Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 21 مايو 2024 9:29 صباحًا - بتوقيت القدس

رصيف مائي مشبوه بدواعٍ إنسانية

تلخيص

عبرت أولى الشاحنات ودخلت إلى غزة، من خلال الرصيف المائي الذي أنشأته أمريكا، تحت ذريعة أنه سيوفر للناس في غزة الغذاء والدواء، في الوقت الذي كانت ولا تزال فيه مئات الشاحنات المحملة بالمعونات تصطف أمام معبر رفح البري، الذي لا يحتاج لكل هذه الفترة الزمنية، ولا لكل هذه التكاليف المادية، إلا أن "البروبغاندا" الأمريكية أرادت ذلك، وفي الأمر نوايا أخرى، وتخفي ما هو أخطر خلفها.


الانتهاء من بناء الرصيف المائي، وسط الإغلاق التام لكل المعابر والمنافذ، خاصة بعد احتلال معبر رفح البري من قبل جنود الاحتلال، سوف يراه العالم بأنه خطوة إنسانية مهمة، وهذا ما سعت إليه أمريكا للحصول على صورة أرادتها لنفسها على هذا النحو، وقد ذللت العقبات وهيأت الرأي العام الدولي والمحلي، لتجعل من هذا الرصيف المائي المنقذ والمنفذ الإنساني الوحيد الذي يوفر المساعدات للناس الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، ويقتلون كل لحظة، بينما أمريكا لا توقف هذه المقتلة ولا تمنع هذا الإجرام، بل تدعم الاحتلال بالترسانة الحربية والعسكرية، وتوفر الغطاء السياسي في مجلس الأمن بالفيتو الجاهز دائمًا لحماية الاحتلال والإفلات من العقاب.


دخول الشاحنات المحملة من الرصيف البحري الذي تم إنشاؤه على شاطئ غزة، يعني الانتهاء من التجهيزات واللوازم لتشغيل الرصيف الأمريكي، فبات من المهم التذكير بما قلناه في السابق، حول ماهية هذا الميناء الذي قد لا يلتفت إليه البعض الغارق في السجالات الداخلية، وفي مقتلة الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في غزة.


وحيث إن الرصيف البحري يأخذ دواعي إنسانية متعلقة بدخول المساعدات الغذائية والدوائية، فإن الأمر من وجهة نظر البعض يتخذ طابعًا إغاثيًا ليس إلّا، بيد أن الأمر مرتبط بدواع أخرى خطيرة لا تقل خطورة عن هذه المقتلة الحاصلة، بل هي أكثر منها فتكًا، خاصة أنها قد تحمل في نواياها الهجرة، وهذا أكثر خطرًا من أي شيء في السابق.


إنها أمريكا القادرة على وقف الحرب وفتح المعابر وهي قادرة على إدخال المساعدات من دون العمل طيلة الأشهر الماضية على بناء رصيف بحري، فهل العقل يصدق أن هذا الميناء هو من أجل إدخال مساعدات كان يمكن لها أن تدخل من أي من المعابر التي ترتبط بقطاع غزة؟


السياسية الأمريكية ليست بريئة، ولا يمكن لها أن تكون بريئة، خاصة بعد الدعم الكبير بالعتاد والسلاح الذي قدمته طيلة أشهر المقتلة، ولا تزال تواصل دعمها، وهذا يدفعنا لنفكر في الأسباب الحقيقية من هذا الرصيف، وإن لم يكن متعلقًا بالتهجير فهل يكون مرتبطًا بالغاز والثروة المكتشفة في مياه بحر غزة؟ أم تكون الأمر له أبعاد أخرى ضمن مخطط اليوم التالي لانتهاء الحرب؟


الأمر المؤكد أن النوايا الأمريكية ليست سليمة، بل هناك ما تكيده خلف الكواليس، وهي لا تعلن عنه، بل تتخذ لنفسها هذا الدور وهذه الصورة التي تحاول من خلالها أن يصدقها العالم.الدواعي الإنسانية لو صدقت لما أغلق معبر رفح، ولما منعت المساعدات في ذروة الحاجة، وبوسع أمريكا أن تفتحه وتدخل المساعدات من خلاله، فلماذا إذن الرصيف المائي، وماذا جَدَّ فاستجد!


إنها أمريكا القادرة على وقف الحرب وفتح المعابر، وهي قادرة على إدخال المساعدات من دون العمل طيلة الأشهر الماضية على بناء رصيف بحري، فهل العقل يصدق أن هذا الميناء هو من أجل إدخال مساعدات كان يمكن لها أن تدخل من أيٍّ من المعابر التي ترتبط بقطاع غزة؟

دلالات

شارك برأيك

رصيف مائي مشبوه بدواعٍ إنسانية

المزيد في أقلام وأراء

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟

د. رمزي عودة

محمد الطوس "أبو شادي" يبعث من جديد بعد أربعين سنة

وليد الهودلي

الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟

سارة الشماس

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 554)