أقلام وأراء
الخميس 05 ديسمبر 2024 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس
التعليم من أجل الأمل
قرأت مقالات كثيرة عن التعليم من أجل التسامح والديمقراطية والانتماء وحقوق الانسان، ولكن قليلة هي المقالات عن التعليم من أجل الأمل.
تهدف هذه المقالة إلى إلقاء الضوء على ضرورة ربط الأمل بالتعليم وما أجمل ما قاله الطغرائي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
وما قاله المتنبي:
ليس التعلل بالآمال من أدبي ولا القناعة بالإقلال من شيمي
وما قاله شاعر آخر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق
الأمل هو وقود المستقبل وهو طريق المستقبل، ولطالما هناك حياة هناك أمل، ومن تسلح بالأمل لا يعرف المستحيل، وهنا أقول: رغم الظروف القاهرة والأوقات العصيبة والأزمات المتلاحقة والنيران المشتعلة في زوايا كثيرة من العالم العربي، ورغم القلق والتشاؤم، فإن الأمل هو عكس الألم، ونحن بحاجة لتعليم من أجل الأمل وزراعة الأمل وملاحقة الأمل من قبل الشباب، وكلما شعر الطالب بالأمل زادت قدرته على التعامل مع القضايا التي تحيط به وأصبح فاعلاً من خلال الممارسة التي تحدث الأمل عن طريق تحديد الاتجاه الذي يجب أن نتجه إليه، أي امتلاك رؤية واضحة، وكما يقال: يجمح التعليم بدون رؤية، وماذا يتعين علينا القيام به للوصول إلى ذلك المكان؟ وما هي الخطوات اللازمة لتحرك في الاتجاه الصحيح؟ وكيف نعرف أننا وصلنا إلى ذلك المكان؟ أي حققنا الأمل، وهناك دراسات مستقبلية لمساعدة الناس ليصبحوا أكثر نشاطاً في تصور المستقبل وتعليمهم إيجاد الطرق التي يريدون أن يكون عليها المستقبل. أعتقد أن وجود رؤية واضحة تجعل أي شيء ممكن إذا كانت مصحوبة بالعمل والممارسة، وكما تقول مقولة قديمة: عدم وجود رؤية يهلك الناس، وهنا يجب أن نطلع على تجارب وأفكار المربين في مناطق كثيرة في العالم وكيف تمكنوا من بث روح الأمل في الأوقات العصيبة، وهناك عوامل مبعدة للأمل كاليأس والإحباط والغضب والسخط والحرمان والخوف والقلق والمعاناة، ويأتي الأمل من خلال قراءة الإبداعات الإنسانية، كالشعر والقصص والكتب والعلاقات الاجتماعية مع أصحاب الإنجازات العظيمة، وكما قال أحد الشعراء:
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
شباب قنع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحين
إن الانتماء وشعور الإنسان بالارتباط بالمكان والهوية، والإكثار من التنوع والمشاركة، وتبادل قصص النجاح والحكايات الشعبية والتحديات المثيرة التي لا يستطيع المعلم القيام بها لأنها نتيجة تعليم أكثر شمولية من تلك التي تعودنا عليها، لأن المؤهلات السابقة لا تأخذ بالاعتبار التطورات الجديدة من خلال معلم قادر على نقل الطلاب من العصر الذي يعيشون فيه، وجعل التعليم أكثر قدرة على مساعدة المتعلمين للدخول للمستقبل، فالتعليم مثل الحرية يؤخذ ولا يمنح. إن أعظم طريقة يمكنك أن تحطم بها أفكار أي جيل سواء الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأخلاقية أو المستقبلية ليس بنقض هذه الأفكار أو تغييرها ولكن تحريفها عن مواضعها، ووضع تفسيرات جديدة لها وبث روح القلق وبث روح المعاناة والاحباط وفي هذا الزمان التي أتى على البشر قد يكون اليأس والاحباط هو الوسيلة الجيدة للوصول للأمل، و نحن كعرب وكفلسطينيين ما أحوجنا إلى تعليم يتجاوز الاحباط و يقود إلى الأمل. يقول شوبنهاور المعروف كرمز للتشاؤم: إذا انقطع الأمل عن الحياة لم يعد طعم للحياة.
