Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 25 نوفمبر 2024 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

مجرما حرب

بعد كل ما اقترفته أيديهم من قتل وخراب، ومن إبادة جماعية مستمرة في غزة، أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف واعتقال بحق نتنياهو وغالانت، في خطوة مهمة جاءت بعد يوم واحد من استخدام أمريكا للفيتو ضد مشروع استصدار قرار وقف الحرب في مجلس الأمن الدولي. صحيح أن القرار جاءَ متأخرًا إلَّا أن فيه ما ينصف الضحية على جلادها، وفيه ما يعيد للعدالة الدولية الغائبة منذ بدأت الإبادة بعضًا من دورها وصوتها، وصحيح أن المطلوب تدخل فوري للمجتمع الدولي لوقف الحرب حالًا ووقف الكارثة، ومن ثم محاكمة الجناة والقصاص منهم على ما اقترفوا، إلا أن صدور مذكرة التوقيف شكلت بعثًا جديدًا لصوت العدالة الدولية التي يتطلع إليها شعبنا، بأن تأخذ دورها المناط بها وفق أحكام القانون العادل، وأن تخرج الإرادة الدولية عن صمتها وبعض انحيازها، لكي تنصف شعبنا وتنقذهُ مما يتعرض له من جرائم وحشية، وتحاكم القتلة والمجرمين، وأن نراهم خلف القضبان يلقون عقابهم الذي يستحقونه، وهذا مصير حتمي لكل من ارتكب وشارك ولا زال يشارك في الإبادة الجماعية التي وصلت ضحاياها أكثر من 150 ألفًا بين شهيد وجريح، وتشريد أكثر من مليوني إنسان في العراء بلا طعام ولا شراب ولا غذاء.


مذكرة التوقيف التي صدرت عن الجنائية الدولية نافذة وملزمة لكل الدول الأعضاء، حسب نظام روما الأساسي للمحكمة الدولية، وهذا يجعل القرار ذا أهمية كبيرة تدفع بعضًا من حالة الانحياز الأعمى، والدعم اللامسبوق الذي حظي به الاحتلال وحكومته طيلة أشهر حرب الإبادة. ما قاله المحللون حول هذه القضية كافٍ، ولست بصدد الحديث الطويل حوله من باب تجنب التكرار، ولكن ما لفتني هو بعض الأصوات الأكاديمية في إسرائيل ممن لا ينتمون إلى الأحزاب اليمينية، وحالة الدفاع عن نتنياهو غالانت، وتوجيه اتهامات غير واقعية وغير حقيقية للمحكمة التي اتخذت قرارها، فمنهم من اتهم القضاة، ومنهم من ادعى أن القرار يعادي السامية، وهذه الأسطوانة التي تظل الأصوات الناعقة ترددها كل الوقت، ما يفسر طبيعة الحالة المتطرفة التي باتت عليها دولة الاحتلال، حيث لا يشعر أحدًا فيها بالخجل وهم يدافعون عن مجرمي حرب متورطين في ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية، وطغاة مصيرهم الاعتقال والمحاكمة العادلة، وليس هذا فحسب بل ما صدر عن عدد من قيادات الحزب الجمهوري الأمريكي المقربة من الرئيس ترامب الذين هددوا وتوعدوا المحكمة الدولية، كما لوحوا بفرض عقوبات على الدول التي تتعاون مع الحكم، وهذا الصلف الأمريكي المعهود والانحياز الأعمى من جهة أمريكا، لصالح الاحتلال ليس بجديد، بيد أن الأمر المستهجن اليوم هو حالة الدفاع ليس عن إسرائيل، بل عن مجرمي حرب مدانين بجرائم ضد الإنسانية.


ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية يمثل انتصارًا لصوت العدالة والقانون، ولكل المظلومين والمقهورين والمضطهدين، ولكل من يتعرضون للإبادة الجماعية، وهذا يفرض على العالم وقف الحرب بأسرع وقت، والتحرك على كل المستويات، وتنفيذ قرار الجنائية الدولية لإنقاذ البشر من وحل الإبادة.

دلالات

شارك برأيك

مجرما حرب

المزيد في أقلام وأراء

الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة

حديث القدس

أي شرق نريد؟

إياد البرغوثي

ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟

راسم عبيدات

بانتظار الجهد العربي والإسلامي

أحمد رفيق عوض

خطوة على طريق الانتصار

حمادة فراعنة

التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات

د. سارة محمد الشماس

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%51

%49

(مجموع المصوتين 101)