مع إعلان وزارة التربية والتعليم صباح اليوم نتائج الثانوية العامة التي سيترتب عليها مستقبل الابناء نحو غد مشرق ، بحثا عن التخصص الجامعي وفقا لرغباتهم وميولهم ، فان الفرحة والغبطة والسعادة التي عادة ما ترافق هذه النتائج ، لن تحضر في مشهدنا الفلسطيني الحزين ، جراء حرمان الاحتلال لأكثر من ٣٩ الف طالب من قطاع غزة من التقدم للامتحانات واهداره عليهم ، فرصة عام دراسي كامل نظرا لقضائه على المسيرة التعليمية بشكل كامل .
دمر الاحتلال اكثر من ١١٠ مدارس وجامعات في قطاع غزة كليا و٣٢٠ مدرسة وجامعة بشكل جزئي وأودت الحرب بحياة اكثر من عشرة الاف طالب مدرسي وجامعي ، واصبحت اكثر من ٧٦ بالمئة من مدارس القطاع بحاجة إلى اعادة بناء وتأهيل بشكل كامل، حتى تتمكن من العودة إلى مسيرتها التعليمية مجددا ، لكن العدوان المتواصل يحرم قطاع غزة من الحياة والعيش وبالتالي فان التعليم ممنوع حتى إشعار آخر ..
من سيعوض طلاب غزة عن هذا الحرمان؟ ومن سيعيد لأمهات الابناء الفرحة ؟ عندما كن يطلقن العنان ويهتفن بصوت فلسطيني ، تقديرا للنجاح ، واي نجاح باهر حققته غزة في هذا المحفل والمحطة الاستراتيجية ، عندما كان ابناؤها يحققون اعلى المعدلات ، ودوما كانت صفحة وزارة التربية والتعليم للعشرة الاوائل في كل الفروع ، لا تخلو من اسماء الغزيين المتفوقين والمبهرين ..
إعلان النتائج اليوم ، لا يعتبر محطة للفرح والبهجة وإطلاق المفرقعات ، انما هي مناسبة مهمة نتوقف فيها كثيرا ونحن نتمعن بمصير ابناء شعبنا في غزة الذين دمرهم العدوان وقتلتهم المجازر والمذابح ..
التوجيهي هذا العام محطة عمر وحياة سيمر منها من نجح وتفوق إلى غايات الغد ، مثمنين ومقدرين عاليا الوصول إلى واحدة من أعظم الإنجازات ، التي تخلد في أرشيف الذكريات بفخر واعتزاز ، وعشمنا كبير بأهلنا في مختلف محافظات الوطن ، ان تكون فرحتهم الحقيقية ، عندما ينتهي هذا العدوان الأثم على ابناء شعبنا في قطاع غزة ، وان تكون لغة التضامن هي السائدة ، لان هذا ما عودنا عليه شعبنا في كافة المناسبات والمحطات ..
مبروك لمن نجحوا في تقديم دروس الكبرياء والصمود في غزة ، فهي محطة النجاح الحقيقية ، والقادم سيحملهم حتما إلى مستقبل أفضل، بعد جلاء الاحتلال وزواله إلى الأبد راجين ان يكون اليوم يوما فلسطينيا مشهودا في الاخلاق والانتماء والوفاء .
شارك برأيك
التوجيهي ... محطة حياة بلا فرح