وهنا أقول لا تدعهم يحبطونك ستأتي أيام أفضل، ابدأ اليوم، غامر اليوم، افعل شيئاً ما اليوم، وأرى أن ربط الأمل بالتربية هو ضرورة تربوية لأن الأمل قد يكون محرك لحياة الإنسان، وبناء الوعي وصمود الإنسان أمام نائبات الدهر. وأقول: إن الأفكار الإيجابية التي يحملها الطالب ستكون المحرك الأساسي لكل نشاطاته الحياتية والأكاديمية. هناك بعض الأفكار والمقولات التي تتحدث عن الأمل، منها:
إن أروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل للناس.
إن الأمل هو أسوأ الشرور لأنه يطيل عذاب الإنسان.
الأمل إفطار جيد لكنه عشاء سيء.
الآمال العظيمة تخلق الأفكار العظيمة.
كل إنجاز عظيم كان حلماً قبل أن يصبح حقيقة.
إياك أن تقتل الأمل لدى أي شخص مهما كان، فقد يكون هذا كل ما يملك.
يصبح الإنسان عجوزاً حين تحل الأعذار محل الآمال.
عندما يغلق أمامنا باب من أبواب الأمل، قد تفتح لنا أبواب أخرى، ولكن لا نراها لأننا نمضي الوقت في التحسر على الباب المغلق. فتفاءل ولا تتحسر على الماضي.
يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر، ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل.
الفرص كثيرة ولكنها لا تتسكع أمام الأبواب أبداً.
الأمل لا يخيب أبداً
إن كل شي في عالمنا، وكل وسيلة جديدة أو اختراع، وكل كتاب تم تأليفه، وكل إنجاز كبير أو صغير تم بفكرة، وكل إنجاز رائع كان حلماً في عقل الشخص الذي قام به.
وأخيراً أقول: نحن التربويون المحاورون لا نصنع فقط مستقبل الأجيال، بل نصنع الأمل والإلهام في قلوب الطلاب وعقولهم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
عبدالله جناحي
جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي
أسماء ناصر أبو عيّاش
هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!
تيسير خالد
منطق استعماري قديم
حمادة فراعنة
الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب الدائمَين
بهاء رحال
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
د. علي الجرباوي
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية -(الحلقة الثانية)
د. علي الجرباوي
المفتول الفلسطيني من يد الحاجة أم نزار العيسة
بهاء رحال
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
د. اياد البرغوثي
كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي حياة الأطفال؟ التأثيرات الإيجابية والمخاطر المحتملة
بقلم / صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعليم الشخصي ثورة الذكاء الاصطناعي في التعليم للعام 2025
بقلم: عبد الرحمن الخطيب- مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
عن أي جحيم يتحدث ترامب؟
حديث القدس
سيكولوجية المجموعة في فلسطين.. درع النضال وسيف الانقسام
سماح جبر
نشوة الإنجازات التكتيكية الإسرائيلية برسم التقديرات الخاطئة
فراس ياغي
الجحيم الذي يهددنا به ترمب.. هل هناك أسوأ من الجحيم الذي نعيشه؟
إياد أبو روك
الأطفال يدفعون ثمناً باهظاً في الحرب
حديث القدس
الفيديو الأخير أحدث صدمة
إسماعيل مسلماني
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
المالية: سيتم صرف رواتب الموظفين فور تحويل أموال المقاصة
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
رجب: اعتقال 247 من "الخارجين على القانون" في مخيم جنين
بايدن: أحرزنا تقدم حقيقي نحو صفقة تبادل الرهائن
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
الأكثر قراءة
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
"الاتصالات" تحذّر من توقف تدريجي للخدمة في غزة بسبب نفاذ الوقود
مقتل سيدة في الأحداث المتواصلة بمخيم جنين
الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيران قواتنا
مجلس النواب الأميركي يصوّت بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
تهديدات نتنياهو وسموتريتش للضفة.. رخصة للتقتيل توطئةً للتهجير
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية -(الحلقة الأولى)
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 400)
شارك برأيك
التعليم من أجل الأمل