كرر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تصريحاته، التي هدد فيها بفتح أبواب جهنم في الشرق الأوسط وتحويل غزة إلى جحيم، إذا لم يتم حل مشكلة المحتجزين الإسرائيليين، قبل تنصيبه في العشرين من الشهر الجاري ودخوله رسمياً إلى البيت الأبيض.
ليس غريباً على الإطلاق أن ينطق هذا الرئيس المتهور بمثل هذه التصريحات التي تثبت نواياه المبيتة لاستهداف قضيتنا وشعبنا، وكأن غزة لا تتعرض لهذا الجحيم ولا تعيشه منذ بداية الحرب، وهنا نتساءل: هل سيعيد الرئيس الأميركي المنتخب قتل الشهداء، وهل سيدمر ما تم تدميره، وهل سيفرض سياسة الإخلاء والتهجير على من تم تهجيرهم، وغيرها من إجراءات التنكيل التي تعيش غزة معها جحيماً لم يسبق له مثيل.
ويمتد السؤال لمعرفة ما إذا كان للجحيم تعريف آخر غير الذي تعيشه غزة حالياً حسب ترامب، وهل سيقدم على سياسات جديدة وغريبة لم تشهدها غزة من قبل، وما هي هذه الإجراءات؟ وهل بقيت طريقة لقتل حياة ومقومات الفلسطينيين وتدمير كل ما يملكون، ولم تستخدمها إسرائيل حتى هذه اللحظة؟
نجزم أن ترامب لن يستطيع تنفيد تهديداته، أمام صمود وكبرياء شعبنا، الذي يقف شامخاً في وجه العدوان الاسرائيلي، وستسقط أمام إرادته كل مشاريع ومحاولات تصفية قضية شعبنا التي تخطط لها الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي تتربص بنا، ولا شك أنها بكافة إداراتها القديمة والإدارة الحديثة، هي التي تدعم إسرائيل وتوفر لها الذخيرة والعتاد العسكري لقتل شعبنا وذبحه وإعدامه.
لا نستبعد على الولايات المتحدة ورؤسائها هذا الاستهداف الممنهج لشعبنا الفلسطيني، وما ترامب وغيره من الوافدين إلى البيت الأبيض، إلا أدوات تحركها إسرائيل كما تشاء لمواصلة عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية، حيث استغل عدد من الوزراء تصريحات ترام، إذ قال وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش إنه يتوجب وقف المساعدات الإنسانية ومنع دخولها إلى غزة في العشرين من الشهر الجاري، وقال العميد احتياط إيفي إيتام إن علينا أن ندرك أنه خلال 11 يوماً، إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى أو توقيع اتفاق بشأن عملية إعادتهم، فإن جحيماً سيُفتح في غزة، وسيتم تقليص المساعدات الإنسانية إلى الحد الأدنى.
فتحت إسرائيل أبواب جحيم الأرض على قطاع غزة منذ بداية الحرب، ولم تترك أسلوباً إلا واستخدمته في قمع شعبنا، ورغم تصريحات قادة جيشها بأن أهدافهم العسكرية قد انتهت، إلا أن العدوان متواصل من أجل قتل المزيد من المدنيين، حيث تعمد إسرائيل إلى استهداف أكبر عدد منهم، خصوصاً في وسط وشمال القطاع لتتجاوز إحصائية الشهداء حاجز ٤٦ ألفاً مع ارتقاء أكثر من ٧٠ شهيداً في ثلاث مجازر ارتكبها جيش الاحتلال يوم أمس، فهل من جحيم أكبر مما تعيشه غزة حالياً، أم أن جحيم غزة بناء على تهديد ترامب يعني قصفها بقنبلة ذرية أو نووية؟
شارك برأيك
عن أي جحيم يتحدث ترامب؟