أقلام وأراء

الأحد 28 أبريل 2024 9:15 صباحًا - بتوقيت القدس

الهدنة وقرار اجتياح رفح

تلخيص

يبدو أن اجتياح رفح يشكل حالة من الارتباك بدت تطفو على السطح في أوساط عديدة، سواء داخل أركان حكومة الحرب والمؤسسة العسكرية والأمنية، أو على مستوى بعض دول الإقليم والعالم، لما سيترتب على مثل هذه الخطوة من نتائج كارثية، وقد لا تحقق أي نتائج عسكرية، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة، وهو الشغل الشاغل للاحتلال، وحتى اليوم فشل الاحتلال في تحقيق أي نجاح في هذه القضية، بل إن الفشل هو النتيجة التي يدور في دوائره، حيث أن كل الجهد الاستخباري والأمني المكثف بدا عاجزًا وفي حالة شلل تام، وهذا تعبر عنه الاستقالات الأخيرة في صفوف قيادات مؤثرة ذات وزن رفيع، إضافة إلى حالة الانقسام بين من هو مع اجتياح رفح، وبين من هو مع الموافقة على صفقة تبادل مع وقف الحرب. 


نتنياهو ومن معه من وزراء في حكومته يؤيدون عملية اجتياح رفح، ويرون فيها ضرورة لا بديل عنها، أو هكذا يدعون وأنها ستحقق لهم النصر، وهم الباحثون عن صورة للنصر بعد الأشهر السبعة من عمر حرب الإبادة التي لم تحقق لهم شيئًا حتى اليوم، لهذا يرون أن اجتياح رفح قد يجعلهم يخرجون بصورة المنتصر، وقد تنقذ نتنياهو من أزماته مع جمهوره ومؤيديه ومعارضيه الذين يتظاهرون ضد ما وصلت إليه هذه الحرب، من دون تحقيق نتائج، ومن دون عودة الأسرى. 


الحراك الذي تقوده جمهورية مصر لوقف عملية اجتياح رفح يلقى تجاوبًا من بعض أركان حكومة الحرب، ولكن حتى اليوم يصطدم برفض من قبل نتنياهو الذي يرى ضرورة في تنفيذ الاجتياح  بعد أن أجرى عدة تفاهمات دولية وحصل على موافقة أمريكية غير معلنة، وهو بذلك سيستمر في خطة الحرب من دون تراجع، مهما كانت النتائج كارثية، وإن بدت وتيرة الجهد المصري المبذول ترتفع إلى أعلى مستوى، بفعل التخوفات من نتائج بدء الاجتياح على الأمن القومي المصري من جهة، وما يمكن أن ينتج عن الاجتياح من نتائج حاولت مصر وسعت طيلة أيام حرب الإبادة أن لا تحدث.


رفض نتنياهو للقبول بالتهدئة والموافقة على الصفقة بات معروفًا أنه لدواع شخصية سياسية تتعلق بذاته، وأن إطالة أمد هذه الحرب لا تصب إلا في صالح استمراره في الحكم، والكل يعلم أنه يسعى لذلك، إلا أن هذا الأمر ليس هو المهم، بل المهم هو أن اجتياح رفح يمثل كارثة حقيقية، وأن سكوت العالم عنها سيكون بمثابة شراكة مع الاحتلال فيما سيرتكب من مذابح وجرائم، ففي رفح يتجمع أكثر من مليون إنسان، ليس أمامهم من مفر، فإما النزوح إلى سيناء، أو الموت في رفح، وحتى إذا قرر البعض العودة إلى خانيونس فإن الموت ينتظره، فالمجازر ترتكب في خانيونس كل دقيقة، والطرق التي يقول عنها الاحتلال بأنها آمنة ما هي إلا مصيدة، إما بالموت قنصًا وقصفًا أو بالاعتقال، حيث يقتاد الناس إلى سجون مجهولة، ويلقون أشد أنواع التعذيب حتى الموت.


جهود الوساطة المبذولة خاصة من طرف مصر، واللقاءات الأخيرة قد تكون الخطوة الأخيرة، أو المحاولة الأخيرة لمنع الكارثة التي تنتظر رفح، فإن نجحت ستكون الصفقة، وإن فشلت فإننا أمام أيام عصيبة أكثر دموية وبشاعة من أيام الحرب الأولى، وأكثر إجرامًا، وسنكون أمام فصل جديد من الكارثة التي تعيشها غزة.

دلالات

شارك برأيك

الهدنة وقرار اجتياح رفح

المزيد في أقلام وأراء

يوم الانحياز للحق والعدل

حديث القدس

أقل الكلام..."بنيامين" إذ يقاتل بأظافره!

إبراهيم ملحم

هل نحن على أعتاب عصر الرقابة الذهنية؟ تداعيات زراعة الشرائح الإلكترونية في الدماغ البشري

صدقي أبو ضهير

الإدارة الأمريكية والخطوات العملية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين

حمزة البشتاوي

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية؟

جبريل العبيدي

الشهر الثامن على حرب غزة

بهاء رحال

بعد ٧٩ عاما من الإنتصار على النازية.. شعبنا بالإرداة سينتصر أيضاً

مروان اميل طوباسي

إنهاء الحرب على غزة.. معضلة يخشاها الجميع

عطية الجبارين

22 عاما على مبادرة السلام العربية وما زال العرب يستجدون

أحمد صيام

إسرائيل ترد على صفقة التبادل بعدوان متواصل

حديث القدس

احتلال معبر رفح

بهاء رحال

(كل جمعة)-- كونت لا دي نتنياهو

جواد العناني

احتجاجات الجامعات الأميركية: ماذا يفعل الفلسطينيون

مراد بطل الشيشاني

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

غسان عبد الله

فلسطين حرّة "من النهر إلى البحر"

أنيس فوزي قاسم

«رفح»... لا مفرّ؟

سوسن الأبطح

قمة البحرين.. مغادرة مربع الضعف ضرورة للأمن العربي ؟

فوزي علي السمهوري

عمليّة رفح محاولة يائسة لاقتناص إنجاز في اللحظة الأخيرة

سليمان أبو ارشيد

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 11 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.26

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 243)

القدس حالة الطقس