Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 10:05 صباحًا - بتوقيت القدس

حملت أختها وهنًا

أتذكر يسرى إذ حملت أختها الصغرى في الهجرة، ومشت وهي تضعها على خاصرتها في الطريق الوعر المرصوف بالحصى، وقطعت واد الصرار، وواصلت المسير رغبة في النجاة حتى نجت من ويلات الهجرة وقسوة الطغاة ورعب المصير، وحطت بأرض المخيم الذي سيكون اسمه الدهيشة مأخوذًا من الدهشة التي كان عليها حال المكان، قبل أن يزدحم بجموع اللاجئين الباحثين عن النجاة شديدي الرغبة بالعودة إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها قسرًا وقهرًا أبان النكبة الكبرى.


طفلة في ربيع عمرها تحمل على كتفها أختها المصابة وتمشي بها في شوارع غزة، رغبة في الوصول إلى المستشفى لمداواتها هناك، وفيديو يوثق تلك الحادثة في مشهد إنساني غير معهود، ولو كانت الصورة قادمة من أي مكان في العالم لتحركت الأمم وتحركت الدول، وقامت الدنيا ولم تقعد، بيد أن كونها قادمة من غزة فواصل العالم صمته ولم يتحرك، كما لم يتحرك في الأيام والأشهر الماضية على نحو مريب وغريب، يخجل منه كل إنسان في داخله ضمير، وستخجل منه الأجيال القادمة وهي تقرأ عن صمت البشر، أمام وحشية حرب الإبادة في غزة.


الطفلة التي حملت أختها على كتفها ومشت باحثة عن مركز طبي أو مستشفى قريب، وفي عيونها حزن الأبد وجسدها الصغير المنهك بالتعب والجوع والعطش، شاهدة على حجم المأساة وفصول المعاناة وواقع الحال الذي لم يعد يطاق، وهي تكرر نفس المأساة بين نكبتين وإبادتين، في رحلة الألم الفلسطيني المستمر.


أيام ثِقال ومعاناة مستمرة، والواقع على الأرض في غزة لا يحتمل، بينما تتواصل خطط الإبادة والتهجير، وتتواصل عمليات القصف والقتل والتدمير، ويزداد ظرف الواقع تعقيدًا في وجوه الصغار والكبار وعلى حد سواء، فالحياة في غزة أشبه بالمستحيلة، والناس يتطلعون لوقف الإبادة، وأن يتدخل العالم لإنقاذ ما تبقى من بشر يعيشون على قيد الحياة منهكين ومتعبين في العراء، ولا يمتلكون شربة ماء أو رغيف خبز.


بين زمانين تحمل الأخت الكبرى أختها الصغرى على كتفها المنهك بالتعب، وهي تمشي في الطرقات الوعرة، وفوق الحصى والرمال، بحثًا عن ملاذ وعلاج وطعام وشربة ماء، تعد خطواتها خطوة خطوة، وتحبس في داخلها أمنيات الرجاء والدعاء بالوصول، لتنجو أختها التي تصغرها بعامين أو ثلاثة أعوام، علها تجد من يطبب لها قدمها المصابة.


الأطفال في غزة يستحقون الحياة، ويستحقون أملً

دلالات

شارك برأيك

حملت أختها وهنًا

المزيد في أقلام وأراء

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)