Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس

عام على انطلاق بركان السابع من أكتوبر

ها هو عام انقضى على انطلاق البركان الفلسطيني من بقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 350 كم مربعاً ليعم صداها ومعناها ودلالاتها أركان المعمورة. انطلق نتيجة تراكمات لعقود من الزمن على صعيدين:


أولاً، على مستوى الاحتلال الذي ما زال يخطط لتنفيذ سياسته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية عن طريق إغلاق كلَّ منفذ أو مسار يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وفي مقدمة هذه العوائق وأكثرها تدميراً وكارثية إغراق الأراضي الفلسطينية بالمستوطنات والمستوطنين إضافة إلى سياسات الاحتلال الأخرى تجاه الشعب الفلسطيني على كل الصعد.


ثانياً، على مستوى المجتمع الدّولي الذي يتحرك مباشرة ودون أدنى تردد في حال نشوب نزاع هنا أو هناك في أي بقعة جغرافية في العالم، إلا عندما يتعلق الأمر بالصراع الدائر بيننا وبين الاحتلال، فهو لا يكتفي حتى بالصمت والحيادية ولا حتى بالدعم، وإنما هو شريك لهذا الاحتلال في كل المجالات سواء أكانت عسكرية أو اقتصادية أو تكنولوجية أو مادية، ولهذا ومن هذا المنطلق جاء السابع من أكتوبر نتيجة حتمية لسياسة تحكمها شريعة الغاب، وشعارها البقاء للأقوى والحق يخاطب ومع القوة.


عامٌ على السابع من أكتوبر وما زال العالم في حالة ذهول غير مُصدِّق ما حصل ويحصل، سواء أكان من ناحية عملية السابع من أكتوبر كعملية جريئة شجاعة، وعلامة فارقة في تاريخ الصراع مع هذا الاحتلال، وما تلاها حتى اللحظة من تفانٍ في المقاومة وصمودها الأسطوري الذي فاق الخيال، ومن قدرتها حتى اللحظة في المحافظة على الأسرى الإسرائيليين في غزة، وعدم قدرة الاحتلال الوصول حتى ولو لأسير واحد، أو من ناحية ما حلَّ بغزة من دمار هائل يعجز اللسان عن الكلام والقلم عن الكتابة لوصف ذلك. وبالطبع ما من شك بأن هذه المعركة ستدخل التاريخ كأي حدث تاريخي عالمي كمعركة حطين والحروب التي يطلق عليها وصف الصليبية وكالحربين العالميتين الأولى والثانية، وكالحدث الأبرز في القرن الحادي والعشرين ألا وهو اعدام رمز الكبرياء العربي الشهيد صدام حسين.


لم يأت السابع من أكتوبر من فراغ، ولم يكن وليد الساعة، وإنما كما قلت نتيجة مؤامرات دولية خَطط لها واشتركت فيها معظم دول الاستعمار الغربي قديماً وحديثاً، ولست بصدد سرد تاريخي للظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من بداية هذه المؤامرة التي بدأت بسايكس بيكو لتقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا، ومن ثم ما يعرف بوعد بلفور إلى أن تُوجت هذه المؤامرة بإيجاد قاعدة عسكرية لهذا الاستعمار في الشرق الأوسط، وفي القلب منه فلسطين، حيث أطلقوا على حتى هذه القاعدة العسكرية/ الأسطول مسمى إسرائيل فهذا أمر أصبح معروفاً لدى الجميع تقريباً حتى أنّ ذلك قد يكون حديثاً بين العجائز والأطفال، وانا لست بصدد ذلك، وانما بصدد ما كشفت عنه هذه المعركة رغم علمنا ومعرفتنا بذلك أصلاً. 


فهذه المعركة كشفت وبشكل واضح هشاشة هذه القاعدة العسكرية/ الأسطول/ المستعمرة وفي أقل من أسبوع على بدء المعركة طلبت العون والإغاثة بكل أشكاله من الغرب الاستعماري، الذي كان يرعاها وما زال قائماً على رعايتها والمحافظة على وجودها، بل وتفوقها على الدول العربية مجتمعة، كما كشفت هذه المعركة عن أن القوة العسكرية ليست هي الأمر الحاسم في كل الحروب، فمثلا حتى اللحظة وبعد مرور عام على هذه المعركة ورغم القوة العسكرية الهائلة التي استعملتها إسرائيل لإعادة أسراها من غزة وتدمير المقاومة أو على الأقل اضعافها وألا تشكل خطراً على هذه المستعمرة إلا أن كل ذلك باء بالفشل فالمقاومة حتى اللحظة ليست محافظة على وجودها وصامدة وحسب، وإنما ما زالت تتمسك بمسار هذه الحرب، وهي تتحكم وصاحبة القرار في الميدان، بل أنها في ذكرى مرور عام على السابع من أكتوبر 2023 تقوم بتوجيه ضربة صاروخية لتل أبيب، وهذا له معنى ودلالات لا يسعفني المجال لذكرها في هذا المقال. أما عن إنجازات المقاومة فهي متعددة ولا تخفى على من يملك بصر وبصيرة؛ ألا يكفي أن القضية الفلسطينية أصبحت الشغل الشاغل في الفضائيات وللكتاب والمثقفين والمحللين السياسيين، وعلى مستوى العالم ولم يعد هناك ذكر لأي أمر آخر في العالم سوى هذه المعركة التي اتّسع نطاقها لتشمل جبهات عربية أخرى وهي شكلت وتشكل قفزة نوعية وتاريخية وحركة مفصلية في ذاكرة الشعوب وتحديداً الأوروبية منها؟ ألا يكفي أنه صدر قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة إنهاء الاحتلال خلال عام بغض النظر عن جدية موقف الدول التي صوتت لذلك؟ 


إن هذا يعني أن هذه الدول أخذت تتمرد على السطوة والسيطرة والهيمنة والنفوذ الأمريكي، فالقضية الفلسطينية الآن تتصدر واجهة المسرح السياسي الدولي وهي أولوية بل أولوية الأولويات على جدول أعمال الأمم المتحدة، وذلك بعد أن كانت مهمشة، وكاد يطويها الزمن تحت الغبار الذي يلف ملفات الأمم المتحدة.

دلالات

شارك برأيك

عام على انطلاق بركان السابع من أكتوبر

المزيد في أقلام وأراء

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

لجنة الإسناد.. بدها إسناد!

ابراهيم ملحم

من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة

مريم شومان

الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً

وليد الهودلي

بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية

بهاء رحال

ولادة الشهيد الأول

حمادة فراعنة

(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)

حديث القدس

اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر

عيسى قراقع

ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟ ‎

هاني المصري

ما يجري في جنين يندى له الجبين

جمال زقوت

شرق أوسط نتنياهو لن يكون

حمادة فراعنة

في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!

حديث القدس

العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة

د. غسان عبدالله

من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية

زياد ابحيص

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 305)