مع تواصل حرب الإجرام على الشعب الفلسطيني في كل مكان، فإن إسرائيل تصدّرت قائمة تصنيف (قتلة الأطفال) بدون منازع، وذلك في ضوء إصرارها على استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي، التي تنال من المدنيين العزل يومياً.
بنك الأهداف الإسرائيلي الأكبر في الحرب هم الأطفال، ففي كل يوم يرتقي طفل تلو الآخر ليرتفع عدد الشهداء الأطفال إلى أكثر من ١٥ ألفاً راحوا ضحايا لهجمة إسرائيلية مسعورة تهدف إلى الانتقام من شعبنا.
تشكل شريحة الأطفال ما نسبته ٤٤ بالمئة من الشعب الفلسطيني، حيث فرضت إسرائيل على نحو ٥٠ ألفاً، منهم العيش بدون والدين، إضافة إلى نسبة كبيرة من المعاقين والمصابين، الذين سلبتهم إسرائيل بهجة طفولتهم التي تدمرت وسط هذا البركان الهائل من الاعتداءات والاختراقات.
ولا تقتصر عمليات القتل للأطفال على بقعة جغرافية دون أخرى، فهي سياسة في أعلى الرتب العسكرية، وما على الجيش إلا تنفيذها، وآخرها جريمة اغتيال طفلين في قصف جوي من إحدى الطائرات على أحد المواقع في طمون، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أحد الشبان والطفلين.
عمليات القتل ليست وحدها التي تؤدي إلى وفيات عديدة في صفوف الأطفال، فإضافة إلى عمليات الاعتقال، فإن أطفال غزة اختبروا الجوع الحقيقي الذي حصد أرواح العشرات جراء سوء التغذية والجفاف، وجراء الحصار لم يسلم الأطفال حديثي الولادة من مصارعة البقاء على قيد الحياة، وسط تحديات الأمهات الحوامل من سوء التغذية وعدم توفر المطاعيم، وبالتالي انتشار الأمراض بكثرة.
إضافة إلى كل ما تقدم ومع قدوم فصل الشتاء، فإن أطفال غزة يموتون جراء البرد وانخفاض درجات حرارة أجسامهم، في ظل العيش وسط ظروف صعبة أدت إلى تجمّد واستشهاد عدد كبير منهم، في واحدة من أقسى أشكال المعاناة الإنسانية، الأمر الذي يعني خطورة الأزمة التي يعانيها القطاع.
ومع دعوات الصليب الأحمر الدولي لتوصيل المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق لقطاع غزة، فإننا نؤكد ضرورة توفير كل مقومات الحياة للفلسطينيين في القطاع، وفي مقدمتهم الأطفال، وتزويدهم بالضروريات الأساسية للعيش، من خدمات صحية وغدائية، ووقف استهدافهم ودفعهم أغلى الأثمان في هذه الحرب الشرسة
شارك برأيك
الأطفال يدفعون ثمناً باهظاً في الحرب