أقلام وأراء
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 10:00 صباحًا - بتوقيت القدس
شمال غزة.. صراع البقاء في مواجهة التهجير
تشهد منطقة شمال غزة منذ السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 تصعيداً خطيراً في الأحداث، حيث تعرض الفلسطينيون لمجازر وعمليات تطهير عرقي مروّعة، أسفرت عن استشهاد نحو 500 فلسطيني حتى تاريخه. وقد تزامن هذا التصعيد مع قصف مكثف للبنية التحتية، ما أدى إلى عزل المنطقة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، وكأنما بدأت إسرائيل بفرض "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إجلاء سكان شمال غزة وعزل المنطقة بالكامل.
وعلى الرغم من نفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ "خطة الجنرالات"، فإن طبيعة العمليات العسكرية على الأرض، والحصار المفروض على سكان شمال القطاع، تشير بوضوح إلى النوايا الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين قسرياً من شمال القطاع. ولم تعد أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي تدعو فقط إلى إعادة الاستيطان في غزة، بل تعكس أيضاً طموحات توحشيّة لتحويل المنطقة إلى كيان خالٍ من الفلسطينيين.
كان القيادي في حركة حماس، خليل الحية، قد أشار إلى وجود اتفاق جاهز لوقف إطلاق النار، متّهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيله لتحقيق أهدافه في تهجير السكان. وعلى الجهة الأخرى، أكد وزير الخارجية المصري أن إسرائيل لا تملك الإرادة السياسية للتقدم في المفاوضات، ما يعكس الإصرار الإسرائيلي على المضي قدماً في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين، وعدم إكتراثها بالمسار التفاوضي.
وفي خضم هذه الأوضاع الكارثية، اكتفت الولايات المتحدة بتحذيرات خجولة لتحسين الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة، قوبلت بالسماح الإسرائيلي لعدد محدود من الشاحنات المحملة بالمساعدات لا تكفي الحد الأدنى اللازم لإغاثة نحو 400 ألف نسمة في شمال القطاع، ما يعكس قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغط الحقيقي إن توفرت الإرادة والرغبة الأمريكية. كما وتبرز تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها أن "وقف إطلاق النار ممكن في لبنان، لكنه أصعب في غزة"، عدم أولوية وقف الحرب على غزة في الأجندة الأمريكية.
يتّجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء الموافق 22 تشرين أول/ أكتوبر 2024 إلى الشرق الأوسط في زيارة تهدف ظاهرياً إلى التنسيق بشأن الحرب في قطاع غزة. وبينما تبرز تأكيدات نائبة الرئيس كامالا هاريس على ضرورة إنهاء الحرب، فإن دعمها الدائم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس يعكس تبايناً واضحاً بين التصريحات والواقع على الأرض. ومن المرجّح أن تركّز زيارة بلينكن على حدود المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية والضربات الإسرائيلية على لبنان، بما يضمن عدم تطور الحرب الحالية إلى حرب إقليمية واسعة وشاملة، إلى جانب بحث كيفية استثمار غياب الشهيد يحيى السنوار لفرض صفقة تتماشى مع الشروط الإسرائيلية والأمريكية، بدلاً من التركيز على وقف المجازر الإسرائيلية في شمال القطاع.
يبرز صمود الفلسطينيين في شمال قطاع غزة وجباليا على وجه الخصوص، كعامل حاسم في إفشال مخططات الاحتلال وأهدافه، ما يتطلب استنفار الجهود عملاً بتوجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمختلف جهات الاختصاص وعلى رأسها السلك الدبلوماسي لتجنيد مزيد من الضغط الدولي لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، خاصة حرب التجويع ضد أهلنا في شمال القطاع، وتنسيق الجهود مع المؤسسات الأممية والاغاثية للضغط من أجل استئناف إدخال المساعدات لشمال قطاع غزة، تعزيزاً لصمود المواطنين هناك.
تمثّل الأحداث الجارية في شمال غزة اليوم تذكيراً صارخاً بالعواقب الوخيمة للاحتلال، وتتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف المجازر والتطهير العرقي. صحيح أن الصمود الفلسطيني في وجه التهجير سيكون له أثر كبير في إحباط المخططات الإسرائيلية، لكن ذلك يحتاج إلى دعم حقيقي ومؤثر من كافة الأطراف المعنية لا سيّما الفلسطينية منها، حيث يبقى إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية شرطاً أساسياً لمواجهة الخطط التوسعية الإسرائيلية أو حتى الخطط الأمريكية المحتملة بعد الانتخابات الرئاسية، وكسب الدعم الدولي لإنجاز مشروع الدولة الفلسطينية
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
شمال غزة.. صراع البقاء في مواجهة التهجير