عين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، اليميني المتطرف ، سيباستيان غوركا، لشغل منصب نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب في الإدارة الجديدة.

وكان غوركا (54 عاما) ، قد عمل في إدارة ترامب السابقة مستشارا للرئيس لشؤون الأمن القومي، حيث قدم المشورة حول قضايا تخص الإرهاب الدولي والسياسة الخارجية، لكنه لم يستمر في منصبه سوى 210 أيام فقط، بعدما توترت علاقاته بشدة مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض، فقدم استقالته.

وقد وصفه ترامب بأنه "مهاجر قانوني إلى الولايات المتحدة، ولديه أكثر من 30 عامًا من الخبرة في الأمن القومي".

ويحمل غوركا أفكار وآراء بالغة العنصرية ضد المسلمين والبلدان التي يأتون منها إلى الولايات المتحدة ، الأمر الذي وضع إدارة ترامب السابق في موقع الحرج واضطره إلى الاستقالة بع 210 أيام.

ولد غوركا في لندن لأبوين مجريين، وقضى سنوات في المجر يعمل في وزارة الدفاع في البلاد قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، حيث قام بتعليم مشاة البحرية الأمريكية حول مواضيع مكافحة الإرهاب.

واكتسب غوركا شهرة في إدارة ترامب الأولى بسبب تعليقاته التي وصفت الإسلام بأنه ليس دينًا بل أيديولوجية عنيفة، ورفضه لتهديد القومية البيضاء في الولايات المتحدة، بحجة أن المتطرفين الإسلاميين هم أكبر تهديد للبلاد.

كما أثارت علاقات جوركا المزعومة بالمجموعة السياسية المجرية المتحالفة مع النازية "فيتيزي ريند"، التي ارتدى شارتها في حفل تنصيب ترامب الأول، ما دق أجراس الإنذار في البيت الأبيض الأول لترامب.

تعاونت مجموعة "فيتزي ريند" الأصلية مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وأعادت تشكيل نفسها بعد سقوط الحكومة الشيوعية في المجر عام 1989. وذكرت صحيفة "فوروارد" اليهودية في آذار 2017 أن غوركا كان عضوا محلفاً في مجموعة الكراهية النازية هذه.

وقال غوركا إن الميداليات التي كان يرتديها كانت ملكا لوالده، الذي من المفترض أنه حصل عليها "كإعلان عن مقاومته للديكتاتورية [الشيوعية]"، كما قال غوركا للموقع اليميني المؤيد لترامب،برييتبارت.

وردا على ادعاء "فوروارد"، كتب النائب جيري نادلر (اليهودي الديمقراطي من ولاية نيويورك) إلى ترامب يطلب منه تحديد ما إذا كان غوركا عضوا بالفعل في فيتزي ريند، وما إذا كان قد أغفل أي رابط من هذا القبيل في أوراقه ليصبح مواطنا أمريكيا متجنسا. غادر جوركا البيت الأبيض بعد خمسة أشهر.

ويقال إن رئيس أركان البيت الأبيض آنذاك جون كيلي - الذي حذر منذ ذلك الحين من أن ترامب سيحكم مثل الديكتاتور إذا حصل على فترة ولاية ثانية - ألغى تصريح غوركا الأمني، مما جعل من المستحيل على جوركا القيام بوظيفته.

وقد واصلت زوجة غوركا، كاثرين غوركا، منصبها في البيت الأبيض بعد انتهاء ولاية زوجها، حيث ورد أنها ساعدت في إنهاء التمويل لمجموعة تحارب تفوق العرق الأبيض في الفترة التي سبقت مسيرة شارلوتسفيل المميتة عام 2017.

وهاجم مستشار الأمن القومي السابق في عهد ترامب جون بولتون غوركا ووصفه بأنه "محتال" خلال ظهوره على شبكة سي إن إن مساء الجمعة.