبه وأداة فاعلة في التصدي للظلم والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال عبر سياساته الفاشية بحق شعبنا، لذلك تركت جهوده الدبلوماسية الكبيرة أثرًا إيجابيًا في تعزيز إدراك المجتمع الدولي بقضية فلسطين وعدالتها ومظلوميتها.
كم نحن بحاجة لمثل هؤلاء الرجال في ساحات العمل الدبلوماسي والسياسي الدولي، والذي يتحلى بالعديد من الصفات التي جعلته شخصية مميزة ومحترمة في الأمم المتحدة والساحة الدولية من أهمها: الحكمة والدبلوماسية التي يتمتع بها في التعامل مع القضايا الدولية، وبناء علاقات طيبة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. كما يحظى باحترام وتقدير كبيرين من السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والمنظمات الدولية، نظرًا لشخصيته القوية وأدائه الرائع والمهارات الدبلوماسية والبصيرة الثاقبة والاستراتيجية الاتصالية الفاعلة التي يمتلكها في الدفاع عن قضية وأهداف وطنه وشعبه.
شارك برأيك
دبلوماسية رياض منصور تهزم سردية الاحتلال في أروقة الامم المتحدة