Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 20 أغسطس 2024 9:07 صباحًا - بتوقيت القدس

مع الحياة وِفق قاعدةِ الزوال

في لحظة عالية الإشراق، سيُبصر الإنسان أنه مخلوق سائر إلى الزوال من الكوكب الأرضي والجسم الأرضي الممنوح له، تماماً كما سيُبصر أن كل ما يتحرك أمام عينيه، وكل ما ينتصب أمامها من بناء، وكل ما يستوي على مد الشوف من طرقات تسير عليها الناس، وكل ما في العالم الأرضي من قصص وعلائق ومشكلات وصراعات ودول عظمى ودول صغرى، هي جميعاً إلى زوال كذلك.


كل شيء يزول، إلا الكون العظيم.


كل البشر تموت وفق دورة الزوال الخالدة، لكن نسلهم يظل يتجدد بلا فناء في الكون العظيم.


وفق قاعدة الزوال الكبرى تلك، يطرح الإنسان على نفسه سؤالاً في لحظة الإشراق ذاتها: ما دمتُ سائراً إلى زوال، وما دام كل ما أراه أمامي سائراً أيضاً إلى زوال، فكيف أنظر إلى تجربة الحياة؟ وكيف أعيشها وأساهم فيها؟
تأتيه الإجابة واضحة في لحظة الإشراق ذاتها: لا يمكنك أن (تغامر) بأن تكون (سلبياً)، أو بأن تكون عنصر أذى وهدم في حياة المخلوقات.


بل العكس هو الصحيح. عليك أن تكون إنساناً في منتهى الإيجابية، متربعاً على قمة سفوح الخير، كياناً مغدِقاً للمحبة على المخلوقات، عنصر دعم إيجابي دائم لها.


ودافعك إلى تلك الإيجابية هو بالضبط هذا التصميم الإيجابي، العطائي، الخيري، الإبداعي، النوراني، المحب، العادل، الذي يتصف به هذا الكون العظيم. وهو لا يكفّ في أي يوم عن احتضاننا بأبوية لا لبس فيها، وهو لا يخذلنا في أي يوم بأن يحجب عنا مقومات الحياة كالشمس والماء والهواء، والنباتات والحيوانات، والطاقة بأنواعها، وميكانيكا الحركة، والذكاء، وقبل ذلك كله الحب.


إن الكون – بأمر خالقه ومشيئته النافذة - يمنحنا كل ما يجعلنا نقول عن الحياة: يا لها من تجربة جميلة فريدة ساحرة!


ومن ثم.. يكون ما ينبغي علينا فعله، هو أن نعكس التصميم الكوني، وتناغم جميع مكوناته على سلوكنا نحن البشر، فنستنبط من هذا الانعكاس قواعدنا الأخلاقية الكبرى، ونتبين المقاصد الحقيقية لوجودنا القصير في هذا الكون العظيم.


حينذاك، سنحسّ نحن الإنس ببهجة غامرة تملؤنا، وبراحة كبرى تعيننا، وبيقين كبير يلهمنا. فقد وضعنا نصب أعيننا وبصائرنا كبرى قواعد الوجود، قاعدة الزوال.


(انتبه قليلا.. لا ذنب لتصميم الكون المدهش في جنوح البشر على أحد كواكبه (الأرض) إلى الظلم، والجشع، والكراهية، والاستحواذ المرَضي على المال، وصناعة الحروب.. مشوِهين بأفعالهم تلك صورة الكون العظيم، وعابثين بمقدّراته وتوازناته، ومخرِبّين علائق الخَلق بالخَلق).

إن الكون – بأمر خالقه ومشيئته النافذة - يمنحنا كل ما يجعلنا نقول عن الحياة: يا لها من تجربة جميلة فريدة ساحرة!

دلالات

شارك برأيك

مع الحياة وِفق قاعدةِ الزوال

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 85)