إنها غزة، الجريحة الصابرة الصائمة المتحملة أثقالاً تنوء تحت وطأتها الجبال الراسيات!
كانت تضج بالحيوية والحياة والنشاط، آناء الليل وأطراف النهار، يذهب الناس إلى أرزاقهم وإلى سهراتهم وإلى صلواتهم خلال الشهر الفضيل، الذي ليس له مثيل، يضفي عليه الغزيون نكهة خاصة من أرواحهم، بكرمهم وصدقهم، وحسن ضيافتهم، وحبّهم وطيبة نفوسهم.
في رمضان، تتفتح المواجع على موائد الإفطار، حين يتذكر العالقون في أحزانهم أحبّاءهم الصغار الذين كانوا بضحكاتهم وقفشاتهم، ونومهم وسهرهم، وجوعهم وعطشهم، يحيلون موائد الإفطار إلى مناسبات تضجّ بالحياة، حتى ّاذا غابت شمس اليوم الأخير من الشهر الفضيل تبكيه العيون وتستوحش غيابه السريع.
لا شئ يجبر الفقد سوى الصبر على اللأواء، الذي يحيل الموجوعين إلى الدواء في الذكر الحكيم، "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور".
نمدّ قلوبنا إلى أهلنا وهم يُعدّون كفاف طعامهم، ويفطرون على ما قسم الله، بينما يقضون سحابة يومهم ينتظرون على أبواب المخابز، بعد قطع شريان المساعدات، وما تم وصله من خطوط الكهرباء.
ستعود غزة ولو بعد حين، أملاً ورجاءً ومنارةً للغزيين وحاضرة للعرب والمسلمين والعالمين، رغم إرهاب وإرعاب وتوحش المعتدين...
شارك برأيك
كانت درة فغدت مقبرة !